المحتوى الرئيسى

في ذكرى ميلاده.. «الحصري» سفير القرآن الكريم الذي ملأ الدنيا جمالًا

09/16 21:03

في السابع عشر من سبتمبر عام 1917، كانت قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، على موعد مع ميلاد شخصية بارعة، ملأت الدنيا جمالًا وحلاوة، بصوت عذب ندي، حباه الله به، سخره لخدمة القرآن الكريم، حتى صار أشهر قرائه في العالم، إنه الشيخ محمود خليل الحصري، الذي تحل اليوم الأحد، الذكرى المئوية لميلاده.

ويحاول «اليوم الجديد» في هذه الذكرى، تسليط الضوء على أبرز ما يميز الشيخ الراحل، خصوصًا فيما يتعلق بتلاوته وأدائه للقرآن الكريم.

إذاعة القرآن الكريم تتحدث عن «الحصري»

الإذاعي حسن سليمان، قال إن الشيخ «الحصري» كان يمتلك صوتًا رائعًا حباه الله به، مؤكدًا أنه أعطى نفسه لدولة القراءة والقرآن، مشيرًا إلى أنه أول من سجل المصحف المرتل بإذاعة القرآن الكريم عام 1964.

وبسؤاله عن أبرز ما يميز الشيخ الراحل عن القراء الأربعة «عبدالباسط عبد الصمد، ومحمود علي البنا، ومحمد صديق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل»، قال رئيس إذاعة القرآن الكريم إن كل واحد منهم له مدرسته الخاصة، إلا أن «الحصري» كان يستطيع مع جمال صوته إخراج حروف القرآن الكريم إخراجًا بارعًا، موضحًا أن هذا يسمى «علم الدلالة».

رئيس الإذاعة، أكد في تصريحات خاصة لـ«اليوم الجديد»، أن الشيخ محمود خليل الحصري، كانت له عدة مدارس، وتتلمذ على يديه الآلاف داخل مصر وخارجها، متابعًا: «ستظل مدارسه وتلامذته يعلمون الآخرين إلى مالا نهاية».

وكانت إذاعة القرآن الكريم، لا تذيع القرآن المرتل بالتناوب على مدار الأيام، إلا بأصوات القراء الخمسة «الحصري، والبنا، والمنشاوي، وعبدالباسط، ومصطفى إسماعيل»، ولا يدخل أحدًا جديدًا عليهم.

قالوا عن «الحصري»: رجل كريم 

الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء المصريين، أكد لـ«اليوم الجديد»، أن القارئ الراحل كان رجل كريم، على حد وصفه، وأول من رتل القرآن الكريم، متابعًا: «عندما كان يقضي الليالي معنا كان كويس مع إخوانه وغيرهم».

وفي لقاء نادر مع الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، سأل فيه عن قراء القرآن الكريم، أشار إلى أن أبرز ما يميز «الحصري» دقته في أحكام القرآن، كما وصفه الداعية الكويتي مشاري راشد العفاسي، بأنه «أحد سفراء القرآن الكريم»، كما أشار إلى أنه أول من قرأ القرآن بالبيت الأبيض والكونجرس الأمريكيين.

يذكر أن «الحصري» قرأ القرآن في البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي، بناء على طلب من الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر، عندما كان مع وفد يرأسه الشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر آنذاك، في حوار تناول خطر الشيوعية، وقبل أن يلقى «عبدالحليم» خطبته، تلا الحصرى آيات من الذكر الحكيم.

وفي لقاء صحفي مع الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق، عام 2013، قال إن الحصري «شيخ قراء مصر»، وكان يتلو القرآن الكريم بطبيعته وسجيته، وحباه الله جمال الصوت والأداء، موضحًا أنه كان يتناقل بين الآيات بطبيعته، ويؤثر فيه معنى الآيات، مؤكدًا أن القارئ الراحل لم يكن لديه علم أو دراية بما يسمى «علم المقامات»، متابعًا: «كان يقرأ الآيات بصوته بما يتناسب مع الآيات، يتلوها برسالة خارجة من قلبه، وجمال القرآن هو الذي يحرك فيه هذا الأداء».

«الحصري» يتحدث عن «مصحفه المرتل»

خلال لقاء نادر مسجل مع ابن مدينة طنطا، قال إن الله أكرمه بتسجيل القرآن الكريم مرتلًا عام 1961، و«كان له نصيب وافر، في الانتشار في جميع مشارق الأرض ومغاربها، لكل البلاد التي بها جاليات إسلامية، وحصل عليه كل مسلم، حتى في البلاد الأوربية»، مؤكدًا أنه زار القارات الخمس فكان المصحف المرتل يسبقه، مشيرًا «كنت استقبل بأحسن ما يكون، وأصبح الجميع يقلدونه في كل مكان».

«شيخ قراء مصر» أكد أنه بعد تسجيله للمصحف المرتل، برواية حفص عن عاصم، طلبت بعده دولة المغرب من مصر، أن يسجل لها «الحصري» القرآن بالطريقة التي حفظوا القرآن عليها، برواية «ورش عن نافع».

يذكر أن الشيخ الراحل سجل المصحف المرتل بروايات «حفص عن عاصم، وورش عن نافع، وقالون عن نافع، والدوري عن أبي عمرو البصري، كما ألف كتاب «القراءات العشر من الشاطبية والدرة».

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل