المحتوى الرئيسى

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

09/17 16:52

مدخل متهالك مظلم، لا يُضيئه سوى كشاف بسيط، يجلس على بابه كلبٌ ضال وجد مصيره في هذه العتمة البائسة دون أن ينبذه أحد من السكان، درجات السلالم متهالكة، أعمارها تخطت الثمانين عامًا، ولم يعبأ أحد بتجديدها طالما تمكّنت من قضاء غرضها في الصعود، لتنتظرك شقة بأربع غرف وحمام واحد، ولا يوجد حاجة إلى مطبخ تفوح منه روائح ألذ وأطيب الأطعمة.. هنا تبدأ القصة بأحد منازل العمرانية.

غرفة تطل على بلكونة يوجد بها بوتجاز بدائي، وبعض أواني الطعام، وامرأة عشرينية تجلس على الأرض وفي أحضانها طفلة تهدهدها، أثناء طبخ بعض الأطعمة، وفي الجانب المقابل للغرفة تلفاز فقد قدرته على بث أخباره ومسلسلاته، ومروحة تجر ريشاتها بما تبقى من عمر افتراضي، ويفصل الغرفة الأولى عن الغرفة الثانية ستارة حمراء، تخفي وراءها "مرتبة" تفترش الأرض وعدد من "الكراكيب" التي لم تجد لها أماكن تفترش فأخذت تبعثر الغرفة بطلاقة.

من هنا يبدأ هلال رشاد قصته، أبو البنات الثلاثيني، الذي فقد كافة متاع الحياة، ولكن أمام بناته الخمسة أصبحت الدنيا كنز لا يفنى رغم مرارتها، ورغم عدم قدرته على تعلميهنّ بدايات التعليم الأساسي، يقول: "مفيش جهد إني أعلمهم ولا في كفاية، كل اللي جاي على أد اللي رايح يوم بيومه".

يعمل "هلال" كبائع متجول، لأي بضاعة يتمكن من شرائها بالمبلغ المتوفر في يومه، يقول: "ببيع أي حاجة اللي بلاقيه أبيعه حتى لو أبيع خردة، ويجيلي 30 جنيه أو 50 جنيه خير ورضا، حامد ربنا على كل شيء".

فقد "هلال" كافة أحلامه ومتطلباته مع ضيق الحياة وصعوبتها، ولكن بقي رمقٌ طفيف ينتظر النجدة ليس لمساعدته هو، وإنما لمساعدة طفلته "فرحة" التي شاءت الأقدار أن تفقد السمع بعد ولادتها، وتعاني من صعوبة في الكلام، لحاجتها إلى تركيب سماعة خارجية للأذن تُعينها على العيش مثل بقية أخواتها كطفلة طبيعية، يتوسل هلال: "اللي أنا طالبه بس إن بنتي دي تتكلم وتتعالج دا اللي باتمناه من ربنا".

لم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة للغرفتين المتواجدتين بالجانب الأيسر، مع عدم احتوائهما على "مرتبة" للنوم عليها لتصبح البطاطين هي الملجأ والمحتوى صيفًا وشتاءً.

"عيشتنا زي ما أنتي شايفة أوضة وصالة أو أوضتين معندناش دولاب ولا سرير، هو بوتجاز ومكسر، والحمام شيرك بينا احنا التمانية، والسابعة اللي ساكنين في الأوضتين اللي جنبنا"، هكذا تنطلق رانيا سمير، الفتاة العشرينية، في سرد مأساة والدتها وأخوتها البنات الأربعة، والثلاث شباب، حيث نشأوا جميعًا، ليجدوا أنفسهم محاصرين في غرفتين مشتركتين داخل منزل مع سكان آخرين، ولم يستطيعوا النفاذ من هذا المأزق لضيق الحالة المادية.

لم تمكِّن الظروف الصعبة رانيا وإخوتها من خوض أي مرحلة تعليمية، خاصة لوفاة والدهم في سن مبكر، والذي كان سبب في صعوبة إيجادها لعمل هي وأخواتها البنات لجهلهم، أما إخوتها الشباب فيعملون في أي مهنة متنقلة، تقول رانيا: "احنا عاوزين نشتغل حد يساعدنا نشتغل احنا أيتام، محدش بيساعدنا، احنا مع نفسنا، سبب قلة شغلنا ان احنا جاهلين مش متعلمين".

وتوضح "رانيا" أن المعاش الذي تحصل عليه والدتها والمقدر بـ 450 جنيهًا، هو ما يعيل على الأكل والشرب فقط، فتقول: "احنا مش أكلنا زي الناس بنحاول نكفي ونوفر من الأكل عشان نعيش".

وتختم رانيا: "عايزة أنا وأمي وإخواتي نتستر بس، احنا بنصعب على نفسينا، مش بنصعب على حد، عايزين بس عرضنا نتستر، أنا بقالي أربع سنين مخطوبة وإخواتي مخطوبين، مش عندنا حتة جلباية نتجوز بيها".

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

«مصر أوضة وصالة».. هكذا يعيش 15 مواطنا في غرفتين بالعمرانية

وجه اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، الجهات التنفيذية بالمحافظة، اليوم الأحد، بتنظيم رحلات للمشاركين في دوري الشركات، لزيارة منطقة شرق بورسعيد؛ للتعرف على المشروعات القومية العملاقة هناك. واصطحب ...

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل