المحتوى الرئيسى

فى اليوم العالمى لمنع الانتحار.. الموت عبر صفحات الـ«سوشيال ميديا» | المصري اليوم

09/14 23:28

ما بين مُشفق وغاضِب ومُستاء، تلقّف مستخدمو مواقع التواصُل الاجتماعى قبل أيام قلائل، بالتحديد فى الرابع من سبتمبر الجارى، خبر وفاة طالب كُلية الطب «شريف قمر»، وسرعان ما تحوّلت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى مادة للتصفح والمشاركة والتعليق، وفى حين أعلن الأقارب أن وفاة الراحل جاءت «عن طريق الخطأ»، أصر الأصدقاء على أن الشاب كان قبل وفاته يُعانى من حالة اكتئاب حادة كانت سببا فى انتحاره «شريف عملها وانتحر»، اشتد السجال افتراضيًا بين الأقارب، وبين أصدقاء مقربين من شريف، وتبنى أصدقاء آخرون مُبادرة تأسيس كيان للدعم والتوعية النفسية أطلقوا عليه «شريف قمر للحياة».

فى غضون ساعات، كانت مؤسسة «شريف قمر» قد فتحت باب التطوع، وأعلنت على حساب مؤسسها «محمد ممدوح» عن أهدافها العامة المتمثلة فى دعم أصحاب الميول الانتحارية، وتقديم خدمة نفسية جيدة لغير القادرين، فيما كانت بالفعل قد تلقت مجموعة من المكالمات ومحاولات التواصل مع أشخاص يرغبون بالانتحار بالفعل، واستطاعت توصيلهم بمختصّين يستطيعون تقديم المساعدة.

لم يكَد جمهور «التواصُل الاجتماعى» يحتفى بمبادرة أصدقاء شريف، حتى عاجلتهم أخبار ملاقاة «السيد الشرقاوى»، شاب أيضًا، مصرعه، بعد ساعات قليلة من كتابته منشورا على «فيسبوك»، يُعبِر فيه عن نيته فى الانتحار، مُحدثًا الحالة ذاتها من التعاطُف والجدل التى تكررت مع نبأ وفاة «شريف قمر».

«المصرى اليوم» تتبعت ظاهرة «الانتحار الإلكترونى»، تزامنا مع مرور الذكرى الـ17 لليوم العالمى لمنع الانتحار، ودور وسائل التواصُل الاجتماعى فى الترويج لفعل الانتحار، وترصُد المنافذ الحكومية التى تُقدم خدمة للمكتئبين وأصحاب الميول الانتحارية، فيما تحاول التعرف على الأسباب التى يرى أرباب الطبّ النفسى أنها تقف خلف هذه الظاهرة.

عام 2009، سجّل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 104 آلاف حالة انتحار فى مصر، تمكن 5 آلاف منهم بالفعل من إنهاء حياتهم، داقًا بذلك ناقوس خطر مفاده «الانتحار فى مصر ظاهرة خطيرة تتصاعد يومًا بعد يوم».

منذ 2009، تبدلت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ببرّ مصر، وفيما ارتفع عدد المكتئبين والمنتحرين حول العالم ارتفاعات مُطردة بأرقام مُحددة تُسجِلها منظمة الصحة العالمية بصفة سنوية، لم تذكُر جهة رسمية مصرية أو أممية عالمية أرقاما واضحة عن معدلات الانتحار فى مصر فى الأعوام الأخيرة، ومع بروز أسباب واضحة للانتحار ما بين ضيق الأوضاع الاقتصادية، وشعور أرباب الأسر بالعجز حيالها، وصعوبات النظام التعليمى، وفقدان بعض الطُلاب الحيلة فى ظل تنافسية شديدة وأنظمة اختبار صارمة، فضلاً عن أمارات ملموسة لسواد البطالة وعدم الشعور بالأمان الوظيفى، حاولنا تبيُن إجابة سؤال لماذا ينتحر المصريون؟.المزيد

يتميز مستشفى العباسية للصحة النفسية بغطاء نباتى كثيف يُضفى عليه بساطة ورحب، طريق يطول لبضعة أمتار فقط يفصل بوابة المستشفى الرئيسية المُقامة على شارع «صلاح سالم» وبين المبنى المُخصص للعيادات الخارجية، هنا يملأ عشرات المواطنين ساحة مُظللة خضراء لدى باب المبنى الخلفى، ينتظرون استدعاء أسمائهم فى كشف الدخول لعيادة الطبيب المختص.

يتردد المئات بشكل يومى لطلب الخدمة النفسية المُقدمة عبر العيادات الخارجية لمستشفى الصحة النفسية، أفراد وأسر وحتى الصغار برفقة ذويهم من الجنسين، حيث لا يتطلب الأمر سوى قطع المسافة إلى مقر العيادات الخارجية، والتقدم لطلب تذكرة زيارة الطبيب مقابل جُنيه مصرى واحد، ثم التسجيل باسم المريض عبر نافذة مُحددة، حيث يتم التسجيل عبر الحاسب الآلى وبواسطة الرقم القومى.المزيد

الإدمان، الفصام، اضطراب الشخصية الحديّة، طب نفسى الأطفال.. خمس موجات من التوعية، بدأت منذ مايو الفائت على مواقع التواصل الاجتماعى، فى صورة فيديوهات توعوية قصيرة تبُث على مدار الشهر، تحت عنوان «بالعربى- مشروع التوعية النفسية باللغة العربية»، كان آخرها فى شهر سبتمبر موضوع «الاكتئاب»، أحد الأسباب الرئيسية للانتحار، بالمصادفة البحتة، التى دفعت بالمادة التوعوية جنبًا إلى جنب أمام مستخدمى التواصل الاجتماعى، مع مادة شديدة الخُطورة من أكثر من حساب لحالات تمتلك «أفكار وميول انتحارية» تعبّر عن نفسها بوضوح فى صورة منشورات وتغريدات إلكترونية واسعة الانتشار.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل