المحتوى الرئيسى

قل 'هيومان تجسس' ولا تقل 'هيومان رايتس'

09/13 10:05

عكس توقيت نشر تقرير منظمة " هيومان رايتس ووتش " ، عن حقوق الإنسان في مصر، و ما احتواه هذا التقرير من معلومات "مفبركة" عن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان ، مدى حالة الغضب التي انتابت هذه المنظمة الأمريكية ، من توجه مصر نحو الشرق لامتلاك التكنولوجيا النووية من خلال بناء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية.

وقد جاء إعلان مصر عن اقترابها من وضع حجر الأساس للمحطة النووية بمنطقة الضبعة بالساحل الشمالي ، على هامش قمة مجموعة البريكس ، التي جرت في مدينة ،شيامن، الصينية في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر في وقت كانت تعتقد فيه هذه المنظمة المأجورة أنها تستطيع الحصول على معلومات تتعلق باقتحام مصر عصر التكنولوجيا النووية السلمية من خلال نشر جواسيس تابعين لها يتحركون بأمان تام في جميع أنحاء مصر تحت غطاء حماية حقوق الإنسان .

فلم تكد تمر 24 ساعة على أنتهاء فعاليات قمة مجموعة البريكس، التي تضم الدول الخمس الأسرع نموا في العالم ، بحضور قوي من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، إلا وقد جن جنون هيومان رايتس ووتش الخاضعة لأجهزة إستخبارات أجنبية، و ممولة من جانب دويلة قطر، لتنشر يوم ، 6 سبتمبر ، تقريرا من 63 صفحة ، يتضمن معلومات ملفقة عن عمليات تعذيب و إنتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في مصر . و لا يخفى على أحد أن حالة الغضب وصلت إلى ذروتها لدى هيومان رايتس ووتش و من يقف خلفها عندما أعلن الرئيس الروسي ، فلاديمير بوتين، على هامش قمة البريكس، عن سعادته حيال دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي له للمشاركة في وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة النووية .

و تعني تلبية بوتين لدعوة السيسي، اقتراب مصر من دخول العصر النووي وامتلاك التكنولوجيا النووية للمرة الأولى في تاريخها لتبدأ مصر في عصر السيسي تحقيق حلم فشلت في تحقيقه منذ عهد الملك فاروق مرورا بعبد الناصر والسادات وانتهاء بمبارك .... و قد جاء إعلان اقتراب مصر من وضع حجر أساس محطة الضبعة ، في وقت تمكنت فيه مؤسسات الدولة المصرية من تضييق الخناق على التمويل الأجنبي المشبوه الذي يزعم تمويل منظمات تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان و هي في واقع الأمر منظمات تعمل على جمع المعلومات لصالح جهات خارجية و على نشر شائعات لخلق حالة من عدم الاستقرار والتوتر في البلاد ، في إطار المخطط الشهير المعروف باسم" الشرق الأوسط الجديد " القائم على إستراتيجية الفوضى الخلاقة التي تستهدف إسقاط الدولة الوطنية و تقسيم دول المنطقة إلى دويلات متحاربة على أسس دينية ومذهبية وعرقية وقبائلية .

و مع اقتراب مصر من دخول العصر النووي، كانت المعضلة التي حركت من يمولون هيومان رايتس ووتش ، فأصبحوا يتساءلون بقلق شديد، من سيمدنا بالمعلومات عن التقدم الذي ستحرزه مصر في سبيل امتلاك التكنولوجيا النووية لو لم يقم بهذه المهمة الثقيلة جواسيس تابعين لنا يرتدون عباءة نشطاء في مجال حقوق الإنسان ؟ إذن فلا سبيل للتمهيد لنشر هؤلاء الجواسيس إلا بتقرير يتهم الدولة المصرية بالتعذيب الممنهج ضد المعارضين.

فاهتمام أجهزة الإستخبارات التي تقف وراء هيومان رايتس ووتش ، بملف مصر النووي لن يقتصر فقط على الرغبة في معرفة التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة المصرية على أرض الواقع في مجال استكمال البنية التحتية لمحطة الضبعة ، لكنها ستكون بحاجة لكل المعلومات و أدق المعلومات عن العلماء المصريين الذين سيعملون في هذه المحطة ، و هل سيكون هؤلاء العلماء من الذين يتدربون حاليا في الأكاديميات النووية الروسية فقط ، أم سيشاركهم علماء مصريون يتدربون في أكاديميات نووية تابعة لدول أخرى ؟ ، و هل سيكون من بين هؤلاء العلماء علماء ينتمون للجاليات المصرية بالخارج أم لا ؟ و أذا كان نعم فما هي أسماء هؤلاء العلماء ؟ و الدول التي يعملون بها ؟ .

كما أن المعلومات المطلوبة لا بد و أن تشمل أيضا أسماء العلماء الروس الذين سيتولون الإشراف التقني على المفاعل ، و مكان إقامتهم ، و هل سينقلون كل التكنولوجيا النووية للمصرييين أم سيكتفون بجزء منها فقط ؟ . كما ينبغي أن تشمل قائمة الطلبات الرغبة في التعرف على مدى قدرة العلماء المصريين على إستيعاب التكنولوجيا النووية ؟ في وقت إشتهرت فيه مصر بعلمائها الأفذاذ في المجال النووي منذ ثلاثينات القرن الماضي بدأ بمصطفى باشا مشرفة و تلميذته سميرة موسى و مرورا بسمير نجيب و يحي المشد و غيرهم و جمعيهم لم يسلموا من إستهداف الموساد الإسرائيلي .

كما ستشمل المعلومات المطلوبة بكل تأكيد مدى رغبة العلماء المصريين في إقتحام أسرار التكنولوجيا النووية العسكرية خاصة و أن تصنيع السلاح النووي أسهل من توليد الكهرباء من الطاقة النووية كما تقول الوقائع التاريخية . فقد تمكنت أمريكا من تصنيع السلاح النووي بمقتضى برنامج مانهاتن النووي الأمريكي ( 1939-1945 ) ،قبل أن تنجح روسيا في توليد الكهرباء من الطاقة النووية في عام 1954 ، عندما نجح العلماء الروس في بناء محطة اوبنيسيك لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية . و هذا يعني ، أن من يمتلك التكنولوجيا النووية السلمية ، يسهل عليه إمتلاك التكنولوجيا النووية العسكرية . كما ستتضمن المعلومات الواجب جمعها أماكن دفن النفايات النووية ؟ و هل سيتولى دفنها العلماء الروس أم سيشاركهم علماء مصريين ؟ .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل