المحتوى الرئيسى

استفتاء استقلال كردستان العراق.. ما بين الرفض الدولي والخلافات الداخلية

09/13 20:05

من المقرر أن يعقد إقليم كردستان العراق استفتاءً بشأن الاستقلال عن العراق في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، وسط جدل وخلاف بين حكومة كردستان الإقليمية والحكومة الاتحادية في العراق، حيث صوت مجلس النواب العراقي، أمس الثلاثاء، بأغلبية مطلقة على رفض استفتاء إقليم كردستان.

وكان عدد من الأحزاب الكردستانية قد أعلنت في السابع من يونيو الماضي، إجراء ​استفتاء شعبي​ حول استقلال الإقليم عن العراق يوم 25 سبتمبر الجاري، إلا أن القرار قوبل بالرفض من عدد من الدول، أبرزها ​أمريكا​ وتركيا وبريطانيا وإيران.

وكانت حكومة الإقليم برئاسة مسعود بارزاني قد قررت عقد الاستفتاء في 2014 بعد فشل الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي حينها بالتصدي لتنظيم داعش، وانسحاب الجيش العراقي من عدد من المناطق في شمال وغرب العراق.

إلا أنه تم تأجيل الاستفتاء خاصة بعد تولي حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية، كما أرجع البعض تأجيل الاستفتاء للتركيز على قتال داعش.

وتم تأجيل الاستفتاء أكثر من مرة حتى قررت الحكومة الاتحادية إيقاف التمويل لإقليم كردستان في يناير 2017، لتحاول سلطات الإقليم محاولة تصدير النفط خلال خط الأنابيب الشمالي، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية للضغط على الحكومات الأجنبية لمنع تصدير هذا النفط.

ليعلن بارزاني في السابع من يونيو عن عقد استفتاء استقلال الإقليم في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، على أن يتم عقده في كل من كركوك ومخمور وسنجار وخانقين، وهي مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزية.

ولاقى إعلان إجراء الاستفتاء العديد من ردود الفعل المختلفة:

الولايات المتحدة: التأجيل أفضل للجميع 

أكد أيوب نوري الصحفي الكردستاني في مقال له  نشره موقع "رووداو" المهتم بالشأن الكردي، أن الولايات المتحدة لم تعترض على موعد استفتاء الاستقلال.

إلا أنها طالبت الأكراد بتأجيل موعد إقامة الاستفتاء من سبتمبر الجاري، إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية العراقية، والمقرر عقدها في 2018.

وأشار نوري، إلى أن هذا الموقف يرجع إلى رغبة الولايات المتحدة في مرور الانتخابات العراقية بشكل سلس، وتفويت الفرصة على الشيعة المتشددين لاستغلال انفصال اقليم كردستان، ضد رئيس الوزراء المعتدل حيدر العبادي.

وأضاف أن الأكراد يعلمون الثقل الذي يمثله اعتراف أمريكا بالاستفتاء، وبدولتهم الوليدة، لذا من الممكن أن يقبلوا بتأجيل الاستفتاء في حالة وجود ضمانات بأن الموعد الجديد لن يتم تأجيله مرة أخرى.

 إيران: الاستفتاء يعني المزيد من المشاكل

أبدت إيران اعتراضها على إجراء استقلال إقليم كردستان العراق، مؤكدة أن الاستفتاء "لا يؤدي إلا إلى المزيد من المشاكل الجديدة"، حيث أعلن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في يونيو الماضي، أن "إيران تدعم وحدة أراضي العراق".

وأضاف قاسمي أن "كردستان جزء من الجمهورية العراقية، وأي قرار يتخذ من جانب واحد بمعزل عن الإطار الوطني والقانوني يمكن أن يؤدي فقط إلى مشاكل جديدة".

كما اعتبر حسن كاظمي السفير الإيراني الأسبق لدى العراق، الاستفتاء على استقلال كردستان تهديدا لمصالح دول المنطقة، وخطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى انهيار المنجزات الكردية و تهدد مصالح دول المنطقة.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وصل الاثنين الماضي إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، للتشاور مع قادة الإقليم لوقف إجراء الاستفتاء للانفصال عن العراق.

تركيا: المنطقة بها ما يكفي من المشاكل

وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خطة أكراد العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها "غير مسؤولة"، مضيفا أن "المنطقة بها ما يكفي من المشاكل"، مشيرًا إلى أن "إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة ليس أمرا صائبا".

حذر جاويش أوجلو وزير الخارجية التركي، من أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، كما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن تركيا تعتقد أن مشكلات إقليم كردستان العراق وموضوعات الاستفتاء والاستقلال يجب أن يكون في إطار وحدة الأراضي العراقية.

وأشار عدد من المراقبين إلى أن اعتراض تركيا على خطوة الاستقلال يرجع إلى خوف تركيا من أن يحرّض استقلال كردستان العراق أكراد تركيا للسير في خطوات مماثلة.

وأضافوا أن استقلال إقليم كردستان قد يضر بعلاقات حكومة الإقليم والحكومة التركية، حيث تعد الأخيرة الحليف الاقتصادي الأكبر للإقليم، وسط تحذيرات من العواقب التي سيتركها الاستفتاء على توريد النفط من الإقليم إلى تركيا.

حيث هدد وزير الطاقة التركي برات البيرق، حكومة إقليم شمال العراق، بـ"دفع الثمن إذا أصرت على إجراء الاستفتاء".

إسرائيل: نؤيد جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل "تؤيد جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته"، في إشارة إلى الاستفتاء المزمع إجراؤه الشهر الجاري.

وكان نتنياهو قد أكد في تصريحات له في 2014 دعمه "تطلعات الأكراد إلى الاستقلال"، مضيفًا أنهم يستحقون "الاستقلال السياسي".

الخلافات الداخلية تدور حول موعد الاستفتاء

بعد إعلان رئيس الإقليم مسعود بارزاني موعد إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم، ظهرت العديد من الخلافات على الساحة السياسية في الإقليم.

وتمحورت معظم الخلافات بين القوى السياسية في اقليم كردستان حول توقيت إجراء الاستفتاء، مع التأكيد أن الاستقلال أمر لا نقاش فيه.

حيث أكد عادل مراد العضو المؤسس لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن المشكلة تكمن في قدرة الدولة الكردية على الاستمرار والتطور، وسط حالة الانهيار السياسي والاقتصادي التي يشهدها الإقليم.

مشيرًا إلى فشل حكومة الإقليم في توفير أبسط الخدمات للمواطن كالكهرباء والماء ورواتب العاملين في الدوائر الحكومية بالرغم من تصدير 580 ألف برميل نفط يوميا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل