المحتوى الرئيسى

1.8 مليار جنيه لحماية المصريين من خطر «سرطان أبراج الكهرباء»

09/14 19:06

تحرك جديد تتخذه الحكومة ممثلة في عدد من الوزارات لإعطاء إحساس لمواطنين مصريين يتعايشون يوميًا مع خطر يهدد حياتهم بالموت في كل حين، جراء تعرضهم للذبذبات المسببة لمرض السرطان، حيث قررت وزارتا الكهرباء والتخطيط بمعاونة المالية، تدبير مبالغ مالية، وفقًا لخطة، لتحويل عدد من الكابلات الهوائية إلى كابلات أرضية" مدفونة"، بخلاف وجود تعاون مع عدد من الجهات المعنية، المتمثلة فى شركات توزيع الكهرباء والمحافظين ومجلس النواب لتنفيذ المشروع.

وتتضمن الخطة تحويل الخطوط الهوائية، على الجهد المتوسط إلى كابلات أرضية، بعد زحف الكتلة السكانية على مسارات الخطوط القائمة بالفعل، على أن يتم البدء مباشرة فى تنفيذ تلك الخطة طبقاً للأولوية والكثافة السكانية ومدى الخطورة، خاصة الخطوط التى تمر أعلى المدارس والمستشفيات العامة، ويتم ذلك بعد التنسيق مع السادة المحافظين ورؤساء الأحياء لتحديد أولوية العمل.

وفي هذا السياق، قالت المهندسة صباح مشالي، وكيل أول وزارة الكهرباء لشؤون تطوير الأداء والاتصال السياسي، إنه تم الاتفاق على تخصيص مبلغ مالي قدر بـ1.8 مليار جنيه، لتغيير خطوط نقل الكهرباء على الجهد المتوسط من خطوط هوائية إلى خطوط أرضية، أو بالأحرى"مدفونة".

التغيير من هوائي الى مدفون

وأضافت مشالي لـ"التحرير"، اليوم الخميس، أن المستهدف هو تغيير 2481 كيلومترا على مستوى الجمهورية من كابلات هوائية الى مدفونة، لافتة إلى أن المشروع سينفذ على مدى عامين، وتقرر تخصيص مليار جنيه لتنفيذ المرحلة الأولى للمشروع خلال العام المالي الحالي، على أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى بالكامل مع نهاية العام المالي الجاري 2017/2018.

المحافظات تحصر المناطق الخطرة خلال شهرين

وعن المناطق والأطوال المحددة لتنفيذ المرحلة الأولى، أشارت وكيل أول وزارة الكهرباء إلى أن تحديد المناطق يتم حاليًا من قبل المحافظات، على أن تخطر كل محافظة شركة توزيع الكهرباء التي تقع في نطاقها الجغرافي بالمناطق الخطرة والملاصقة لخطوط الجهد المتوسط، للبدء في تنفيذ الأعمال وتغييرالكابلات، متوقعة الانتهاء من حصر المناطق في غضون شهرين من الآن.

وأفادت مشالي بأن المرحلة الثانية سيتم العمل بها والانتهاء منها مع العام المالي المقبل 2018/ 2019، وتقوم به الشركة القابضة لكهرباء مصر، كونها الجهة المنوط بها تنفيذ المشروع من خلال الشركات التابعة لها.

"لماذا لا يتم تغيير كل خطوط نقل الكهرباء، وعدم الاقتصار فقط على خطط نقل الكهرباء على الجهد المتوسط؟"، سنحتاج "لمليارات المليارات"، هكذا ردت وكيل أول وزارة الكهرباء، معللة السبب بأن قيمة الكيلومتر من الخط على الجهد الفائق والعالي الهوائي بـ3 ملايين جنيه، بينما قيمة الكيلومتر من الكابل "مدفون" بـ30 مليون جنيه.

وأضافت وكيل أول وزارة الكهرباء أن خطوط الكهرباء تنقسم إلى 4 خطوط "منخفض ومتوسط"، وهي الخاصة بشركات التوزيع التسع على مستوى الجمهورية، وهي الشركات المسؤولة عن تغذية المنازل بالكهرباء، مشيرة إلى أن خطوط الجهد "العالي والفائق" والخاصة بشركة نقل الكهرباء، والمسؤولة عن الشبكة الموحدة لنقل الكهرباء على مستوى الجمهورية فور إنتاجها من محطات التوليد.

"البداية ستكون بمناطق المرج والخصوص والقلج والسلام وفيصل والحوامدية ودهشور والبدرشين وهليوبوليس المطار"، هذا ما أوضحه مصدر مسؤول بالشركة القابضة للكهرباء، منوهًا بأن هذه مناطق المرحلة الأولى لتنفيذ المشروع، وهي التي تقع بمحيط الطريق الدائري بمناطق القاهرة الكبرى، وهي الأكثر خطورة وتأثرا من ذبذبات الخطوط والأبراج لقربها وشبه تلاصقها مع السكان.

وشدد المصدر على أن منطقة هليوبوليس الجديدة هي أكثر المناطق خطورة بسبب الخطوط المارة بها، كونها خطوطا تعتمد الوزارة خلالها على تغذية قرابة 25% من القاهرة الكبرى بالكهرباء، وتتعرض لخروج الخطوط، وكانت سببًا في قطع التيار عن ماسبيرو في العام الماضي.

وأكد المصدر لـ"التحرير" أنه لا مفر من تغيير الكابلات لكل الخطوط للنقل على مختلف الجهود، وعدم الاقتصار على تغيير خطوط الجهد المتوسط، وذلك كون خطوط النقل على الجهود العالية والفائقة هي التي تتأثر دائما بالمباني العشواية، بشكل أكبر من الخطوط على الجهود المتوسطة والخاصة بشركات التوزيع، مطالبًا بإزالة العقارات الموجودة بمحيط وحرم خطوط وأبراج النقل للكهرباء، نظير تعويضه للسكان.

وعن المسافة الآمنة لبعد التجمعات أو العقارات السكانية عن أبراج وخطوط نقل الكهرباء، حددها المصدر، بأنها وفقًا للمسافات والتحذيرات التي وضعتها وزارة الكهرباء والطاقة فى إطار القانون رقم 63 لسنة 1974 وتعديلاته، تنص على أن تخضع المسافة بين أبراج وشبكات الكهرباء وبين المواطنين القاطنين بجوارها إلى اشتراطات وزارة الكهرباء والطاقة التى حددت مسافة البعد بـ25 مترا عن الخطوط الهوائية بالجهود الفائقة، و13 مترا للخطوط الهوائية للجهود العالية، و5 أمتار للخطوط الهوائية للجهود المتوسطة، ومترين لكابلات الجهود المنخفضة.

وعن المخاطر الصحية لسكان المناطق القريبة من خطوط وأبراج الكهرباء، قال الدكتور محمد عمر إخصائي المخ والأعصاب بجامعة الأزهر، إنه توجد علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بتكسير حمض DNA؛ وهو ما ينتج عنه تدمير خلايا الجسم؛ وهو ما يعتبر سببًا كافيا للإصابة بالسرطان، وبالأخص سرطان الدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل