المحتوى الرئيسى

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

09/14 06:36

تودع محافظة القاهرة تعاقدها مع الشركات الأجنبية العاملة في النظافة نهاية العام الحالي، لتطبق منظومة النظافة الجديدة التي وضعتها، على مختلف الأحياء.

واختارت المحافظة حي المعادي كأول حي لتطبق عليه المنظومة، نظرًا لانتهاء عقد شركة «أوروبا 2000» التي كانت تتولى مسئولية النظافة بداخله، واستلم العمال أدواتهم الخميس الماضي، واستعدوا لبدء عملهم الجديد في اليوم التالي، وانطلقوا من الجمع السكني والتجاري، ثم كنس الشوارع وتفريغ صناديق القمامة عبر 3 ورديات مختلفة.

«الدستور» رافقت عمال النظافة وتابعت عملهم منذ بداية اليوم، لتعرف كيف يجتهدون لجعل شوارعهم نظيفة بالكنس والتخلص من أكوام القمامة وفقًا للمنظومة الجديد، كما تحدثت إلى سكان المنطقة الذين رحبوا بالمنظومة الجديدة، التي ستعيد إلى حي «المعادي» رونقه القديم، وتجعله مميزًا كما كان.

المنظومة تعيد الأمل للعمال.. «ربنا هيكرمنا وهننجح»

السابعة صباحًا من يوم الجمعة الماضية، اتجهوا إلى مبنى الحي، قلقين لا يعرفون ماذا ينتظرهم، فبعضهم راودته أفكار بأن الحي سوف يستبدلهم بعمال جدد، وآخرون ظلوا مطمئنين أن الأمور ستسير على ما يُرام، وأنهم هنا لاستلام أدوات العمل، وقفوا ينتظرون إلى أن جاء المشرف العام وأخبرهم أن العمل سيبدأ اليوم، ثم استلموا الزي الرسمي للعمل ومعه «جوانتي» و«كوذلك»، تفرقوا في أماكن مختلفة، منها شارع 9، وسنتر دجلة والسرايات والزهراء وغرب المعادي.

اتجهت «أم محمد» إلى شارع 9، وفي يدها «المقشة» و«الصندوق» بعد أن بدلت ملابسها بملابس العمل ذات اللون الأرزق منقوش عليها «الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة»، حي المعادي، وكانت تعمل «أم محمد» في الشركة الأوروبية منذ عام 2000، مؤكدة أن أول راتب لها كان 220، إلى أن وصل لـ 700 جنيه: «في الشركة الأوروبية كنا وردية واحدة من 8 الصبح لـ 4 العصر، بنحضر في المكتب 7 ونص نمضي وننزل نشتغل».

وأوضحت المرأة الأربعينية أن عدد العمال لم يكن كافيًا للتخلص من كميات القمامة الموجودة في الحي، لذلك كانوا يعملون بلا جدوى: «دلوقتي ناس جديدة قدمت وضموهم على العمال القدام، وعددنا زاد وبقينا 3 ورديات طول اليوم» تقول «أم محمد» كان شغلي في طرة والزهراء والقاهرة الجديدة، دلوقتي همسك شارع 9 بس»، تغيرات كثيرة طرأت على عمل عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة لكن الشيء الذي أدخل السرور والاطمئنان إلى قلوبهم كان ارتفاع الراتب لصبح 900 بدلًا من 700 جنيه.

في منتصف الشارع، يقف «أحمد عبده»، يتولى كنس الشارع ويضع القمامة في الصندوق الذي استلمه من الحي، يقول: «العقبة الوحيدة اللي في المنظومة الجديدة إن مفيش ولا يوم أجازة، في الشركة القديمة كنا بنريح 4 أيام في الأسبوع»، مشيرًا إلى أن أدوات العمل أكثر أمانًا لهم: «في الأول كانت عربية نجرها وخلاص، دلوقتي سلمونا جوانتي عشان نحمي نفسنا وكوذلك نلبسه في رجلينا، ده غير إن ساعات العمل قلت ساعة وبقيت من 7 الصبح لـ3 العصر».

وأكد الرجل الثلاثيني أنه يستقل حافلة خاصة بالعمل تقله إلى الحي: «الأول كنا 2 في الشارع لو زميلي غاب، ببقى لوحدي وطبعًا مبقدرش أعمل نفس المجهود اللي يعمله فردين، دلوقتي عددنا كبر وعشان كده أملنا كبير إننا هننجح وهنتخلص من مشكلة القمامة»، موضحًا أن عمله يقتصر على كنس الشارع فقط: «الأول كنا نشيل شنط الزبالة من البيوت، لكن دلوقتي الشارع هو مسئوليتنا والمتعهد هو المسئول أنه يجمع شنط الزبالة من البيوت»، وحين يجد أكوام قمامة كثيرة يخطر المشرف الخاص به كي يرسل عربة للتخلص منها: «ممنوع احط شنطة زبالة في الصندوق بتاعي عشان لو اتملى على آخره مش هلاقى مكان للزبالة البسيطة اللي بجمعها بعد ما بكنس»

سكان المنطقة يرحبون ويطالبون بحملات توعية عن النظافة

رحب سكان حي المعادي بالمنظومة الجديدة، ووقفوا يتابعونها من خلال حديثهم مع عمال النظافة، مؤكدين ثقتهم في المجهود الذي يبذلونه فهم شاهدون عليه منذ سنوات.

«سمير عبد المنعم» أحد سكان المنطقة الذي يقطن منذ 36 عام يقول: «خطوة كويسة جدًا، وإن شاء الله تحل أزمة الزبالة في مصر لما تعمم على باقي المناطق، إحنا املنا فيها».

أما «محمد شريف»، صاحب إحدى العمارات بالمنطقة، يرى أن حب النظافة هو بداية نجاح المنظومة، أيضًا ضرورة القيام بحملات توعية كثيرة سواء في الصحف أو التليفزيون: «للأسف عشقنا للقذارة زاد، الدبانة نفسها قدرت تفرض شخصيتها على المواطن المصري، والدليل إنها لما بتيجي قدامه مش بيقتلها، بيهشها على غيره وإحنا بنتعامل بنفس المنطق مع الزبالة، محتاجين نهذب نفسنا ونعرف قيمة النظافة».

يتذكر الرجل الستيني «المعادي» قديمًا، كيف كانت شوارعها نظيفة وتُغسل بـ «الفُرشة»: «المعادي زمان كانت جنة، كان العجل وسيلة المواصلات الوحيدة، ودلوقتي بقيت بوتقة زبالة.

رئيس حي المعادي: المنظومة سترفع كفاءة المسطحات الخضراء

من جانبه قال عمرو محمد فكري، رئيس حي المعادي إن هيئة نظافة وتجميل القاهرة سوف تتعاون مع الحي لتنفيذ خطة المنظومة الجديدة، داخل الحي بجميع مراحلها بدءا من الجمع السكني والتجاري، وكنس الشوارع عبر 3 ورديات متتالية خلال اليوم، مرورا بمرحلة النقل الآمن للمخلفات عبر محطات المناولة الثابتة فى البساتين أو من خلال المكابس الكبيرة المتحركة المتمركزة بنقاط محددة داخل الحي، مع الإشراف على المرحلة الأخيرة المتمثلة فى إعادة الفرز والتدوير للمخلفات، بعد نقلها إلى إدارة المقلب المحكم والمدفن الصحي بمنطقة بلبيس ومصنع مخلفات 15 مايو.

وأضاف رئيس حي المعادي أنه سيتم تعميم تلك التجربة بحي المعادي عقب نجاحها كنموذج بكل الأحياء، تزامناَ مع خروج شركات النظافة الأجنبية وانتهاء عقودهم نهاية العام الجاري، مؤكداَ أن انطلاق المنظومة الجديدة سيصاحبها حملة مكبرة لرفع كفاءة المسطحات الخضراء والجزر الوسطى والإنارة الخارجية والداخلية بشوارع وميادين المعادى.

وأوضح أن خطة العمل بالحي سوف تقسم إلى أربع مربعات تغطي مساحة الحى وشوارعه، على أن يتم تكثيف التواجد الدوري، وبشكل دائم لمشرفين النظافة داخل المربعات لتوزيع العمال والمهمات المستجدة والتعليمات ومراقبة المتعهدين وتلقي شكاوى وطلبات سكان الحي، والانتقال فوراَ بفرق العمل لتنفيذها وإزالة المخلفات، مشيرًا إلى أن الخطة ستقوم على خدمة كل شوارع الحى عن طريق الكنس العادي والآلى والتجريد خلال الوردية الصباحية والليلية، ومراجعة ومتابعة ذلك من خلال الوردية المسائية، بالإضافة إلى خدمة غسيل الشوارع بسيارات المياه بصورة منتظمة أسبوعيًا.

نظافة القاهرة: حي طرة القادم في تطبيق منظومة النظافة الجديدة

أكد حافظ السعيد، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، أن أساس نجاح خطة العمل في منظومة النظافة الجديدة، يعتمد على التنفيذ من خلال ثلاث ورديات عمل متتالية على مدار اليوم، بدلًا من وردية واحدة كانت تمارسها شركة النظافة السابقة: «بدأنا بحي المعادي لأن عقد الشركة الأوروبية كان انتهى، والمناطق اللي بعدها هتتحدد حسب مواعيد انتهاء العقود».

وأوضح رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة أن العمل سيبدأ في حي طرة في الـ 11 من نوفمبر القادم: «لما كانت وردية واحدة مكنش فيه انضباط، عمال النظافة مش موظفين في الدولة هما مجرد ناس الشركات بتشغلهم وبتاخد مقابل، وعقودهم بتنتهي حسب ما الشركة بتحدد، بنحاول نرفع الكفاءة عشان نحل أزمة القمامة»، منوها إلى أن نجاح المنظومة يحتاج إلى وقت كافي: «المسألة محتاجة وقت، لسة فيه عمال مش عارفة أماكنها فين وهتشتغل أمتى وده شغالين عليه، والأهم إن الناس يكون عندها توعية».

نقيب الزبالين: المنظومة هتنجح وهتتعمم في القاهرة الكبرى

قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين إن الحكومة قامت بتقسيم القاهرة إلى مربعات، إضافة إلى تكثيف أعداد الكناسين والزبالين بالشوارع لضمان نجاح المنظومة: مؤكدًا أنهم اجتمعوا بعمال شركة «أوروبا 2000» وقاموا بتقسيمهم إلى 4 مربعات: «كل مربع فيه 3 آلاف وحدة سكنية، وإن شاء الله المنظومة هتنجح وهتتعمم في القاهرة الكبرى».

وأضاف نقيب الزبالين أن المنظومة لن تعمم بشكل كامل سوى بعد انتهاء كافة عقود الشركات الأجنبية: «شركة ftc الإسبانية عقدها هينتهي يوم 21 ديسمبر، وشركة آما العرب الإيطالية اللي بتعمل في شمال ووسط وغرب الدلتا في آخر السنة برضه».

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

«الدستور» ترافق عمال النظافة بعد تطبيق المنظومة الجديدة.. المصرى يكسب

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل