المحتوى الرئيسى

مؤتمر «التواصل الحضاري»: صدام الحضارات يثير الكراهية بين الأمم

09/17 19:56

كشف مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مدينة نيويورك الأمريكية بمشاركة 450 عالمًا ومفكرًا يمثلون 56 دولة، وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكية؛ عن الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات المبنية على إثارة نعرة الكراهية والعنصرية ونصب حواجز وهمية.

وأكد أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في كلمته في حفل الافتتاح أن هذا الخطأ يجسد انحدار خطير للعقل البشري في سياق خروجه عن المفاهيم الحضارية.

وأضاف أمين عام الرابطة أن هذا الخلل في وظيفة الوعي والتفكير سببت للإنسانية مآسي عدة، مؤكدًا أن أحداث التاريخ التي شهدت بكوارث مفزعة للصراع، يجب أن تكون داعية لنظرية تلاقي وتواصل وتعاون بل وتحالف الحضارات لا لصراعها، حيث انتهى الخلل الفكري بتحليله الفادح في خطئه لتلك الكوارث إلى فهم تشاؤمي لما يجب أن يكون عليه منطق الوعي والبصيرة والمعالجة الصحيحة.

شارك في فعاليات المؤتمر باوا جاين الأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة، ووليم فندلي الأمين العام لمجلس الأديان العالمي من أجل السلام، والدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية في جامعة ليبرتي، والدكتور محمد بن مطر الكعبي الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وسفيرة الولايات المتحدة للامم المتحدة للحريات الدينية وسوزان كوك.

إلى ذلك، شبَّه الأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة ياوا جاين، الحال الذي يعيشه المسلمون في الولايات المتحدة حاليًا بما كانت تقاسيه الأقلية السوداء في أمريكا إبان حقبة الستينات؛ مؤكدًا على عدم وجود دولة قادرة على معالجة هذا الوضع أكثر من المملكة العربية السعودية التي تحرص على مصلحة المسلمين في شتى بقاع الأرض.

ودعا إلى الانتقال من مرحلة قبول الآخر إلى مرحلة احترامه؛ مشددًا على ضرورة مشاركة المسلمين الأمريكيين في الحياة العامة والنشاطات المدنية، وأن يتحلوا بالوطنية ويلتزموا بمراعاة مصلحة بلدهم ومواطنيهم.

ومن جانبه، أكد الأمين العام لمجلس الأديان العالمي من أجل السلام وليم فندلي؛ أن علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي تنبع من رغبة كِلا الجانبين في تقديم العون لكافة أفراد الأُسرة البشرية؛ مشددًا على أهمية الدور الذي تقوم به المبادئ السامية باعتبارها قيمةً مشتركة بين الأمّتين الإسلامية والأمريكية؛ ومؤكدًا على أن الحضارات العظيمة لا تنبع إلا من أديان عظيمة، وأن هذه إحدى أكبر القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

وعبّر فندلي عن ثقته بأن الدعوة لفعل الخير الموجودة في الإسلام والمسيحية قادرةٌ على تقوية الروابط بين أمريكا والدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن تكاتف أبناء الأمتين ضد ما يؤذيهم كفيل بدحر قوى الشر ونشر السلام.

بدوره، أكد الدكتور محمد بن مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤن الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة، على أن التواصل الحضاري مع الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن يستند على القيم المشتركة بين مبادئ الحضارة الإسلامية والقيم المثلى بالدستور الأمريكي، والتي تقدس الحرية وترسي الديمقراطية وتحتكم إلى القانون وتحترم حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية التي يشهدها العالم اليوم تشكل تهديدًا حقيقيًا لهذا التواصل الحضاري، وتستوجب على قادة الفكر وصناع الرأي ورجال الدين اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التحديات الجسيمة لتعزيز الحوار ونشر قيم الحب بدلًا من الحرب، وإحلال ثقافة التسامح والتعايش محل العداوة والبغضاء.

ودعا الدكتور العثيمين إلى التصدي للإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب من خلال اعتماد منهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية؛ مشددًا على أهمية التركيز على العوامل المشتركة بين الأمتين للتأسيس لحوار مفيد للطرفين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل