المحتوى الرئيسى

بوجود اللاجئين..."السوق السوداء" وسيلة للحصول على موعد لدى دائرة الأجانب؟

09/13 15:55

الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في مدينة إيسن بات أشبه بالمستحيل ويحتاج لوقت طويل. وتعد دائرة الأجانب هي الدائرة الألمانية الأولى التي ينبغي التوجه إليها، لمن تمّ الاعتراف بلجوئه، من أجل الحصول على راتب المعونة الشهرية من قبل الجوب سنتر أو للبحث عن عمل أو مسكن مثلا.

غالبا ما يكون تحديد الموعد لدى دائرة الأجانب، عبر الصفحة الرسمية للدائرة الخاصة بكل مدينة. هذه الإمكانية لم تعد متاحة في مدينة إيسن منذ مدة طويلة كما يروي لنا –مهند (تمّ تغيير الاسم) وهو أحد المتطوعين في مساعدة اللاجئين.

ربما تكون كثرة المواعيد مقارنة مع الإمكانيات المتاحة مبررا لذلك. فمدينة إيسن، الواقعة في ولاية شمال الراين ويستفاليا، قريبة من مدينة دورتموند، حيث يوجد أكبر مركز إيواء للاجئين في الولاية. حاليا يعيش في إيسن 20 ألف لاجئ، وهي نسبة كبيرة مقارنة بأعداد اللاجئين في المدن الألمانية الكبيرة.

مواعيد مدفوعة عبر الهواتف الذكية

لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك تماما، فوفقا لبحث استقصائي قامت به صحفيتان من موقع "في دي إر"، تبين أن الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في إيسن، ممكن و"بسرعة فائقة" ولكن عبر ما يعرف بـ"السوق السوداء"، حسبما تؤكد لينا (تم تغيير الاسم) الصحفية التي شاركت في عملية البحث في حوار خاص لها مع موقع مهاجر نيوز، مضيفة بالقول "هناك من يقوم بإعطاء المواعيد - لدى دائرة الأجانب في إيسن- مقابل المال".

عبر برنامج الاتصالات "واتس آب" يمكن للاجئين التواصل مع الشخص الذي يقوم بـ "بيع المواعيد"، والرقم يتم تداوله علنا وخاصة بين اللاجئين الناطقين باللغة العربية.

قبل عامين وصل إلى ألمانيا نحو مليون لاجئ، حين قررت فتح حدودها واستقبال اللاجئين الذين سلكوا طريق البلقان إلى غربي أوروبا. لكن أحداثا شهدتها ألمانيا غيرت الوضع وانتهى الترحيب الشعبي باللاجئين. مايلي عرض لبعض تلك الأحداث. (10.09.2017)

لا يمتلك اللاجئون، المال لركوب المواصلات العامة الغالية نسبيا في ألمانيا. فانطلقت مبادرة "بطعم الحرية " في مدينة كولونيا تساعدهم على التجول في المدينة بحرية وبدون الحاجة لتذاكر المواصلات الباهظة الثمن بالنسبة إليهم. (06.09.2017)

وفي تصريح  خطي حصل موقع مهاجر نيوز على نسخة منه، أكد المخبر عن انتشار ظاهرة "السوق السوداء" في إيسن، أن الحصول على الرقم يكون "إما عبر الأصدقاء أو الفيسبوك"، فمن خلال أحد الحسابات الخاصة بمساعدة اللاجئين على موقع فيسبوك، يمكن للاجئين الاستفسار عن إمكانية الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب في إيسن، وعبر هذا الحساب يتم تزويد اللاجئ برقم هاتف سيدة تقوم بتوزيع المواعيد مقابل مبلغ مادي حسبما يؤكد المخبر، ويضيف قائلا "بالنسبة للسوريين، لا تختلف مدينة إيسن عن دمشق، فظاهرة السوق السوداء منتشرة بشدة هناك ويتوجب على السوريين دفع المال دوما لتسيير معاملاتهم".

حصلت مؤسسة "في دي إر" الإعلامية على رقم الوسيط وحاولت التواصل معها بغية الحصول على موعد لدى دائرة الأجانب. في البداية تم الاستفسار عن سبب الموعد لدى دائرة الأجانب وعن الاسم، وليتم تحديد الموعد كان لا بد من دفع المبلغ المادي المتفق عليه أولا، وتم تسليم المبلغ في إحدى محطات المترو في مدينة إيسن..

وفي اليوم التالي – مباشرة بعد تسليم المال- تم إرسال الموعد المحدد لدى دائرة الأجانب عبر رسالة خطية على "الواتس آب"، حسبما أكدت الصحفية لينا مضيفة: " تحديد الموعد تمّ بسرعة فائقة". فعادة ما ينتظر اللاجئون شهورا طويلة ليحصلوا على موعد لدى دائرة الأجانب وهو ما يؤكده أيضا كريستيان كرومبرغ المسؤول عن الشؤون التنظيمية داخل بلدية إيسن قائلاَ: "لاشك أن دائرة الأجانب في إيسن تتحمل عبئا  أكثر من طاقتها. هناك  أمور كثيرة لا يمكن حلها بهذه السرعة. وحاليا  من غير الممكن زيادة عدد العاملين في هذا الدائرة لحلّ الأمور، ما يتيح بدوره إمكانية تحديد المواعيد بشكل أسرع".

صدمة في أوساط بلدية إيسن والتحقيق جارّ

تواصلت لينا مع بلدية إيسن للاستفسار عن الأمر، لكن سلطة المدينة أكدت بأنها" مصدومة من التقرير الاستقصائي الذي قامت به مؤسسة "في دي إر" الإعلامية حول قضية المواعيد التي يتم حجزها مقابل المال لدى دائرة الأجانب ورفعت القضية فورا إلى مكتب الادعاء العام للتحقيق في الأمر".

 في البداية تمّ الاشتباه بمشاركة أحد موظفي دائرة الأجانب في هذه العملية، لكن هذه الشكوك لم تتأكد بعد. وجدير بالذكر أن التحقيقات بشأن بيع المواعيد في دائرة الأجانب في إيسن لازالت جارية حتى الآن.

يقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.

موريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.

خارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.

أمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.

طالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.

يناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل