المحتوى الرئيسى

لقاء الحوثي وصالح يؤجل الانفجار مؤقتا في صنعاء

09/14 02:21

قالت مصادر يمنية إن الاتصال الذي جرى بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أجّل الانفجار في العاصمة اليمنية لكنّه لم يلغه.

وأشارت إلى أن الاتصال، الذي ذكرت مصادر أخرى أنّه لقاء بينهما وليس مجرد حوار عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، جاء في وقت يسود فيه توتر في العاصمة بعدما طوق الحوثيون (أنصار الله) المنازل والأحياء التي يقيم فيها علي عبدالله صالح وبعد إصرارهم على تولي مواقع المسؤولية الرئيسية في مؤسسات الدولة التي لا تزال موجودة في صنعاء.

وفي حال تبيّن أن اللقاء حصل فعلا في إحدى الضواحي الشمالية لصنعاء، تكون تلك المرّة الأولى التي يكشف فيها أن عبدالملك الحوثي موجود في العاصمة اليمنية وليس في صعدة التي لم يغادرها في الماضي، بل لجأ إلى التنقل بين الكهوف لحماية نفسه من أيّ غارات يشنها التحالف العربي على المدينة الواقعة وسط الجبال.

واعتبرت أن وجود عبدالملك الحوثي في صنعاء، في حال صحّ، قد يكون مرتبطا بخطوة يمكن أن تقدم عليها جماعته في الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري، أي في ذكرى استيلاء هذه الجماعة على العاصمة اليمنية.

كذلك، لاحظت المصادر اليمنية أن الكلام الذي يتداول بين اليمنيين عن مجيء عبدالملك الحوثي إلى صنعاء ترافق مع تعليقات بدأت تبثها الإذاعة عن أن الرجل “من بيت النبوّة”.

وذهبت الإذاعة إلى حد القول إن عبدالملك الحوثي سليل الأنبياء “الذين يعلمون القرآن والحكمة” مشدّدة على حقه في تولي الحكم في اليمن.

ولم تستبعد المصادر نفسها أن يعلن الحوثي في الحادي والعشرين من سبتمبر قيام نظام جديد في اليمن يحلّ مكان الجمهورية، وهو ما أوحت به تعليقات الإذاعة اليمنية التي تبث من صنعاء.

ولم تستطع هذه المصادر التكهن برد فعل علي عبدالله صالح على ما سيقدم عليه الحوثيون مكتفية بالقول إنّ الإمكانات التي لديه ضعيفة جدا ولا تسمح له بالذهاب بعيدا في أيّ مواجهة مع أنصار الله.

ولم يمض الكثير من الوقت على تسرب الأنباء عن لقاء الحوثي وصالح، حتى أماط المستشار الإعلامي المقرب من الأخير النقاب عن تفاصيل هذا اللقاء وكيف تم وعمّا أسفر.

وفي منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كشف نبيل الصوفي عن لقاء جمع كلا من زعيم الحوثيين والرئيس السابق بحضور رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد وأمين عام حزب المؤتمر (جناح صالح) عارف الزوكا.

وذكر الصوفي أن اللقاء الذي شارك فيه عبدالملك الحوثي من خلال دائرة تلفزيونية بين صنعاء وصعدة تطرّق لـ”تحديات الحال في صنعاء” في إشارة إلى حالة التوتر التي تشهدها العاصمة اليمنية بين أنصار الحوثي وصالح.

وأشار الصحافي المقرب من صالح إلى أن الاجتماع ناقش “القضايا بوضوح وشفافية مطلقة”، مضيفا أن حزب صالح سينظر “من اليوم وحتى آخر شهر سبتمبر”، لجدولة “التزامات متبادلة” بين الحليفين على قاعدة أنه، “لا يحق لأي طرف منهما الانفراد بشيء دون الآخر، ولا يحق لأي منهما ادعاء البراءة من النتائج”.

واستبعد عادل الشجاع عضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر (جناح صالح) أن يلتزم الحوثيون بذلك، مشيرا في تصريح لـ”العرب” بأنهم في حاجة فقط إلى تهدئة الشارع المحتقن ضدهم، وأنهم سيمررون خططهم خلال الأيام القادمة وسينتقلون إلى مربع جديد.

وجاء هذا الاتفاق في ظل معلومات حصلت عليها “العرب” من مصادر خاصة كانت تشير إلى اتجاه حزب صالح إلى فض الشراكة مع الحوثيين، وهو ما يفسر إعلان اللجنة العامة للحزب أعلى سلطة تنظيمية في حزب المؤتمر عن كونها في حالة انعقاد دائم منذ عدة أيام.

وأسفر الاجتماع عن صدور بيانين إعلاميين خلال يومين متتاليين حملا الكثير من الانتقادات لجماعة الحوثي واتهماها بالانقلاب على اتفاق الشراكة، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على نية صالح تهيئة قواعد حزبه لقرار فك الارتباط مع الحوثيين وما يترتب على ذلك من تداعيات قد تصل إلى درجة المواجهات المسلحة.

وعزا محللون سياسيون التراجع الحوثي عن قرار تصفية صالح وحزبه إلى تجدد المواجهات في معظم جبهات القتال وخصوصا على تخوم صنعاء في منطقتي نهم وصرواح، ومعاودة الحديث في معسكر الشرعية عن استمرار خيار الحسم العسكري.

وأثارت هذه التطورات مخاوف الحوثيين خصوصا عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر حوثية ومسلحين قبليين في منطقة صرواح التي يقف الجيش الوطني وقوات التحالف العربي على مشارفها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل