المحتوى الرئيسى

نعمل معرض ولا «نلبس طرح»؟! | المصري اليوم

09/13 22:01

لماذا نساند وندعم معرض «أوتوماك-فورميلا» للسيارات الذى سينطلق الأربعاء القادم بمركز المؤتمرات بمدينة نصر؟!..

سؤال سمعته -وفوجئت به- من أحد أصدقائى فى توكيل شهير للسيارات فى بلدنا!..

لماذا تروج للمعرض وتدعمه بهذا الشكل؟.. لماذا تتصل ببعض شركات السيارات وتحثهم وتقنعهم بالمشاركة فى الدورة الحالية المقامة بعد أيام قليلة؟.. لماذا قررت أن يكون المعرض هذا العام تحت «الرعاية الإعلامية» من جريدة «المصرى اليوم»؟.. لماذا نراك أحيانا مشاركا فى حل مشاكل وعقبات حقيقية تواجه المعرض خلال الأسابيع الماضية.. وتقوم بدور «همزة الوصل» ما بين بعض الوكلاء وبين أصحاب المعرض والقائمين عليه؟.. وهو الشيء الذى أعادنا لأيام «الزمن الجميل» عندما كان المعرض يحمل اسم «أوتوماك أخبار اليوم» ويقام بالفعل تحت رعايتك الشخصية وفى ظل دعم مؤسسة أخبار اليوم العريقة بالتأكيد.. ولكن الآن.. لماذا تفعل كل ذلك وأنت تعلم أن الظروف تغيرت والأحوال تبدلت.. والدنيا «سودة» والسوق تتهاوى.. مافيش بيع ولا شراء.. مافيش مكسب بل خسائر على طول الخط.. معرض إيه ياصديقى الذى تسانده الآن.. سوق السيارات هذا العام ترقد داخل «غرفة الإنعاش» بين الحياة والموت؟!.. وبصراحة نحن جميعا مستعدون نفسيا لسماع خبر «الوفاة».. والذهاب للعزاء فى «عمر مكرم»!!..

هذا هو كلام «صديقى» المسؤول فى التوكيل الشهير.. فى مكالمة تلفونية لم أتوقعها أو أتخيلها.. ولم أتمنها بالتأكيد.. استمرت مكالمتنا دقائق طويلة وعديدة لأتمكن من شرح وجهة نظرى لـ«سيادته» وهذه ليست المشكلة.. ولكن «الكارثة» هى أنه يفكر بهذا الأسلوب.. و«المصيبة» أنه وافقنى على كل كلماتى.. وجاءت كل ردودى له مقنعة جدا.. فقررت بعدها كتابة هذا المقال لأن أكيد صديقى المقصود «موجود منه كتير».. داخل وخارج سوق السيارات!..

أقر وأعترف أن سوق السيارات فى بلدنا يعانى هذا العام من حالة ركود وتراجع وأزمات وكساد.. وكل الكلمات «البايخة» من «قاموس الإحباط».. هل تريدون تشاؤما وسوادا أكثر؟..

إتفضلوا: «البلد كلها تعانى من كساد وركود وأزمات اقتصادية طاحنة وفظيعة».. إيه رأيكم فى «Mood» الإحباط ده؟!..

ولكن السؤال هو: «مطلوب مننا إيه فى مثل هذه الحالات والأزمات و«البلاوى السوداء» التى يعيشها اقتصادنا وأسواقنا؟.. نبكى مثلا؟.. نصرخ و«نولول»؟.. «نلبس طرحة»؟.. ولا ممكن نلم نفسنا ونطلع على «السيدة» ونكتفى بالدعاء طوال الليل؟!..

ده أسلوب بجد لحل المشاكل والأزمات والتعامل معها.. وممكن يجيب نتيجة.. وهناك أسلوب آخر تماما.. وهو ألا نستسلم للواقع «المر».. نجتهد ونفعل أى شيء.. كل واحد مننا فى مكانه.. نواصل العمل.. نفكر خارج الصندوق.. ننشر حالة من «التفاؤل» من حولنا.. لأصدقائنا وعائلاتنا وأولادنا أيضا.. خلينا كده «مبتسمين» ولدينا ثقة أن بكره «أفضل».. وأن المستقبل القريب يحمل لنا أنباء سعيدة ومفاجآت حلوة!!

أنا يا سادة صحفى عندى «شوية» خبرة فى مجال صناعة وتجارة السيارات فى بلدنا.. أعلم تماما أن «٢٠١٧» هى «سنة سودة» على سوق السيارات فى مصر.. الدولار «بهدل الدنيا» والعربيات أسعارها إتجننت والمستهلك يصرخ وأحيانا «يشتم»!.. الشركات الأم «بتضحك علينا».. الخسائر بتطارد الوكلاء من كل جانب.. الموظفون داخل الشركات والمصانع أصبحوا يواجهون خطر «الفصل من الوظيفة» صباح كل يوم.. وهذا ما حدث بالفعل فى شركات كبيرة وعريقة لم تستطع أن تواجه خسائرها واضطرت للاستغناء عن موظفين وعمال و«مديرين كبار» والله!!..

فى ظل هذه الأحداث فوجئت باثنين «مجانين» - اسمهما أحمد- قررا أن يقيما معرضا للسيارات.. وفوجئت أكثر بـ«شوية مجانين» تانيين وافقوا على المشاركة فى هذا المعرض الدولى!!..

اتكلمت مع «طقم المجانين» كله.. وفوجئت أن لديهم «رسالة» يريدون نقلها ونشرها.. من خلال مشاركتهم بالمعرض حتى لو حقق نجاحا ٥٠٪ فقط.. «رسالة» داخلية للمواطن والمستهلك تقول: «نحن نقدم لك سيارة جديدة بعروض مغرية وتخفيضات حقيقية.. سنعرضها لك خلال فترة المعرض بالخسارة علينا.. ونعتذر لك عن زيادة الأسعار المجنونة التى حدثت خلال الشهور الماضية وهى لأسباب خارج أيادينا وإرادتنا تماما.. ولكن الحياة يجب أن تستمر.. تخفيضاتنا فى المعرض ستكون حقيقية رغم الظروف الصعبة التى نعلم أنها لن تستمر طويلا».

وهناك «رسالة» أخرى خارجية يقدمها الوكلاء وأصحاب المعرض.. للأجانب والخواجات والشركات الأم والمستثمرين أيضا.. هى تقول: «اقتصادنا لم يمت بعد.. وشركاتنا لم تغلق أبوابها حتى الآن.. البلد لسه واقفة على رجليها.. وهى فرصة ذهبية لمن يريد الاستثمار وإقامة المشروعات وتحقيق المكاسب.. فى الأزمات تولد فرص الربح الوفير.. لا نزال بخير صدقونا.. لدرجة أننا نقيم معرضا للسيارات نصرف فيه أموالا طائلة ونبنى أجنحة فاخرة وقاعات متألقة.. ونستقبل زوارا ومستهلكين.. نبيع سيارات ونعمل خصومات ونقدم مفاجآت للمستهلك المصرى.. ما تقلقوش علينا يا كل «خواجات» العالم الخارجى!..

رسالة -داخلية وخارجية- عجبتنى بصراحة.. وكان أمامى اتجاهان لا ثالث لهما.. الأول أن أساند فكرة إقامة المعرض.. وأدعم كافة الشركات التى قررت أن تخوض هذا التحدى الصعب فى توقيت «ولا أسوأ» وتحاول تقديم «شىء ما» للمستهلك والمواطن المصرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل