المحتوى الرئيسى

فى ذكرى رحيله.. «عمر المختار» شيخ المجاهدين وأسد الصحراء

09/17 03:41

تحل الذكرى الـ86 لرحيل المجاهد العربي الليبي الكبير عمر المختار، الذي اتخذه المجاهدون والمناضلون العرب في أقطارهم كافة نبرًا يهتدون به لطريق الحرية، مع ما صارت إليه بلاد المختار من تفكك ونزاعات داخلية وانهيار للأمن منذ 2011.

الشيخ الذي وحد شعبه الليبي على كلمة سواء، لقتال المحتل الإيطالي، لم يتمكن أبناء جلدته من الاتفاق على المضي موحدين منذ ما يزيد على 5 أعوام؛ لتبقى ليبيا تنزف أبناءها وأموالها، وتزداد أرضها خراباً ودماراً.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، والتصوف والعقيدة الأشعرية عقيدة اهل السنة والجماعة ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

تحول المختار من واعظ وشيخ وعالم ديني إلى مقاتل لا يشق له غبار، لم يأت وليد الغزو الإيطالي للبلاد؛ فقبلها بسنوات قاتل جيوش الانتداب البريطاني على الحدود المصرية الليبية، في مناطق البردية والسلوم ومساعد، وخاض معركة السلوم عام 1908، التي انتهت بوقوع البلدة في أيدي البريطانيّين.

وشارك عمر المختار أيضاً في القتال الذي نشب بين السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان، إضافة إلى قتال الفرنسيين عندما بدأ استعمارهم لتشاد عام 1900.

دخل عمر المختار التاريخ من أوسع أبوابه بإعلان إيطاليا عام 1911 الحرب على الدولة العثمانية، ونشبت حرب بين الطرفين علم بها "شيخ المجاهدين"، وكان عائداً من مدينة الكفرة (جنوب شرق)، ليسارع على الفور إلى زاوية القصور لتجنيد أهلها.

في زاوية القصور نجح عمر المختار في جمع 1000 مقاتل، مؤسساً أول معسكرات منطقة الخروبة (جنوب مدينة المرج القديمة)، قبل أن ينتقل إلى الرجمة (شرق بنغازي) ويلتحق بالجيش العثماني هناك.

في 1912 أعلنت روما ليبيا مستعمرة إيطالية، منذ ذلك الوقت قاد "أسد الصحراء" البالغ وقتها 53 عاماً المقاومة الليبية ضد المحتل الإيطالي، وطوال هذه الفترة الممتدة لـ20 عاماً (1912-1931) وحتى إعدامه، لم يغب عمر المختار عن ساحات القتال.

أنزل عمر المختار بالإيطاليين خسائر فادحة، بعد معارك كرّ وفرّ تركز معظمها على مدينة درنة (شمال شرق)؛ منها معركة "يوم الجمعة" 16 مايو 1913، دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جندياً إيطالياً وإصابة نحو 400 آخرين.

ودارت في 6 أكتوبر من العام نفسه معركة "بو شمال" في منطقة عين مارة، وفي فبراير عام 1914 معارك "أم شخنب" و"شلظيمة" و"الزويتينة"، كان خلالها المختار يتنقل بين جبهات القتال ويقود المعارك.

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً.

فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

وفي 16 سبتمبر1931 اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق (جنوب بنغازي) لتنفيذ حكم إعدام الشيخ، بإحضار جميع أقسام الجيش والمليشيا والطيران و20 ألفاً من الأهالي، وجميع المعتقلين السياسيين الليبيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

وأُحضر المُختار مكبل الأيادي، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وصعد إلى حبل المشنقة لا يهاب موتاً ولا يستجدي أحداً، ومضى إلى جوار ربه شهيداً.

ورحل عمر المختار عن عالمنا، وترك إرثًا من أقوال مأثورة خلفه كان أبرزها: "نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت".

وأيضاً قوله: "سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياةِ شانقي"، قالها المختار وهو في سجنه لدى الإيطاليين.

وقال أيضاً: "إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء".

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل