المحتوى الرئيسى

«مسلمو الروهينجا» بين مطرقة «القتل» وسندان «الهجرة»

09/18 13:54

لا شك أن ما يحدث تجاه مسلمي الروهينجا في ميانمار "بورما سابقًا" يفوق الوصف، فحتى الصغار لم يسلموا من بطش جنود لم يتورعوا عن قطع رؤوسهم، وما يزيد من تعقيد المسألة، هو دعم دول كبيرة، مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وغيرها، للجيش الذي يقف وراء ارتكاب هذه المجازر بحق أقلية الروهينجا.

ويعتبر مجتمع الروهينجا، من أكثر المجتمعات فقرًا في بورما، ذلك لأنهم محرومون من الجنسية ويعانون من الاضطهاد والعنف منذ سنوات، بسبب بشرتهم الداكنة ودينهم المختلف، ما دفع بعضهم نحو حمل السلاح ومهاجمة القوى الأمنية البورمية، ولكن ما يحصل اليوم هو تطهير عرقي صريح في أسوأ كارثة يواجهها مجتمع الروهينجا حتى الآن.

وتطل مأساة ميانمار، برأسها كشاهد على الجرائم البشعة للتطرف البوذي، حيث استمرار عمليات الاستئصال والتطهير العرقي لمسلمي الروهينجا، الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مُر، إما البقاء بمنازلهم وقراهم ليقتلوا فيها بدم بارد، وتستباح أعراضهم وممتلكاتهم، أو الفرار للمجهول والتشرد في دول الجوار الرافضة وجودهم وتود التخلص منهم اليوم قبل الغد.

ورغم التعاطف الإنساني مع المأساة من جانب دوائر غربية نافذة وفاعلة، إلا أنه لا أحد يود الاعتراف بأن ما يحدث هو أحد تجليات التطرف البوذي الذى يحمل كل المظاهر والمعايير التي يستند إليها الغربيون، ليصنفوا كل واقعة إرهابية تحدث ويعلقوها فى رقبة "التطرف الإسلامي".

ويقول الكاتب الصحفي، محمد إبراهيم الدسوقي: "الدواعش البوذيون لا يقلون خطرًا على حاضرنا ومستقبلنا من الدواعش الإسلاميين فالمعين واحد، والفكر واحد، والتطرف الديني يكاد يتطابق ويتماثل، فهم يبحثون عن دولة بوذية خالصة، مثلما يتمسك المتطرفون الإسلاميون بوهم إحياء الخلافة الإسلامية، ويعادي المتطرفون البوذيون الآخر ويرفضونه رفضا تامًا ويجبرونه على الرضوخ لرغباتهم ومفاهيمهم، أو الرحيل إلى أقاصي الأرض، ويستحلون دمه وماله ويعتقدون أنهم بذلك يتقربون لإلههم، ويخبرونك عن حتمية النقاء العرقي الذي يعكره وجود المسلمين بينهم، وهو منطق النازية نفسه وإسرائيل التي ترى أن أرضها لليهود فقط، ومعهما منذ عقود نظام الفصل العنصري فى جنوب إفريقيا".

ويرى الدسوقي، أنه لا فرق مطلقًا بين الراهب البوذي «آشين ويراثو» وبين أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي والمخطط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر بأمريكا، وأيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي، وأبو بكر البغدادي خليفة داعش المنتظر.

وأضاف، أن الراهب المتطرف يصف المسلمين بآكلي لحوم البشر، ولم يبد أسفًا على العنف ضدهم، وطالب البوذيين بعدم التعامل تجاريًا معهم، ولا الزواج منهم، وفي أحد لقاءاته الجماهيرية سأل الحضور: "ما هو الأفضل برأيكم الزواج بمسلم أم بكلب"، فهتف الحاضرون بصوت واحد: "الكلب"، وأثنى آشين على الإجابة قائلًا: "نعم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل