المحتوى الرئيسى

«الحوتة».. أقصر طريق إلى المدرسة يمر بأرض زراعية.. وصاحبها يتشاجر مع الطلبة والمدرسين

09/13 10:51

قبل نهاية العام الدراسى الماضى بشهر، كانت تجلس مديرة مدرسة الحوتة الإعدادية التابعة للإدارة التعليمية بالمنزلة فى مكتبها، تتحدث مع عدد من المعلمين عن سير العمل فى المدرسة، فإذا بأحد الفلاحين يرتدى ملابس متسخة بالطين يقتحم مكتبها حاملاً فى يده الطين، ويلقيه على المكتب وفى وجه الحضور، مهدداً المديرة ومن معها من الزملاء بأنه سيذبح أى طالب يمر من أرضه للوصول إلى المدرسة. هذه الرواية قصها علينا أحد مدرسى المدرسة رافضاً الإفصاح عن اسمه.

وتابع المدرس حديثه: «الفلاح قام بهذا العمل لأن هناك طلاباً يسكنون فى قرى بعيدة ولا يجدون طريقاً للوصول إلى المدرسة سوى المرور من على جسر الأرض التى يمتلكها هذا الرجل، ولأن التلاميذ صغار فمن الممكن أن يعبثوا بالزرع، لكن هذا الرجل دائم الشجار مع المدرسين والطلاب بسبب وبدون سبب، لدرجة أنه منع أى طالب من المرور من على الأرض للوصول إلى المدرسة، موضحاً أن مرور التلاميذ من الحقل يختصر الطريق عليهم بمسافة تصل إلى 3 كيلو يومياً».

ويضيف أن هذا الرجل لا يملك هذه الأرض، وإنما حصل عليها بحق الانتفاع، ويجب أن يكون هناك طريق يختصر على الطلاب طول المسافة، ويضيف: «هناك عجز كبير فى مدرس الرياضيات، ولكن يتم التغلب على هذا العجز بتوزيع الحصص فيما بيننا».

بوابتان هما مدخل مدرسة الحوتة الإعدادية، واحدة تعمل وأخرى قام المزارع الذى يمتلك قطعة أرض بجوارها بإغلاق البوابة الثانية، وذلك بعدما قام الرجل بنزع «ماسورة» وضعت أمام البوابة لتوسيع المدخل.

رشاد محيى الدين، رجل أربعينى، يقع منزله فى وجه مدرسة الحوتة الإعدادية أكد أن المدرسة لا تجد طريقاً حتى يصل المدرسون والطلاب إليها، وأن الطريق الوحيد الواصل إلى المدرسة أصبح غير صالح للوصول إليها، بسبب قيام المزارعين بالتعدى عليه بشكل مستمر: «الطريق الوحيد اللى بيوصل للمدرسة الفلاحين كل يوم بيتعدوا عليه وبيقطعوه، وللأسف أنا رُحت لرئيس مجلس المدينة وماعملش حاجة».

أحمد الشرقاوى، رجل خمسينى، لديه 3 أبناء أصغرهم فى الصف الثانى الثانوى الصناعى، يقول إن أبناءه الثلاثة تخرجوا من مدرسة «الصنايع» 3 سنوات، ولكنهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، ويضيف: «عندى 3 أولاد 2 اتخرجوا من مدرسة الصنايع فى المنزلة لكنهم مابيعرفوش يقروا ولا يكتبوا، وللأسف ابنى التالت دخل نفس المدرسة ومابيعرفش يقرا برضو».

ويضيف الرجل أن مدرسة الصنايع بها أجهزة كمبيوتر عددها 24 جهازاً، تم وضعهاً فى غرفة وأغلقت للأبد: «المدرسة مليانة أجهزة كمبيوتر ومفيش طالب بقدر يدخلها للأسف، وكل يوم العيال بتهرب من على السور، ومفيش مدرسين يعلموا العيال ولا غيره».

وللتأكيد على أن ابنه لا يعرف القراءة، نادى «الشرقاوى» قائلاً: «يا موسى خد أنا عايزك، ممكن تقرالى الكلام اللى فى الورقة دى». لم يستطع «موسى» قراءة ثلاث كلمات صحيحة، يقول والده: «صدقتوا بقى إن ابنى مابيعرفش يقرا، وده اللى فى تانية صنايع».

Comments

عاجل