المحتوى الرئيسى

مرسيدس! | المصري اليوم

09/18 05:47

خلال زيارته معرض فرانكفورت الدولى للسيارات، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إنه اتفق مع شركة مرسيدس على أن تعود للعمل فى مصر، وإن الشركة وافقت مبدئياً على العودة، وإن البداية ستكون بمركز توزيع فى منطقة العين السخنة.

الكلام من جانب الشركة، كما ترى، هو عن موافقة مبدئية، ومع ذلك فسوف نعتبرها موافقة نهائية، لنسأل مباشرةً ليس عن العودة، سواء كانت مبدئية أو نهائية، وإنما عن سبب توقفها عن العمل عندنا، فى فترة سابقة.

إن عودة مرسيدس الى القاهرة معناها أنها كانت موجودة من قبل، ثم طرأت أشياء فى طريقها جعلتها تتوقف عن التواجد والاستثمار لدينا، وهذه الأشياء تحديداً هى ما أسأل عنه، لأننا إذا لم نعرف، كحكومة، السبب الذى جعل شركة بهذا الاسم، وبهذا الحجم، تغادر أرضنا إلى أرض أخرى، فإننا لن نتعامل مع قضية الاستثمار كما يجب أن نتعامل معها.

المسألة طبعاً ليست مرسيدس وحدها، لأن المؤكد أن ما دفعها إلى المغادرة من قبل، دفع غيرها من الشركات، ولذلك فنحن نتكلم عن بيئة عامة جاذبة للمستثمر، أو طاردة له، ولا شىء فى المنتصف.

فالمطلوب منا، على مستوى رئيس هيئة قناة السويس، ثم على مستوى غيره من المسؤولين، ليس أن نذهب إلى كل شركة على حدة، لنطلب منها العودة، ونرفع العقبات من طريقها، وإنما المطلوب هو إصلاح مناخ عام يعيد الشركة الألمانية الأشهر فى عالم السيارات، بمثل ما يعيد غيرها على السواء.

المناخ العام الذى تعرض له الزميل نيوتن على مدى ستة أيام متواصلة كان آخرها صباح أمس- هو بالضبط الذى لا بديل عن إصلاحه، وتطويره، والتعامل معه بشكل مباشر، والاشتباك مع عناصره الخمسة التى أحصاها نيوتن عنصراً، عنصراً، وبالتفصيل!

هكذا يكون العمل الجاد مع طقس الاستثمار فى بلدنا، وعندها سوف لا يكون الفريق مميش فى حاجة إلى الذهاب لإغراء مرسيدس بالعودة، ولا هى ستكون مضطرة إلى الرحيل أصلاً.

ولست فى حاجة للإشارة إلى العناصر الخمسة من جديد، فهى منشورة ومُتاحة لمن أراد أن يعود إليها، ليرى وهو يتأملها واحداً واحداً أين نقف استثمارياً، وأين بالتالى يجب أن نكون، وفى أى اتجاه علينا أن نتحرك وبسرعة!

ولكنى فى المقابل، فى حاجة إلى التأكيد على أن المناخ الاستثمارى العام المقصود ليس مسؤولية الوزيرة سحر نصر وحدها، وإلا لكانت القصة قد هانت من زمان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل