المحتوى الرئيسى

الموالح.. قطن مصر الجديد! | المصري اليوم

09/18 04:04

الموالح- أى البرتقال وعائلته- هى أقدم الفواكه التى عرفها الإنسان، وزرعها البشر منذ أكثر من 4000 عام. ونشأته- البرتقال- الأولى الهند وبورما وغرب الصين، ونقله العرب إلى شرق أفريقيا، وفى بداية القرن الـ15 نقله الرحالة البرتغاليون من الهند إلى أوروبا، وحمله كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا عام 1493، والإنتاج العالمى منه حول 45 مليون طن مترى، والبرازيل هى أكبر دولة منتجة للبرتقال، تليها الولايات المتحدة، ثم إسبانيا بعد الصين ثم المكسيك والهند وإيطاليا ومصر وإيران وباكستان، وينمو بصورة جيدة فى المناطق ذات الصيف الدافئ والشتاء المعتدل، أى فى المنطقة الجغرافية المعروفة باسم «حوض البحر المتوسط».

وربما يكون برتقال فالنسيا «فى إسبانيا» وبرتقال إشبيلية هو الأكثر شهرة.. وأينما سافرت كنت أعشق البرتقال، من أستراليا إلى الهند.. ومن كل دول البحر المتوسط، شماله فى اليونان وإيطاليا وجنوب فرنسا.. وحتى إسبانيا، وجنوبه فى تونس والمغرب.. وصولاً إلى مصر.. حتى اللارنج أعشقه وأستحلب عصيره رغم مرارته.. لأنه «مهضم»، وربما أكون أكثر من يعشق الجريب فروت لتعدد فوائده.

ولا ننسى هنا البرتقال اليافاوى الذى يجود فى بيارات، أى مزارع منطقة يافا فى فلسطين، وعرفته قبل حرب 1948 بسنوات عندما كانت تأتى حمولاته إلى ميناء دمياط القديم.. وهو أشبه ما يكون بالبرتقال الذى يزرع عندنا فى القليوبية حول الشموت، ولكن البرتقال أبوسرة المصرى «يكسب» ويتفوق على غيره.. وهو الأكثر شهرة عالمياً بين أنواع البرتقال الأخرى.. ودعونا من «اليوسفى»، فهذا له حكاية أخرى.

ويبدو أننا لم نعرف قيمة البرتقال المصرى - الذى يعشقه العالم كله - حتى إن كل ما كنا نصدره فى أواخر الستينيات مجرد 200 طن، إلا شخصاً واحداً «فهم الفولة» وعرف قيمة البرتقال المصرى هو الدكتور المهندس كامل دياب.. إذ ما كاد الرجل يتولى مسؤولية شركة الوادى لتصدير الحاصلات الزراعية فى أوائل السبعينيات، وكان هذا الرقم المتواضع هو كل ما نقوم بتصديره، حتى قفز بحجم صادرات البرتقال - وعلى مدى 7 سنوات تولى فيها الدكتور دياب هذه المسؤولية- إلى 450 ألف طن!! وأدخل أنواعاً جيدة نجحت زراعتها.. ثم زادت صادراتها.

الآن يتولى القطاع الخاص تصدير حوالى مليون ونصف مليون طن من البرتقال سنوياً، وتتنافس شركات خاصة على هذه العملية مثل «المغازى وعيسى، والنجارى وغيرها».. وما نجحوا إلا بسبب السماح للقطاع الخاص بدخول هذا المجال الكبير بعد أن كانت الدولة تحتكر عملية التصدير.. ولكن علينا أن نحدد هدفنا ليشمل تطوير الزراعة.. من أجل التصدير.. والتصنيع الزراعى، بالطبع بعد توفيره للأسواق المحلية.. لنستفيد من السمعة الطيبة جداً.. للبرتقال المصرى.. وهو ما نجح فى «زراعته» الدكتور دياب، وربما كان هذا العالم المصرى هو أول مصرى يقوم بتشميع البرتقال المصرى بعد غسيله وتجفيفه بهدف تحسين مظهره ومنع جفافه وتقليل مخاطر الشحن والنقل.. وكان ذلك من أهم أسباب القفز بأرقام صادرات البرتقال المصرى.. أولاً إلى أسواق الخليج التى تعشقه.. وإلى دول عديدة تجرى وراءه!!

** أى أن جهود هذا العالم هى التى جعلت الموالح هى المحصول الأول المصرى.. للتصدير. وللعلم يمثل البرتقال التونسى عصب الصادرات التونسية كلها!! وربما يتذكر البعض جهود هذا العالم الذى نجح فى الوصول بالصادرات المصرية من البرتقال إلى الموقع الأول للعائدات المصرية، بعد أن فقدنا ناتج تصدير القطن المصرى.. الذى كان مشهوراً.

** وحتى نحقق استمرار صعود أرقام الصادرات لابد من توفير البنية التحتية، وهى بالمناسبة ليست مجرد طرق ومياه وكهرباء.. بل «خبرة عائلية» وكفاءات يتم إعدادها وتطويرها جيداً.. بل هذه الموالح يمكن أن تصبح الدجاجة التى تبيض ذهباً فى الميزان التجارى المصرى.. ولكن من يفهم ذلك.. إلا القليل منا!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل