المحتوى الرئيسى

بيبيانا شتاينهاوس.. اجتهاد ألماني أم تغير لقواعد اللعبة؟!

09/14 15:21

لن تكون الألمانية «بيبيانا شتاينهاوس» مجرد حكم كروي أو نقطة مسطورة بأقلام محابر كتاب الكرة العالمية أو مدوني التاريخ، يمكن أن تعبر بحثا أو تفصيلا أو محورا، بعد أن سجلت حدثا تاريخيا في عالم المستديرة وهي تنطلق ببداية عدت ناجحة، في أول مباراة تقودها ضمن بطولات النخبة الاوروبية وانتهت بتعادل هرتا برلين مع ضيفه فيردر بريمن 1-1 في المرحلة الثالثة من الدوري الألماني لكرة القدم، الأحد الموافق العاشر من سبتمبر 2017، لتكون بذلك أول سيدة تدير مباراة لكرة القدم في إحدى البطولات الأوروبية الكبيرة.

بيبيانا قادت قبل ذاك ثمانين مباراة في بطولة ألمانيا للدرجة الثانية منذ 2007، حتى نالت ثقة الاتحاد الألماني الذي صنفها ضمن حكام النخبة للدرجة الأولى في البوندسليغا، بعد أن خبرت وتمرست وتدرجت ضمن مباريات السيدات، إذ قادت نهائي دوري أبطال أوروبا، ونهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد لندن 2012، وغير ذلك العديد مما أهلها لأن تنال الثقة الألمانية الكروية لتقود أول مباراة كرة قدم رسمية في العالم تحت قيادة سيدة، إذ احتشد أكثر من خمسين ألف متفرج على مدرجات ملعب برلين الأولمبي، ليشاهدوا أول مباراة لن ينساها التاريخ، إذ فتحت السيدة (شتاينهاوس) باب النقاش حول حق المرأة في قيادة المباريات الكروية باقتدار جنبا إلى جنب مع زميلها الرجل.

هنا يمكن أن تفتح أبواب أسئلة حبلى، هل يحق للمراة قيادة مباراة الرجال؟ وإذا ما كانت الإجابة «نعم»، فإن ذلك سيفتح الباب أمام أسئلة أخرى أكثر عمقا قد تغير تاريخ وشكل اللعبة وربما قوانينها، فهل كرة القدم مختصة بجنس معين، فمثلا قوانين لعب الأنثى تختلف عما يخوضه الرجال، أم انها لعبة لكلا الجنسين وهي حق لكل من يجيد فنونها، التي لا تميز بين رجل وأنثى، وهي حق متاح لكل من يمتلك القدرة على العطاء والامتاع فيها؟ هنا يتطلب إعادة النظر في قوانين اللعبة لفتح الباب مشرعا لدخول المواهب النسائية ضمن الأندية والمنتخبات، وإلغاء التفرقة بين النوعية على أساس الجنس، إذ ستكون اللعبة والفرق على مستوى الأندية والمنتخبات تنافسية وفقا للموهبة والعطاء لكلا الجنسين.

فإذا حق لأنثى أن تحكم مباريات الرجال، فما المانع من لعب الأنثى مع فريق الرجال، إذا كانت تمتلك الموهبة والإمكانات الجسدية المقارعة للرجل؟! وإذا ما ثبت عدم صحة ذلك، لفوارق خلقية وجسدية واضحة لا تستقم معها التسوية، فإن خطوة التحكيم التي أقدم عليها الاتحاد الألماني ليست مبررة ولا داعي لها، وينبغي حصرها بمباريات النساء وترك الرجال يقودون مبارياتهم دون منافسة أو ابتزاز أو مس بكرامة الرجال دون العلم والشعور بذلك.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل