المحتوى الرئيسى

«الفقي» يكشف خطة عمل «صالون الإسكندرية» | المصري اليوم

09/13 12:47

قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الحرية تعد من المبادئ الأساسية في الحضارة العربية الإسلامية، كما أنها مكون رئيسي لبناء المجتمعات الديمقراطية المعاصرة، ولذلك فإننا في أمس الحاجة لمبادرات التجديد والإصلاح لإعادة ترسيخ قيم الحرية والمساواة في مجتمعاتنا.

جاء ذلك خلال افتتاحه أولى اجتماعات «صالون الإسكندرية»، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية على مدار يومين تحت عنوان «مستقبل القوى الناعمة المصرية بحضور عدد كبير من المثقفين والباحثين والشعراء والأدباء.

ولفت إلى أن الصالون ربع سنوي سوف ينعقد كل ثلاثة أشهر بشكل غير تقليدي لبحث قضايا ثقافية وفكرية دوليًا وإقليميًا ومحليًا، من خلال دعوة علماء ومثقفين من الداخل والخارج بهدف مناقشة أفكار ومقترحات سياسات لصالح الشعب المصري، ودعم الدولة المصرية.

وأضاف أن المكتبة وجهت الدعوة إلى عدد من المثقفين والشخصيات العامة من كافة الآراء والاتجاهات، وتقدم منبرًا لكل صاحب رأي طالما أنه ينطلق من أرضية وطنية.

وأكد أن مكتبة الإسكندرية ستسعى أن تقدم للجمهور كاتب ومفكر بارز من خلال «صالون الإسكندرية» ليقوم بإلقاء محاضرة للجمهور، وفتح جلسات للحوار والمناقشة وإقامة جلسات وورش عمل حول أحد الموضوعات الهامة.

وأوضح أن «صالون الإسكندرية» يأتي تزامنًا مع جهود مكتبة الإسكندرية لفتح آفاق جديدة للتعاون مع هيئات ومنظمات دولية، مشيرًا إلى أنه عقد هذا الأسبوع عدد من اللقاءات المكثفة مع المسؤولين بمنظمة اليونسكو، كما شارك في الاجتماع السنوي لمنظمة المكتبات الدولية (IFLA) الإفلا وعقد اجتماع مع ممثلي مكتبة الكونجرس للبحث في تعزيز العلاقات مع مكتبة الإسكندرية.

وقام بإلقاء المحاضرة الافتتاحية لصالون الإسكندرية المفكر أوس جنيس، والذي تحدث عن التحديات التي تواجه الحرية في الولايات المتحدة، وهو من الأكاديميين المرموقين، ينحدر من عائلة أيرلندية عريقة، واستكمل دراساته العليا في بريطانيا، ويعيش في الولايات المتحدة وله أكثر من ثلاثين كتابا في المواطنة، والمدنية، والحرية والمسؤولية، ومعروف بآرائه النقدية للحياة الأمريكية.

وأعرب جنيس عن سعادته البالغة بوجوده في مكتبة الإسكندرية، وانبهاره بالدور الذي تقوم به على المستويين المحلي والدولي، خاصة جهودها في نشر الثقافة والحكمة والحوار والانفتاح على ثقافات العالم المختلفة.

وتحدث جنيس في محاضرته عن نموذج الحرية الأمريكي، باعتباره من أبرز النماذج وأكثرها بحثًا ونقاشًا.

وأكد في البداية أن نماذج الدول لا يمكن تعميمها أو ضمان نجاحها في دول أخرى، لأن لكل دولة طبيعتها وظروفها الخاصة، ولكنه بكل تأكيد أحد التجارب الهامة التي يمكن أن نتعلم منها الكثير، فقد قدمت الولايات المتحدة الأمريكية للعالم نموذج ناجح في اكتساب الحرية والحفاظ عليها لسنوات طويلة، إلا أنها تواجه الآن العديد من التحديات التي تهدد بفشل هذا النموذج وعدم استدامته.

وأوضح أن إنشاء مجتمع يتمتع بالحرية يمر بثلاثة مراحل أساسية، وهي الواجبات، التحديات، وتجاوز المفارقة، وتتمثل الواجبات في اكتساب الحرية، وهي مرحلة مرت بها العديد من الدول من خلال الثورات، وتنظيم الحرية، وهي مهمة أصعب من التي سبقتها وتتمثل في صياغة الدساتير التي تنظم هذه الحرية، وأخيرًا استدامة الحرية؛ وهي كافة الإجراءات التي تضمن الاستمرارية بمرور الوقت. أما التحديات فقد تمثلت بالنسبة للحالة الأمريكية في الضغوط الخارجية، الفساد الذي تحميه بعض العادات والتقاليد، والزمن.

ولفت إلى أن المفارقة الكبرى هي أن «أكبر عدو للحرية هي الحرية نفسها»، موضًحا ذلك بأن الوصول إلى الحرية واكتسابها هو أمر صعب، قد يتطلب التضحية بأرواح الكثيرين في حروب وثورات، وبالتالي فإن جهود البعض للحفاظ عليها قد تتحول إلى أفعال فوضوية ومتسلطة، وهو ما يتنافى مع قيم الحرية.

وشهدت الجلسة عدد كبير من المداخلات والأسئلة التي وجهها الحضور للمفكر أوس جنيس، ومنهم الإعلامي مفيد فوزي، والدكتور ممدوح حمزة، والدكتور حسام بدراوي، والدكتور خالد القاضي، وغيرهم.

وتحدث الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس أتيليه الإسكندرية، عن أسباب تحول المجتمع الأمريكي من الإيمان بالحرية إلى ترويج البعض للفكر المتطرف والعنصري.

وتساءلت الدكتورة إيمان رجب، الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن أسباب ربط الحرية بالأمن القومي، خاصة في فترة يعاني فيها العالم من التطرف والإرهاب، وكيف يمكن أن تكون اعتبارات الأمن مهددة للحرية في بعض الأحيان.

فيما تحدث الدكتور أسامة الغزالي حرب عن مراحل تكوين مجتمع يتمتع بالحرية، وتساءل عما إذا كان من الممكن تطبيق تلك المراحل على المجتمعات العربية وخاصة المجتمع المصري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل