المحتوى الرئيسى

بالنسبة لروسيا - لا سوريا من دون لبنان

09/15 22:06

ذكر دميتري نيرسيسوف في موقع "برافدا.رو" أن سوريا هي المرحلة الأولى من الحضور الروسي الواسع في الشرق الاوسط، تليها إقامة صلات وثيقة مع لبنان.

في صيف العام الماضي، افترض موقع "برافدا.رو" أن تكون سوريا هي البداية، والمرحلة الأولى وليست الأخيرة من إنشاء نظام متشعب للوجود الروسي في الشرق الأوسط. وأنَّ الخطوة التالية على هذا الطريق يجب أن تكون إقامة صلات قوية مع لبنان – البلد، الذي كان في غابر الزمان جزءا لا يتجزأ من سوريا الكبرى.

واليوم، يوجد مبرر للتأكيد بأن تنفيذ هذه المهمة يسير بنجاح.

فقد زار روسيا رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وأجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في موسكو. ثم توجه الى مدينة سوتشي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.

إسرائيل تقف ضد ترامب وبوتين

أما عن الموضوعات، التي ناقشها الحريري مع القادة الروس، فقد عددها عشية الزيارة. وتعدادها يؤكد أن لبنان يتعامل مع روسيا بجدية كاملة، ويدرك ضرورة توثيق أواصر الصداقة والتعاون معها. لذا جاء في المقام الأول بين الموضوعات، التي نوقشت، موضوع تزويد الجيش اللبناني بالسلاح والمعدات العسكرية الروسية.

ومن الجدير بالذكر أن الجيش اللبناني قبل أيام قليلة من زيارة الحريري نفذ عملية ناجحة ضد المجموعات الإرهابية على الحدود اللبنانية–السورية. ولقد أظهرت هذه العملية فعالية الإجراءات، التي يتخذها لبنان على جبهة مكافحة الإرهاب. وهي يمكن حقا أن تشكل مسوغا للحصول على مساعدة عسكرية كبيرة. وقال الحريري بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي: "ناقشنا المساعدة العسكرية للبنان، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين".

وعلى الأرجح، سيتم حل هذه المسألة لمصلحة توسيع التعاون العسكري والتقني بين روسيا ولبنان. وقال الضيف اللبناني أيضا "لقد ناقشنا مطولا هذا الموضوع مع الرئيس بوتين، وأعتقد أن العلاقات بين البلدين ستكون جيدة".

هذا، على الرغم من أن إمكانات التعاون بين روسيا ولبنان قد تتجاوز وربما كثيرا إطار التعاون العسكري والتقني، ولا سيما أن لبنان، كما هو حال سوريا، يقع في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويستطيع أن يمنح الشركات الروسية منفذا إلى الحقول الغنية بالهيدروكربونات على الجرف البحري.

وقد قدم رئيس الوزراء اللبناني مقترحات في هذا الشأن، لإشراك مؤسسات الغاز والنفط الروسية في عمليات التنقيب والتطوير في مكامن الغاز والنفط في القطاع اللبناني من البحر الأبيض المتوسط. وقال في المؤتمر الختامي: "هناك شركات تعمل في قطاع الغاز، وهناك فرص حقيقية للنجاح في هذا المشروع، ونحن ندعو الشركات الروسية إلى لبنان".

وإدراكا منه بأن العمل في مشروعات النفط والغاز يتطلب إنشاء بنية تحتية مناسبة، دعا سعد الحريري إلى توسيع دائرة المستثمرين الروس في لبنان، وبخاصة إلى المشاركة في تحديث شبكة النقل وإعادة بنائها ومرافق الموانئ، والطاقة الكهربائية والإعمار السكني.

كما أعرب الحريري عن مساندته لفكرة إنشاء قاعدة صناعية–لوجستية على أرض لبنان، لإعادة إعمار سوريا بعد الحرب، وقال: "لدى الانتهاء من التسوية السياسية هناك، يمكن أن يتحول لبنان إلى منطلق لإعادة إعمار سوريا"، وفقا لرئيس الحكومة اللبنانية.

وبكلمة مختصرة، فإن لبنان قادر على أن يصبح الشريك الأكثر نفعا لروسيا في المنطقة في المجال العسكري–التقني، الاقتصادي، الطاقة والنقل.  

وثمة حقيقة أخرى مهمة أيضا: لبنان هو أكبر مركز مالي ومصرفي دولي يمكن عبره إقامة تعاون مثمر مع المؤسسات المالية والاستثمارية في العالم العربي. وبالنسبة إلى روسيا، هذا أمر بالغ الأهمية، وخاصة أن توسيع فرص الحصول على الموارد المالية والاستثمارية في العالم العربي هو أمر حيوي بالنسبة إلى روسيا على خلفية العقوبات الغربية. وبمساعدة المصرفيين اللبنانيين يمكن إيجاد حلول للكثير من القضايا المالية العالقة.

وإلى جانب عوامل التعاون المذكورة أعلاه في المجالين العسكري-التقني والاقتصادي، هناك حيثية فائقة الأهمية بالنسبة إلى لبنان وسوريا، وهي الارتباط التاريخي الوثيق بين شعبي البلدين. فسوريا ولبنان كانتا أرضا واحدة، قسمها الاستعمار الغربي ووضع بينها الحدود. ويكفينا هنا القول إن المأساة السورية الحالية، تعود في جذورها على العموم إلى تاريخ العلاقات اللبنانية–السورية. وخاصة عندما اتهم الغرب القيادة السورية بزعامة الرئيس حافظ الأسد (والد الرئيس الحالي) آنذاك، بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية. وشكل هذا آنذاك، بداية لشن حملة غربية واسعة النطاق ضد سوريا، وما زالت مستمرة في حاضرنا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل