المحتوى الرئيسى

"قطن النيل يا حلاوة" أسايطة يروون ذكريات جني القطن.. وأسباب تراجع زراعته | أسايطة

09/17 14:48

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » “قطن النيل يا حلاوة” أسايطة يروون ذكريات جني القطن.. وأسباب تراجع زراعته

“نورت يا قطن النيل يا حلاوة عليك يا جميل، اسمعوا يا بنات النيل، يا الله ده مالوش مثيل، ياماشاء الله”، بهذه الكلمات وبصوت فاطمة النبوية، يحكي “أسايطة”، حال القطن المصري من الصعود إلي الهبوط، نرصد ذلك في التحقيق التالي.

“طائرات هيلوكوبتر تدور في السماء منذ الساعه الـ6 صباحًا، صوتها يسعد الجميع، تأتي لرش كل الأراضي المزروعة بالقطن بالمبيدات للقضاء علي دودة القطن، دون استثناء أو محباه، والأطفال يستقبولهم بالغناء وبفرحة عارمة، وكل البلدة كانت تخرج وتلوح لهم كشكر، ما زال هذا المنظر أمام عيني، وأسمع صوت الطائرات حتي الآن”، هكذا بدأ الحاج على عبدالله، مزارع، حديثه مع “الأسايطة”.

ويقول الحاج على: “ياريت القطن يرجع تاني يتزرع زي زمان يمكن يرجع الخير معه”، الفلاح يخشي الغلاء الآن، فالسماد الذي تحتاجه الأرض أصبحت اسعاره عالية وكثيرًا ما تباع في السوق السوده، “يعني موت وخراب ديار”، فالناس تحاول أن تزرع ما يكفيها طوال العام من قمح للخبز، أو ذرة بنوعيها للمواشي، “هتزرع قطن ليه، الزراعة نفسها لم تعد تهتم  المزارع البسيط اللي عايش بالعافية”.

ويوضح: الدورات الزراعية في مصر تم إلغائها والجمعيات الزراعية أصبحت غير مسؤولة عن شراء المحصول، “والقطن اللي كنا بنصدره دلوقتي بنستورده”، وقلصت مساحات الأرض المزروعة من القطن بمصر حاليًا إلى 125 ألف فدان العام الماضي، مقابل مليوني فدان عام 1995، بعد إلغاء العمل بنظام الدورات الزراعية، وتقليص المساحات المزروعة، وتخلي جمعيات “الائتمان والإصلاح والاستصلاح”، عن دورها في شراء المحصول.

ويكمل الحاج على عبدالله، بتنهيده وحسرة ترسمها خيوط الزمان بوجهه، ويقول لم أعد أزرع أرضي بالقطن لأن “الحكومة مبتشتريش مني المحصول زي الأول وفيه ناس بيوتها اتخربت بسبب الموضوع ده، وإختفاء أو قلة زراعة القطن في مصر يذكرني بفيلم الأرض لـ”محمود المليجي”، فقد دفع جزءًا من جسده للدفاع عن القطن بأرضه، التي تشبس بها، ولم يعبأ بكرباج الهجانة، وجمالهم التي حولت جسده إلي خيوط من الدم، فقط كان يحاول أن يحمي محصوله من التراب، نعم قد اختفت الهجانه والكرباج الذي سُحل به “أبوسويلم”، لكن نحن الآن أمام سياسة زراعية فاشلة ومقصوده لضرب القطن المصري وبالفعل هذه الخطة قد نجحت، وخسرت مصر مساحات كبيرة من الأرض لم تعد تزرع القطن منذ أكثر من 10 أعوام، “فين قطن زمان وجماله؟”.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

“القطن ده كان الخير كله ومن يوم ما قلة زراعته أخد الخير معاه ومشي”، بهذه الكلمات بدأ موريس حنا، 75عامًا من صدفا حديثه عن القطن المصري، ويصف البهجة الحقيقية لكل أهالينا في أسيوط، ومصر كلها، ويقول: كنا ننتظر موسم زراعة القطن وجنيه كل عام، كأننا ننتظر العيد فرحته ترسم البهجة في عيون الجميع، “الناس تصحي من قبل الفجر تلاقيها في الغيط بتجني القطن والغني بتاع العمال كان بيدينا روح ونشاط”، كان موسم القطن موسم الحب والفرح والحياة لكل البلد.

ويضيف: إحنا كنا بنزرع ونكروش “يتم تقليب التربة حول القطن بآله حاده”، الأرض لما ينور زهرة، ويخرج بخضاره اللي يرد الروح وبعد كد نرويه بالمياه”، القطن بيحتاج لعناية من أول ما نفكر نزرعه لحد ما نبيعه بس كان بفايدة كان الخير على أيده كتير وكان ذهب بيغني الكل معاه”.

ويتذكر: “أثناء جني القطن وترديد البنات الأغاني، بصوت فاطمة النبوية، وكنت بعد المغرب أذهب وأخي إلي بيوت أصحاب القطن لأدخل في جوال كبير لأكبس بداخله القطن، أيام متتعوضش”.

ويكمل: كان بعد جمع محصول القطن وبيعه، “اللي عايز يجوز يجوز”، واللي عايز يبني بيته بيبني كانت الأفراح بعد لا تنتهي والخير كان في كل بيت، وفي الستينات كان كلمة قطن مصري في أي دولة سواء كانت أوربية أو عربية ماركة ليس لها، بديل وكان سعره غالي، “كان حاجه تشرف البلد وكانت البلد غنيه بسببه، ولكن دلوقتي لا فيه قطن ولا فيه خير مبقتش بشوفه مزروع الا كل فين وفين”، الناس أصبحت معتمدة فقط علي زراعة الذرة والقمح.

ويتابع: “الحكومة زمان كانت واعية وبتدعم المزارع، وتشتري منه المحصول ومتخسروش، دلوقتي لو واحد زرع القطن رغم قلة اللي بيزرعوه، لكن مش بيلاقي حد يشتريه وبيتخرب بيته”، من المفروض أن توفر الدولة كل ما يحتاجه المزارع للزراعة، وتشجع المزارعيين علي زراعة القطن مرة أخري، واعتقد أن الكل متذكر أن القطن المصري جودته وثقت العالم به جعل إحدي الشركات الهندية تزور وتبيع للأمريكان منتجات علي انها مصرية، لم نترك غيرنا يسرقنا ونحن بقدرتنا الإستفادة من ذلك.

ويتسائل: لما لا يعود الذهب المصري لعالميته مرة أخري؟، أنا لا أعلم حتي الآن لماذا اختفت زراعة القطن لأكثر من النصف في مصر؟ ومن المستفيد من القضاء علي القطن المصري؟.

ويرجع إيهاب كامل، باحث بكلية الزراعة جامعة أسيوط، إن السبب الرئيسى لتراجع زراعة القطن في مصر هو إلغاء الدورة الزراعية، وعدم تبنى الحكومة شراء محصول القطن من المزارعيين، وإغلاق مصانع المحلة المعتمدة على محصول القطن.

فيما قال م.س مسؤول بمحلج أقطان الشركة العربية المتحدة بأبوتيج، إن المحلج لا يعمل حتي 10% من نسبته منذ عشرة سنوات،”وأقدر أقول مافيش قطن عشان نشغله القطن في مصر انتهي، وهذا تسبب في انهيار الاقتصاد المصري وتدهور زراعته في مصر”.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

هناك خلاف حاد بين الاتحاد المصري لمصدري الأقطان وجمعية قطن مصر حول منح شعار “قطن مصري”، للشركات العالمية والترويج له خارجيًا، وقد استمر الإتفاق بيهم قرابة١٠سنوات، تضمن منح الجمعية حق استخدام الشعار، وبيعه للشركات العالمية العاملة، في مجال صناعة الغزل والنسيج والملابس.

ونشب الخلاف عقب فضيحة شركة “ولسبن” الهندية”، والتي استفادت من شعار “قطن مصري”، بعدما أظهرت تحقيقات في أمريكا أن الشركة باعت لشركات تجزئة أمريكية كبرى منتجات قطنية، كتب عليها زورًا أنها مصنوعة من القطن المصري الممتاز.

وفي دراسة لبنك التنمية الصناعية والعمال المصري2010، عن صناعة سوق الغزل، فإن سياسات تحرير تجارة القطن منذ 1994 رفعت أسعار المدخل الرئيسي للإنتاج وتسببت في انخفاضات متتالية لمحصول القطن على مدى أكثر من 15 عامًا حتي، وصل إلى 2.15 مليون قنطار خلال 2008- 2009، مقابل 4.5 مليون قنطار بالموسم السابق.

وأوضحت نفس الدراسة عدم التوافق بين الزراعة والصناعة فيما يتعلق بالجودة العالية للإنتاج المحلي للقطن الشعر واحتياجات الصناعة الوطنية التي اتجهت بدورها إلى المنتجات المنخفضة الجودة رخيصة السعر، ويوفر القطن المصري حاليًا 15% فقط من الاحتياجات الكلية للصناعة الوطنية، ما يدفع المغازل المصرية إلى استيراد القطن الشعر الأمريكي.

ووفقًا لتقرير الوفد المصري في اجتماعه الـ71 للجنة الاستشارية الدولية للقطن 2012، “انترلاكن – سويسرا”، يعمل في إنتاج القطن أكثر من مليون أسرة ريفية، ويعمل بصناعة القطن، وتجربته أكثر من 600 ألف عامل، وأكثر من مليون عامل بطريقة مباشرة.

وبلغت قيمة الصادرات القطنية والمنتجات النسيجية حوالي ألفان و55 مليون دولار أمريكي بجانب صادرات القطن الشعر الخام حوالي 370 مليون دولار أمريكي للموسم القطني2011-2012, حوالي 280 مليون دولار أمريكي، وذلك نظرًا للارتفاع في أسعار القطن العالمية، وتعد مصر من إحدي الدول المؤسسة للجنة الاستشارية الدولية للقطن منذ عام 1939.

وأشار نفس التقرير أنه تم زراعة 5 أصناف تجارية تندرج تحت مجموعة الأطقان فائقة الطول والأقطان الطويلة وهي “أقطان طويلة ممتازة تزرع بالوجه البحري وهي جيزة 88، جيزة 92 – أقطان طويلة تزرع بالوجه البحري، وهي صنف جيزة86- أقطان طويلة تزرع بالوجه القبلي وهي جيزة80، جيزة90″، وبلغت المساحة المنزرعة للقطن موسم2011-2012، حوالي 220750هكتار مقابل 158000هتكار لموسم2010-2011، أي بزيادة تقدربـ62750هتكار.

ويعزي ذلك لإرتفاع أسعار الأقطان الزهر، التي تم ذكرها سابقًا التي تم الشراء بها من المنتجين للموسم القطني2010-2011، مما أدي إلي تحقيق أفضل عائد للمزارعين ومنتجي القطن لذلك الموسم، ولذا انعكس ذلك علي المساحة المنزرعة للموسم القطني2011-1012، فاحتل صنف جيزة86  المركز الأول من حيث المساحة للموسم الأخير، وبلغت مساحت 157مليون و830 هكتار، أي حوالي71.5 %من المساحة القطنية المنزرعة، بزيادة حوالي 44 ألف330 هكتار عن الموسم السابق.

وبلغت التعاقدات والارتباطات على الأقطان المصرية في موسم 2011/2012 إلي حوالي 90327 طن شعر متري، مقابل حوالي  110950 طن متري شعر في الموسم السابق، ويعزي ذلك إلي إنخفاض لحالات الكساد في بعض الأسواق العالمية، والتي تؤثر في السلع الفاخرة الطلب على الغزول الرفيعة أكثر منها في السلع و الغزول الرخيصة الثمن ذات المواصفات الأقل جودة.

المغازل المحلية هي العميل الرئيسي للأقطان المصـرية، كانـت تسـتهلك مـا يقـرب مـن نصـف محصول القطـن المصـري، وفـي السـنوات الأخيـرة مـن تحريـر التجـارة والصـناعة والتقلبـات فـي الأسـعار، والتـي تشـهدها السـوق العـالمية و بالتـالي الأقطـان المصـرية فـإن الطلـب المحلـي يـنخفض بشـدة لارتفاع أسعاره التي قد تفـوق قـدرة اسـتيعاب المغـازل المحليـة لـذلك فإنـه يـتم اسـتبداله بالأقطـان المصرية، وذلـك لاســتكمال الطلــب المحلــي وحصـة المغــازل المحليــة التـي قــد تصــل قــدرتها المسـتوردة الأقــل ســعرًا التصنيعية في الأوقات العادية إلي استهلاك كمية تقدر بحوالي مـن 150 ألـف طـن متـري شـعر إلـي 200 ألـف طن متري شعر.

هــذا وقــد اســتهلكت المغــازل المحليــة مــن الأقطــان المصــرية للموسم  2011/2012 و حتــى شــهرأغسطس مايقرب من 65 للحالـة التـي تمـر بهـا الـبلاد ألف طن متـري شـعر مـن الأقطـان المصـرية و ذلـك  عقب ثـورة 25 ينـاير مـع أنـه بـدأت الزيـادة الاسـتهلاكية فـي الأقطـان الشـعر خـلال الشـهور الأخيـرة مـع، تحسن ظروف التشغيل في مصانع الغزل بجانب كـل مـن الأقطـان المسـتوردة و الأليـاف الصـناعية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل