المحتوى الرئيسى

خلافات الرئيس المخلوع والحوثيين تتصاعد في اليمن.. إيران تحرض على التخلص من 'صالح'.. وتنظيم الإخوان يصطاد في الماء العكر لتثبيت أقدامه

09/13 20:15

- اتهامات بين الرئيس المخلوع والحوثيين بالخيانة

- إيران تحرض الحوثيين على التخلص من عبدالله صالح

- صالح يحاول استعطاف السعودية سرا

- إخوان اليمن يصطادون في الماء العكر للاستفادة من الأزمة

مثّل تحالف حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، اللذين يعدان الأكثر شعبية في اليمن، نقطة استقرار في تاريخ اليمن الحديث- وإن كانت لفترة وجيزة- قبل أن ينتهي عام 1997، ويتحول إلى عداء في الانتخابات الرئاسية عام 2006، ليبلغ ذروة العداء إبان ثورة الشباب السلمية في 2011.

وتطور الأمر في العام 2014، عندما تحالف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي يرأس حزب المؤتمر، مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران للانقلاب على شرعية الرئيس هادي، وضرب حزب الإصلاح، الذي كان يمثل الجزء الحيوي في ثورة فبراير الشعبية عام 2011، لكن لم يعد الخلاف بينهما مجرد تخمينات أو تسريبات موجهة لفك التحالف بينهما، فقد خرج الآن إلى العلن، وصار كل منهما يجهز نفسه لمرحلة ما بعد فك الارتباط.

ومن خلال هذا التقرير نحاول سرد أسباب الخلاف بين الطرفين وكيفية استفادة تنظيم الإخوان منه وموقفهم من الطرفين.

كشف حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يترأسه "صالح" أسباب الأزمة التي اندلعت بين الحزب وجماعة الحوثي، موضحا أن “الخلاف بين الطرفين بدأ مع رفض الحوثيين انعقاد مجلس النواب لقبول استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي"، حيث إن “الحوثيين احتلوا مجلس النواب بصنعاء ومنعوا عقد الجلسة، رغم أنها كانت جلسة مهمة”.

وكان "هادي"، قد قدم استقالته للبرلمان في 22 يناير 2015، قبل أن يتراجع عنها، بسبب عدم انعقاده.

وتوسع الخلاف مع ضغوطات الحوثيين على حليفهم صالح، الذي فرضوا عليه حشد 40 ألف مقاتل، إلا أن الأخير قدم حتى اليوم 3 آلاف مقاتل رفضت جماعة الحوثي ضمهم للجبهات.

وتراجع ميليشيات الانقلابيين على مختلف الجبهات، وتغير موقف معظم شيوخ قبائل الطوق في صنعاء بعد تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، واستقطاب ميليشيات الحوثي عناصر من وحدات الجيش الموالية لـ"صالح"، وكذلك تبادل الاتهامات حول سقوط معسكر "نهم"، ما أدى لتقدم الجيش الوطني والمقاومة إلى مشارف صنعاء.

• صور الأزمة وتأثيرها على الدولة

من خلال خطابات وبيانات رسمية للطرفين فإن المؤتمر برئاسة صالح يشكو من تعسف الحوثيين في المؤسسات الحكومية والعامة، على الرغم من أنه هو من سلمها لهم نكاية بخصومه، فضلًا عن خلافات حول الحركة القضائية (تغيير توزيع القضاة في المحاكم)، وصرف المرتبات، واستحواذ الحوثيين على الإيرادات، وتغيير مناهج التعليم العام، وتخوين صالح وحزبه بتهمة عدم دعم الجبهات، وعلاقة الأخير بدول الإقليم واستقرار أبناء صالح وأمواله في دولة الإمارات.

وقال عبد الملك الحوثي، إن "هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي، مضيفا:" نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان" في إشارة منه إلى محاولة اتصال صالح بدول التحالف لتكوين جبهة جديدة معهم ليخرج من الأزمة ويهرب من طائلة العقوبات الدولية المنتظرة حال فشل الانقلاب".

وجاءت دعوة القيادي محمد الحوثي، إلى حشد اعتصامات في مداخل العاصمة صنعاء الأربعة، بالتزامن مع فعالية وحشد حزب المؤتمر الشعبي العام بعد إعلان حزب الأخير أنه سينظم حشدًا كبيرًا بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، إلا أن الحوثيين أعلنوا قبل أيام قليلة تنظيم حشود في عدة ساحات على مداخل العاصمة بالتزامن مع حشود "صالح".

ودارت مواجهات عنيفة وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بين قوات حرس صلاح نجل علي عبد الله صالح وعناصر حاجز تفتيش تابع للحوثيين، خلفت 4 قتلى من الطرفين وعددا من الجرحى، وتدخلت قيادات عليا في صنعاء لاحتواء الموقف خاصة بعد توافد مسلحين وتعزيزات للطرفين.

• رغم الخلافات المخلوع صالح ينفي

وقال علي عبد الله صالح في تصريحات سابقة له:"لا توجد اي خلافات على الإطلاق بين حزب المؤتمر الشعبي العام (الذي يرأسه) وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مشيرا إلى أن كل هذه أكاذيب من قبل "الطابور الخامس والمعتدين".

ونفى "صالح"، صحة الانباء التي تحدثت عن اقتراب تحالفه مع السعوديين، موضحا بان السعوديين عرضوا عليه التحالف ضد الحوثيين قبل اندلاع الحرب لكنه رفض ذلك، مشيرا الى ان التحالف قاسم مشترك بين الحوثيين وصالح، مؤكدا أن قواته تتواجد في جميع الجبهات والكثير من القيادات المؤتمرية قتلت .

وأكد "صالح"، في اعتراف صريح أن الحوثيين يسيطرون على كل شيء حتى الجيش وأنه وحزبه مجرد حليف سياسي فقط.

• موقف السعودية والإمارات من الأزمة

كثرت في الفترة الأخيرة الأخبار التي تشير إلى اتصالات سرية بين على عبدالله صالح مع السعودية ودول التحالف لتكوين جبهة جديدة بعد الأنباء التي ترددت عن إمكانية فك الارتباط الحادث بين صالح والحوثيين على أثر الأزمات والخلافات التي نشبت بينهم مؤخرا وبحث كل منهما عن وجهته حال فك هذا الارتباط في محاولة للهرب من المسئولية والمساءلة والعقوبات المنتظرة حال فشل ذلك الانقلابعلى الشرعية في اليمن.

قال الأمير السعودي محمد بن سلمان: "علي عبدالله صالح لديه خلاف كبير جدًا مع الحوثي، ونعرف اليوم أنه تحت سيطرة الحوثي وتحت حراسة الحوثي، ولو لم يكن تحت سيطرة الحوثي لكان موقفه (صالح) مختلفًا تمامًا عن موقفه اليوم بلا شك."

رغم ذلك فإن المملكة العربية السعوديةلم تبد موقفا صريحا من إمكانية التحالف مع أحدهما للقضاء على الآخر وتسير في طريقها العسكري في محاولة للتخلص من الطرفين دعما للشرعية في اليمن المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.

بينما أظهرت الإمارات موقفا عقلانيا في تلك الأزمة ولم تبد تحيزا لأي من الطرفين محاولة منها في إيجاد حل سياسي يحفظ لليمنيين حقوقهم ويجنبهم الحروب والفتن وتوفير حياة آمنة.

بدا ذلك في تعقيب قرقاش وزير الخارجية الإمارتي على خطاب علي عبد الله صالح حيث قال: يبقى المسار السياسي أساس الحلّ في الأزمة اليمنية، اتفاق يجمع اليمنيين ويمنع التدخل الإيراني ويعالج مسائل الإرهاب ومستقبل الجنوب وطبيعة الحكم،" مستطردًا: "بإمكان إرادة اليمنيين أن تحقق الاتفاق السياسي، بناء دولة المستقبل لا يجب أن يستثني أحدا وعماده الاتفاق والحوار ولا يمكن أن يؤسس على الانقلاب."

• موقف تنظيم الإخوان اليمني من الخلافات بين الطرفين

في تناقض جديد ضمن تأريخ التناقضات التي اشتهر بها إخوان اليمن ممثل فى "حزب التجمع اليمني للإصلاح "، حيث ظهروا بموقف جديدً صانعين من المخلوع صالح وحليف الحوثيين بطلًا قوميًا وحاميًا لعروبة صنعاء من إيران.

أعلن حزب الإصلاح وقياداته وناشطيه ووسائل اعلامه حملة تضامن واسعة مع المخلوع صالح الذي كان سببًا في سيطرة الحوثيين على صنعاء وكل محافظات اليمن وفي حين أكد المخلوع صالح أنه جنبًا الى جنب مع الحوثيين لمواجهة دول التحالف العربي والشرعية، رافضا الحديث في كلمته التي القاها في ميدان السبعين بصنعاء يوم 24 أغسطس الماضي عن أي خلاف مع الحوثيين، بل وتوعد بارسال الاف الى جبهات القتال للقتال مع الحوثيين، إلا ان الحزب الإصلاح ذهب الى تمجيد صالح واعتباره بطلًا قوميًا.

ونظم اعلاميو الإصلاح حملة تضامن مع المخلوع صالح، إثر الخلافات المصطنعة التي جرت بين تحالف مليشيات الحوثيين وصالح مؤخرًا في صنعاء.

وأعطى التنظيم صالح من خلال حديثه صفة البطل الذي منع صنعاء من الخضوع لإيران في وقت كان صالح هو منح إيران السيطرة على صنعاء والمحافظات الشمالية، بل وطلب من ايران السيطرة على المحافظات الجنوبية.

أما الصحفي الإصلاحي الآخر أنيس منصور، فقال : " تواصلت معي قيادات مؤتمرية مقربة من علي عبدالله صالح طلبوا حشد اعلامي بدعوة المملكة العربية السعودية فتح خط مع علي عبدالله صالح وسيتم القضاء على الحوثيين والتخلص منهمً وفتح صفحة جديدة وحل سياسي توافقي/قالوا لابد من استغلال الفرصه ".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل