«حتشبسوت الابتدائية».. التعليم على أنغام «كلاكسات» السيارات ومطارق ورش الحدادة

ورشة حدادة لا يكف صاحبها عن الطرق بقوة على الحديد ساخناً وبارداً، وإلى جوارها ورشة لصيانة آلات تنبيه السيارات، وأخرى لصيانة «التوك توك» والدراجات النارية، ومحل لقطع غيار السيارات، جميعها تجمع فى الشارع الوحيد أمام مدرسة حتشبسوت الابتدائية بمركز أبوقرقاص.. فصاحب ورشة آلات تنبيه السيارات يستخدم بطارية وضعها أمامه ووضع بها طرفى سلك آلة التنبيه لتجربتها، فتخرج منها أصوات أشبه ما تكون بصوت صفارة القطار، فيما يمسك الحداد فى يده مطرقة كبيرة لثنى أسياخ الحديد، لذا باتت الأصوات المزعجة وكأنها من أبجديات التعليم فى مدرسة حتشبسوت الابتدائية.

مشكلة المدرسة ليست فى الأصوات المزعجة فقط، ولكن هناك مشاكل أخرى أهمها أن المدرسة آيلة للسقوط، والفناء صغير لا يتسع لجميع الطلاب، هذا ما قاله أحد التلاميذ بالمدرسة، حيث أكد أن الفصول لا يوجد بها أثاث من الداخل وأن المدرسة بها 12 فصلاً معظمهم بلا مقاعد، والمقاعد الموجودة مكسورة ولا تصلح للجلوس عليها.

ويضيف: «بلكونة المدرسة لا تتحمل الوقوف فيها وقد تسقط فى أى وقت، خصوصاً أن المدرسة عبارة عن منزل قديم تبرع به أحد الأهالى ليكون مدرسة، والمبنى من أيام الإنجليز يعنى أصبح لا يتحمل جلوس التلاميذ به».

وقال طارق سعد، أحد أولياء الأمور: «المدرسة عبارة عن بيت قديم عمره يزيد على 100 سنة، ومعظمه مبنى من الخشب، يعنى لو عيِّل ولع عود كبريت ممكن يحرق المدرسة كلها فى لحظة، والأهم من كدا أن حوش المدرسة صغير جداً ومايستحملش عدد الطلاب دى كلها».

«طارق»: لو عيِّل ولع عود كبريت ممكن يحرق المدرسة كلها.. وولى أمر: «ولادى الاتنين اتخرجوا من المدرسة دكتور ومهندسة»

وتابع «سعد»: «المدرسة محاطة بمواقف السيارات وفى ورش قدام باب المدرسة، يعنى العيال مش هتعرف تتعلم طول ما فى دوشة حواليهم، طول اليوم الحداد عمال يخبط والعربيات قافلة الشارع، والراجل بتاع الكلاكسات مش بيبطل، ده عمره ما هيكون جو للتعليم».

وقال أحد أولياء الأمور إن أولاده تخرجوا من هذه المدرسة وأصبحوا حالياً أطباء: «أنا أولادى اتخرجوا من المدرسة دى، ابنى بقى دكتور وبنتى مهندسة، والتعليم فى المدرسة ممتاز لكن المشكلة إن المبنى فعلاً قديم شوية، والمدرسة من وقت للتانى بتجدد فيه، والناس مش مقصرة، ولو فى فرصة أن المدرسة تتنقل فى مكان أوسع أكيد ده هيكون أفضل».

فى شارع الجمهورية الواقع فى وسط مدينة أبوقرقاص، توجد مدرسة قاسم أمين الثانوية بنات، مدرسة قديمة يظهر عليها من الخارج آثار رشح مياه المجارى من الخارج، بالإضافة إلى أن المدرسة ما زالت حتى الآن لم تستعد لاستقبال العام الدراسى، فيوجد فى طرقات المدرسة المقاعد منذ العام الماضى، بالإضافة إلى أن هناك صندوق قمامة أمام بوابة المدرسة يمنع دخول وخروج الطلاب.