المحتوى الرئيسى

«زينب ونفيسة».. بلا أسوار وكوبرى السكة الحديد يهدد حياة التلاميذ

09/18 10:32

كوبرى يربط بين الجهة الشرقية والجهة الغربية لخط السكة الحديد جار العمل به حالياً، منذ بداية بنائه منذ أكثر من عام، تسبب فى العديد من الأزمات لمدرستَى السيدة نفيسة الابتدائية المشتركة، ومدرسة السيدة زينب الابتدائية، ومنها إزالة سور المدرستين لحين الانتهاء من الكوبرى، وأصبحت المدرستان حالياً بلا أسوار، بالإضافة إلى وضع المعدات الخاصة ببناء الكوبرى أمام المدرستين بما فيه من خطورة على حياة طلاب المرحلة الابتدائية، وهذا بخلاف حالة المبانى بهما من شروخ وسقوط طلائها.

عماد الدين عدوى، 37 عاماً، أحد أهالى جرجا، يؤكد أن أولياء الأمور يخافون على أبنائهم نتيجة الازدحام الشديد أمام المدرستين بالإضافة إلى مزلقان السكة الحديد، والبعض من أولياء الأمور نقلوا أطفالهم من المدرستين بسبب المزلقان، قائلاً: «المنظر هنا أيام المدارس حاجة صعبة جداً، وبيتغير مع بداية العام الدراسى، وبيبقى فيه تكدس للتكاتك والعربيات قدام المدرسة».

وعن الخطر الذى يواجه الطلاب منذ بداية العمل على بناء الكوبرى يقول «عدوى»: «السور ده مهدود بقاله حوالى سنة ونص من ساعة ما بدأوا شغل فى الكوبرى، وفيه خطر كبير على الطلاب لأن المدرسة بقت من غير سور ومابقاش ليها حدود، وممكن تحصل مشاكل كبيرة وتبقى مسئوليتها كبيرة على إدارة المدرسة، ده غير كمان المعدات والخشب والحديد اللى محطوط قدام المدارس ممكن العيال تتعور بسببها».

«ممدوح»: «ببقى مرعوب على ابنى وهو خارج أو داخل للمدرسة».. و«عدوى»: «السور مهدود من سنة ونص والمدرستين فى حاجة لترميمات عاجلة»

ويرى «عدوى» أن المدرستين فى حاجة إلى ترميمات عاجلة بالإضافة إلى بناء السور لهما مرة أخرى، خاصة أنها مدرسة ابتدائية والطلاب ما زلوا صغاراً، وأن المنطقة التى تقع بها المدرستان تحتاج أيضاً إلى تنظيم فى حركة المرور، لأنها تزدحم للغاية مع بداية العام الدراسى، مضيفاً: «بنبقى قلقانين على عيالنا فى المدرستين دول وبالذات فى الدخول والخروج والفترات المسائية، وطالب الابتدائى مايدركش حاجة لحد ما يوصل سنة رابعة، وبيفضل قاعد فى المدرسة من صباحية ربنا لحد الساعة 2 الضهر وبيبقى طالع منها تعبان جداً وتايه»، ويؤكد «عدوى» أنه من نحو عدة شهور اصطدم أحد طلاب الابتدائية بسيارة أثناء خروجه من المدرسة، وكان ذلك نتيجة الازدحام والطريق الضيق بين المدرسة والكوبرى.

ممدوح فتحى، 49 عاماً، أحد أهالى مدينة جرجا وعضو مجلس أمناء إدارة جرجا التعليمية، يقول: «المدرستين دول أصلاً ماكانوش ابتدائى واتغيروا للمرحلة الدراسية دى لخدمة أهالى المنطقة ولأن الكتلة السكنية كبيرة فى المنطقة، وأكتر حاجة بيبقوا حريصين فيها جغرافياً هى طالب المرحلة الابتدائية، عشان كده اتعملت مدرستين ابتدائى جنب بعض، ومنهم مدرسة السيدة نفيسة اللى كانت إعدادية بنات».

ويؤكد «ممدوح» أن الكوبرى يربط بين شرق وغرب السكة الحديد من أجل حل أزمة التكدس غير العادى بالمنطقة، ولكن مع بداية العمل فيه حدثت الأزمة بوجود المدرستين إلى جانب الكوبرى فقرروا إزالة سور المدرستين من أجل توسعة الطريق، وأنه خائف من أن يؤثر بناء كوبرى بالقرب من المدرستين على المبانى الدراسية، مضيفاً: «ابنى فى الصف الثالث الابتدائى بمدرسة السيدة زينب، وببقى فى قمة الرعب لما ابنى بيروح ويرجع من المدرسة»، موضحاً أن ذلك الخوف يتمثل فى دخول الطلاب وخروجهم من المدرسة فى ظل وجود الآلات والمعدات التى يتم من خلالها بناء الكوبرى، لأن سرعة رد الفعل لدى الطالب الابتدائى بطيئة جداً لأنها بدون وعى أو تفكير، متابعاً بنبرة حزينة: «مفيش أمان لعيالنا، وخايف زى أى ولى أمر ابنه معرض للخطر فى أى وقت، وبدل ما كنت ببعت ابنى عشان يحصل على شهادة دراسية بقيت ببعته المدرسة عشان يرجع بشهادة وفاة».

وعن حالة فصول مدرسة السيدة زينب الابتدائية من الداخل يقول «ممدوح»: «النوافذ كلها الزجاج بتاعها متكسر، واحنا داخلين على فصل الشتاء يبقى كمان بنعرض عيالنا لأمراض البرد، ومش هنقدر نمنع عنهم الضجيج اللى خارج المدرسة من بناء للكوبرى أو السيارات والتوك توك، ده غير إن معظم المراوح مش شغالة فى عز الحر، وطالبنا بصيانة الكهرباء أكثر من مرة فى مجلس الأمناء»، موضحاً أن الطالب فى المرحلة الابتدائية لن يستطيع استيعاب الدروس وسط هذه الأجواء، خاصة أن متوسط كثافة الفصل الواحد 60 طالباً.

يلتقط منه حسين كامل، 50 عاماً، أحد أهالى جرجا، أطراف الحديث، موضحاً أن الأزمة فى المنطقة التى تقع أمام المدرستين هى تكدس وازدحام «التكاتك»، قائلاً: «التكاتك اللى قدام المدرستين دول من أكتر الحاجات اللى بتخلينا مش مطمّنين على العيال فى المدرسة، لأن التوك توك حوادثه كتيرة ومحدش بيقدر يوصل له عشان من غير أرقام»، ويؤكد «حسين» أن السور الذى تمت إزالته لحين بناء الكوبرى فيه خطورة كبيرة على الطلاب لأنهم فى المرحلة الابتدائية ولا يمكن أن يدرسوا داخل مبنى بلا أسوار، متابعاً: «ممكن كده أى حد يدخل المدرسة طالما من غير سور، سواء كان بلطجى أو حرامى أو حد يخطف عيل عشان ياخد فلوس ابوه وامه، ده المفروض يبقى فيه كمان بوابة فى السور ده ويبقى واقف عليها فرد على الأقل يسأل كل واحد داخل المدرسة».

وعن المعدات والأخشاب التى تم وضعها أمام المدرستين من أجل بناء الكوبرى يقول «حسين»: «العيال ممكن تلعب فى الخشب والحديد بتاع الكوبرى اللى محطوط على باب المدرستين، وممكن العيل يدخل فى إيده مسامير من الخشب ده، وكان لازم الخشب ده يتحط فى الناحية التانية من الشارع، والمدرسة ماكانتش مستحملة كمان خشب يتحط قدامها، والعيل فى السن ده بيحب يطلع فوق الخشب وينط من عليه وهو فاكر إن كده بطولة». مشيراً إلى أنه حدث أمامه العديد من الحوادث لطلاب أمام المدرسة، قائلاً: «الحوادث زى عيل بيعدى الشارع قدام المدرسة عربية تخبطه، أو عيل تانى حديدة تدخل فى بطنه، وده طبيعى طالما ده الوضع قدام المدرسة».

ويوضح «حسين» أن كافة المبانى هنا قديمة، وأنهم كانوا يقومون بإخفاء العيوب عن طريق طلاء الحوائط، وكان من يراها من الخارج يعتقد أنها جديدة أو تمت صيانتها، متابعاً: «أنا لو ابنى فى المدرسة بالحالة اللى هى عليها دى كنت خرّجته منها، لأنى مش هستنى لحد ما يحصل له حاجة، لأ بلاش تعليم أحسن طالما الواد ممكن يضيع منى، لأن سلامة عيالنا أهم من أى حاجة تانية».

دكتور عثمان أحمد، 39 عاماً، أحد أهالى جرجا ويعمل طبيب أطفال، يؤكد أن هناك خطورة كبيرة على الطلبة بسبب عدم وجود سور، ولا يمكن أن توافق الإدارة التعليمية على الصورة التى عليها المدرسة حالياً، وغياب حرم آمن للمدرسة، وأصبح الطلبة مُعرّضين للخطر فى أى وقت، لأن المعدات والأخشاب والحديد الموجود أمام المدرستين يشكل خطراً دائماً على صحة الطلاب، وكان على الأقل يجب نقل الدراسة من المدرستين حتى يتم الانتهاء من بناء الكوبرى وترميم المدرستين، مضيفاً: «الطفل فى السن ده عنصر الاعتماد عليه إنه فاهم اللى بيعمله ده صعب جداً، لأن الطفل فى المرحلة الابتدائية بيحب المعرفة وعنده رغبة فى إنه يتعرف على الحاجة».

وعن أزمة بناء الكوبرى فى ظل تحطم زجاج نوافذ الفصول يقول «عثمان»: «فيه حفر وأتربة وشغل بيكتمل فى الكوبرى وكل ده ممكن يجيب حساسية على الصدر، والطلاب مش هتقدر تركز وسط الظروف دى كلها، والطالب عندنا بيمر بكذا نقطة فيها خطورة عليه، بداية من المزلقان أو التوك توك اللى راكبه 5 طلاب، ولو حصل أى حاجة فيه هتبقى كارثة، ده غير المدرسة اللى من غير السور، والخشب والمعدات اللى بمحاذاة المدرستين».

أيمن قمر، مدير مدرسة السيدة زينب، يوضح أن المدرسة سوف تدخل صيانة كاملة لأنها تعانى من مشاكل فى الحوائط والسباكة وزجاج النوافذ، وسيتم تجديد كافة المدرسة والأدوات الكهربائية والمقاعد فى فترة تصل إلى 3 شهور، مضيفاً: «الخشب اللى بره ده تبع الكوبرى مش تبعنا والكوبرى هو اللى هد السور من نحو سنة عشان الشغل بتاعهم، وده عمل لنا تعب كبير جداً إن المدرسة تبقى من غير سور، ده احنا بنبقى عاملين زى العساكر عشان نحافظ عليهم، وقفلنا الشبابيك كلها اللى فى الدور الأرضى بالحديد، وفى نهاية اليوم الدراسى لازم المشرفين يبقوا واقفين بره المدرسة عشان يحافظوا على العيال».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل