المحتوى الرئيسى

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

09/16 14:33

حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، حكمة قديمة جسدتها ثلاثة تجارب نسائية، لاقت إعجاب الكثيرين، واجهت كل منهن المجتمع المصري بفكرة قديمة لمشروع استثماري من خلال افتتاح مطعم، لكنها جديدة من خلال نوعية أصناف أكلاتها.

بين أروقة منطقة وسط البلد، بينما يتزاحم الشباب والفتيات للعمل والتنزه في شوارعها، يتهافت عليها الكثير من المغتربون، حيث جلسات السمر والليالي الملاح، جاءت فكرة إنشاء مطاعم لتقديم الأكل "البيتي" للسيدات الثلاث.

اجتمعت أفكار السيدات الثلاث على إنشاء مطعم لتقديم الأكل البيتي، لكن تميزت كل منهن في تقديم وجباتها، بطريقتها المميزة، شكلت من خلالها جمهورها.

نجاح التجارب الثلاثة في تقديم الأكل البيتي، بين أروقة المحلات بمنطقة وسط البلد، بين المقاهي والمحال التجارية والشركات، أكد على أن الأكل "البيتي" لم يعد مقتصرًا داخل المنازل فقط.

مكان صغير تزيد سعته الألوان المبهجة، بمجرد دخوله ترى لوحات لا تختلف كثيرًا عما تزين منزل الأجداد القديم، أركانه تمتلئ بتفاصيل صنعها كل من زار المكان، وأرد أن يترك بصمة تخصه تُذكِّرَه مرة بزيارته الأولى عندما يعود مرة أخرى.

"فسحة سُمية" ليس كافيًا أن نطلق عليه مطعم، هو بيتًا تستضيفك فيه "سُمية"، وهي سيدة في بداية عقدها الرابع، قررت أن تترك وظيفتها، وكان عليها أن تجد عملًا آخر، ليس روتينيًا كسابقه، اعتاد منها أصدقائها وزملائها في العمل أن تعد لهم وجبات صغيرة؛ مما يوفر عليهم شراء الطعام يوميًا، منفقين معظم الراتب فقط على المأكولات الجاهزة والموصلات، فكانت النصيحة مطعم تقدم فيه ما تُجيد صنعه.

وقع الاختيار على منطقة وسط البلد لحبهم لها، وقرب أماكن العمل منها، وفي شارع صغير بباب اللوق بدأت سُمية عملها معتمدة على أن يكون الزبائن من الزملاء السابقين في العمل، رويدًا ذاع صيتها وازداد مرتادو الفسحة.

"أنا مش طباخة.. أنا أم" هكذا وصفت سمية علاقتها بالزبائن، فهي لا تقدم الطعام كباقي المطاعم، تقوم بكامل عملها من خلال نافذة صغيرة تكشف باقي أجزاء المحل، ويرى الجمهور ما تقوم به داخل المطبخ، ويتم التواصل بشكل مباشر قبل وأثناء وبعد تناول الوجبة.

"الأكل يوم بيومه" هذا شعار "الفسحة" فليس لها قائمة طعام موحدة كباقي المطاعم، يوميًا تعلن "سمية" عن طعام اليوم على الصفحة الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وإذا وجد الزبون ما يهوى يقبل عليها قبل الموعد المحدد، فالمختلف أيضًا هناك أن الطعام متاح حتى نفاذ الكمية، تبدء التحضير من الثالثة عصرًا ثم يبدء التقديم من الخامسة حتى السابعة أو يمتد قليلًا.

غالبًا تعرف جميع زبائنها يساعدها على دوام ذلك صغر المحل الذي لا يتسع سوى لأربع طاولات، يقوم الزبون بحجز مقعد له ولمن معه.

تقدم الأكل البيتي المصري من الملوخية مرورًا بالمحشي وصولًا للعكاوي، مع الوقت زارها الأجانب لشهرتها الواسعة فبدأت بإدخال وجبات من البيت الإيطالي والياباني ومزج المصري معهم، أبرز ذلك اللحم بالشيكولاتة، واللحم بالقراصية، والسمان الديمى جلاس، وتحرص "سمية" ألا تتعدى الوجبة المتكاملة عن 80 جنيًها.

أما القصة الثانية فهي "دهب"، الاسم الذي لا يخفى على أحد من زوار التحرير، يعرفها القاصي والداني لا سيما المغتربين في القاهرة، ليكون محلها بمثابة البيت الثاني.

"دهب" لمن لا يعرفها فتاة تخرجت من كلية التجارة الخارجية قسم المحاسبة، بجامعة حلوان، وعملت بها لفترة وكذلك العلاقات العامة وتنقلت من بين عدة وظائف، ولكنها لم تجد نفسها في أيٍ منها، ففكرت في بدء مشروع خاص بها، ولأن كل ما يتعلق بالطعام ينجح، كان اختيارها تقديمه على أمل النجاح.

بحثت كثيرًا على مكان جيد تكون تكلفته قليلة، ويكون قريبًا من المنطقة التي تعرفها جيدًا، وهي وسط البلد، وفي ممر ضيق مشهور بمقهى وبار "افتر ايت" وقفت عربة الطعام خاصتها، وبإمكانات محدودة جدًا.

الصعوبات بدأت من كونها لا تجيد أيًا من مهارات الطهي سوى صناعة السندوتشات، الأمر الذي لم يكن كافيًا، فكرت في الأكل البيتي كونه الأسهل في التعلم، والأقرب لزبون الشارع العادي، في البداية اعتمدت على والدتها في إعداد الطعام، ولكن نظرًا لسوء صحة الوالدة، أصبح لزامًا عليها أن تخوض التجربة وحدها، زاد الإقبال عليها مع وجود الثوار في الميدان، تقدم لهم الطعام الدافئ والرخيص.

تقدم المحشي والملوخية والأرز وشوربة لسان العصفور والسلطات، كما لو أنها طاولة طعام في المنزل وليست في الشارع، لتصبح مقصد المغتربات الأول بعد وصول المحروسة قاهرة المعز، فالوجبة التي تُشبع عندها لا تتعدى العشرين جنيهًا، الأمر الذي قلما تجده الآن.

إذا تمشيت قليلًا ستجد محلًا مُصمم على الطراز النوبي، "طعم البيوت" الاسم يكفي ليخلق الألفة بينه وبين كل من يمر به.

"هبة طلعت" سيدة مطلقة وجدت نفسها تُعيل طفلين وحدها، بدأت بإعداد وجبات وتوصيلها للمنازل، وبعد تشجيع الزبائن لها على فتح مطعم خاص بها، ساعدها على ذلك صديق لها، وبالقرب من المتحف المصري تجد مطعمها.

اشتهرت بطبق البامية باللحم، وسندوتش الحواوشي، تحرص دائمًا على أن تقدم الوجبة في أفضل أشكالها فدراستها لعلم النفس رسخت لديها إلى أن العين تأكل قبل الفم.

يفتح المحل أبوابه أمام الزبائن من الخامسة موعد عودة الموظفين من أعمالها، فأغلبهم يأخذون من المحل وجبات للمنزل، فالأسعار تقارب التكلفة التي تناسب الأسرة بالكامل، البامية باللحم بثلاثين جنيهًا، والحواوشي بعشر جنيهات، والملوخية بخمس فقط.

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

ملوخية وبامية ومحشي.. مطاعم 3 سيدات أجدع من طبخ المدام

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل