طلاب المدن الجامعية يشكون ارتفاع رسوم الإقامة: «أهالينا يجيبوا منين»

بغضبٍ شديد وعباراتٍ حزينة، سرد طلاب المدن الجامعية خلال حديثهم لـ«الوطن» قصة معانتهم بعد اتخاذ المجلس الأعلى للجامعات قرارًا برفع رسوم الإقامة في المدن الجامعية لتصبح 350 جنيهًا بدلًا من 165 جنيهًا، وهو الأمر الذي قامت بعض الجامعات بتنفيذه مثل جامعة حلوان والإسكندرية وبني سويف، في حين أن هناك جامعات آخرى لم تطبق هذا القرار مثل جامعة القاهرة وكفر الشيخ وغيرها، وهو ما يراه الطلاب أنه ليس قرارًا عادلًا.

وقالت هاجر صلاح، طالبة بجامعة حلوان، إنها ترفض زيادة رسوم السكن الجامعي لـ350 جنيه، لأن أولياء الأمور ليس لديهم ذنب لتحمل هذه الزيادة، مضيفةً أن الطالب كان يدفع 165 جنيهًا في الشهر، لكنه الآن مطالب بدفع 350 جنيهًا، مما يمثل عبًأ على أولياء الأمور في ظل هذا الغلاء والظروف المعيشية القاسية.

وتابعت «ولي الأمر في أول شهر مطلوب منه يعطي لابنه أو بنته 1000 جنيه فقط للجامعة غير المصاريف الشخصية والكتب وغيره، المشكلة بقى إن ولي الأمر بيقبض 1200 معاش وعنده ثلاث أولاد، في جامعة، في ثانوية عامة، وكمان إعدادي، نجيب فلوس منين يعني» على حد قولها.

وأعربت الطالبة العشرينية عن مدى غضبها من قرار الوزارة بزيادة مصاريف المدن الجامعية، ومن قول الوزير أن من لديه باقة على هاتفه قادر على دفع مصاريف السكن الجامعي، قالئة: «الكلام ده يرضي مين، يعني نموت نفسنا ولا نعمل إيه».

وأضافت أنه على الرغم من أن بعض الجامعات الأخرى كجامعة القاهرة وكفر الشيخ وغيرهما قرروا تحمل دفع الزيادة من الميزانية بالجامعة من أجل تخفيف العبء على الطلاب، إلا أن جامعة حلوان نفذت القرار مباشرةً، مضيفًة: «جامعة حلوان مش قادرة حتى تتحمل 100 جنيه فقط تتدفعهم للطالب، مفيش ميزانية لا لتجديد المدن ولا لأي حاجة يعني نكلم مين ولا نعمل إيه».

فيما أبدى مصطفى محمود، الطالب بكلية تجارة إنجليزي، جامعة حلوان، غضبه من قرار الوزارة، قائلًا: «مش فاهم إزاي الوزارة تاخد قرار زيادة زي دي دون أي مقدمات، المفروض تكون الزيادة أقل من كده، ويعني إيه الجامعة هي اللي تقرر تخفض المصاريف أو ترفعها، اشمعنى جامعة حلوان اللي تزود المصاريف، والقاهرة وكفر الشيخ وطنطا والفيوم مزودوش».

وأضاف محمود أنه يقيم في محافظة البحر الأحمر لذلك يضطر للإقامة في المدينة الجامعية لأن تكلفة سفره 150 جنيهًا ذهابًا فقط، مشيرًا إلى أن والده موظف حكومي والمصاريف أصبحت مكلفة عليه، حيث يدفع للكلية نحو 5000 جنيهًا وللكتب ما يقرب من 1300 جنيهًا.

أما ياسمين محمد، الطالبة بكلية الآداب، جامعة حلوان، فقالت إنه من الطبيعي أن يكون هناك زيادة في مصاريف الإقامة الجامعية؛ ولكن ليس بهذه الطريقة، مؤكدةً أنه يجب أن يكون هناك مراعاة لظروف الطلاب المغتربين، لأنهم ليس لديهم القدرة على تحمل مصاريف السفر والعودة بشكل يومي.

واستطردت أن الخدمات في المدينة الجامعية ليست جيدة للحد الذي يسمح بكل هذه الزيادة، وأن معظم الطلاب مضطرين للسكن لأنهم مغتربين من أماكن بعيدة، مشيرة أنه يجب على المسؤولين أن يراعوا ظروف الطلاب وألا يحملوهم فوق طاقتهم.

ولم يختلف الأمر كثيرًا في جامعة بني سويف، حيث أعربت إسراء فايز، طالبة بكلية طب بشري، جامعة بني سويف، خلال حديثها لـ«الوطن» عن غضبها من رفع أسعار الإقامة في المدن الجامعية، مؤكدةً أن هذا القرار صادم لأولياء الأمور الذين يتحملون مصاريف التقديم والتأمين والتحليل والكشف الطبي الخاص بالمدينة، بالإضافة إلى مصاريف الكليات.

وتابعت «فايز» أنه طالما وصلت أسعار الإقامة لهذ الحد فمن الأفضل لها ولزملائها أن يسكنوا في شقق خارجية، مؤكدةً أن السكن الجامعي كان موفر عن السكن الخارجي لكن السعر حاليًا أصبح مقارب للسكن الخارجي.

وأعربت، سارة البنا، طالبة كلية التربية، بجامعة الأسكندرية عن غضبها الشديد من زيادة مصاريف السكن الجامعي، حيث ترى أن هذه الزيادة كبيرة للغاية وأكثر من ضعف المبلغ الذي كانت تدفعه العام الماضي، مؤكده أنه تستطيع دفع المصاريف لكن هناك بعض الطلاب ظروفهم لا تسمح لهم بذلك لأن لديهم إخوة يسكنون أيضًا في المدينة الجامعية.

وأشارت إلى أنه يجب على رئيس جامعة الإسكندرية أن يتراجع عن قرار الزيادة كما فعلت الجامعات الأخرى ولم تطبق القرار، مضيفةً أن الخدمة لديهم في السكن ليست جيدة «إحنا مستوى المدينة بتاعتنا مش راقية يعني علشان يرفعوا المصاريف كده، السراير كلها مكسرة، والمراتب متغيرتش من قرن، والأكل بيوجع البطن» على حد قولها.