المحتوى الرئيسى

مصروفات المدارس الدولية تقترب من نصف مليون.. وخبراء: مخطط لضرب مصر

09/12 18:20

كتب: كريم ربيع - وأشرقت عرابي

جاء قرار الحكومة بالموافقة على زيادة مصروفات مدارس دولية، لتصل إلى 400 ألف جنيه لـ "كي جي 1"، كالبلاء على أولياء الأمور "المقتدرين"، الذين لم يحتملوا تلك الزيادات، ليتوجهون باستغاثات للرئيس عبد الفتاح السيسي.

«التحرير» تفتح ملف المدارس الدولية، وتحاول الوصول إلى إجابات للأسئلة التي تدور في الشارع، أهمها: لماذا وافقت وزارة التربية والتعليم على زيادات في المصروفات وصلت إلى 50% ببعض المدارس، وتجاهلت زيادة مصروفات مدارس آخرى؟، وهل تقدم تلك المدارس خدمة تعليمية حقيقية؟، وهل هي خطر على الثقافة والهوية المصرية بسبب عدم احتساب اللغة العربية وتاريخ وجغرافية مصر ضمن مواد المجموع؟

رغم قرار وزارة التربية والتعليم، والخاص بزيادة المصروفات الدراسية للمدارس الدولية بنسبة 14%، باستثناء 10 مدارس تظلمت من هذا القرار، إلا أنه على أرض الواقع ارتفعت مصروفات تلك المدارس بنسب قاربت من 50%، بحسب أولياء أمور الطلاب.

الوزارة حاولت إظهار «العين الحمرا» للمدارس الخاصة والدولية المخالفة، عبر التهديد بوضع المدارس غير المنضبطة تحت الإشراف المالى والإدارى للوزارة، وصولاً إلى منعها من استقبال طلاب جدد وسحب الترخيص والغلق الإدارى.

«يا حرام.. أنا ضد رفع المصروفات على أبناء المدارس الدولية لأنهم غلابة أوي!» هكذا عبرّ الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، ساخرًا من زيادة مصروفات المدارس الدولية، مضيفًا أنه حزين لوصول تلك المصروفات إلى أرقام خرافية، وهرولة أولياء الأمور على التقديم فيها.

«التعليم الخاص سلعة مقابل المال، ومن يملك المال يستطيع أن يتعلم، ومن لا يملك لا يتعلم، وولي الأمر الذي لا يستطيع الدفع عليه الذهاب إلى تعليم آخر»، تلك هي وجهة نظر طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، مضيفًا أن المدارس الدولية مشروعات اقتصادية، تبنى على تعاقد بين طرفين بالتراضي.

وحول زيادة مصروفات المدارس الدولية بنسب كبيرة، قال نورالدين، إن الوزارة تملك الحق في إقرار نسب الزيادة، وهي من تراقب تلك المدراس المخالفة للقرارات.

فيما أبدى الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، استياءه الشديد من حال التعليم في مصر الآن، حيث أكد أن التعليم أصبح سلعة هادفة للتجارة والربح، مثل «السيراميك» يتم عمل الدعاية والإعلانات له بملايين الجنيهات، وذلك بسبب غياب مشروع وطني للتعليم، وفقدان النظم التعليمية الهادفة للارتقاء بالتعليم.

وأضاف مغيث، أن المصالح الشخصية هي المتحكمة في قرارات المسئولين، التي تسببت في تدهور التعليم الحكومي وانهياره، وأصبحت المدارس الخاصة والدولية هي طوق النجاة للحصول على قدر من التعليم المحترم، فارتفع الطلب عليها، وزاد أصحاب تلك المدارس من مصروفاتها، طمعًا في مزيد من الأموال والمكاسب.

وتابع: «الدولة غير مستعدة لخوض معارك من أجل مصروفات مدرسية، ولذا تضطر أن تخضع لرغبة هؤلاء»، مضيفًا أن الجهاز المركزي للمحاسبات هو من يراقب تلك المدارس، ويحدد ما إذا كانت تحقق أرباح كبيرة من عدمه.

المدارس الدولية.. "مخطط" لضرب مصر

«المدارس الدولية أخطر ثقب في جدار الهوية المصرية، وتهدف لخلق صراعات طبقية كبيرة في الفترة القادمة، لأنها تربي فئة ذات ثقافة منفصلة عن الشعب وهمومه وتاريخه وحضارته»، هذا ما يراه جليًا الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، معتبرًا أن المدارس الدولية مخططًا يتم تنفيذه عبر السفارات الأجنبية لضرب مصر.

وتابع: «يكفي أن تلك المدارس لا تعتد باللغة العربية، الدين، التاريخ، الجغرافيا، والتربية الوطنية، فجميعها مواد لا يتم احتسابها ضمن حساب المجموع، وبالتالي لا يهتم الطالب بها، فينشأ جيل لا يعرف شيئا عن مصر ولا لغتها ولا حضارتها ولا قضاياها».

وأكد رجب، أن من يتخرجون من تلك المدارس هم الصفوة، وهم من سيتم اختيارهم بعد عشرات السنوات لتولي الحقائب الوزارية ومسئولية تدبير شئون الدولة في المستقبل، معقبًا: «تخيل لأي طرف ستكون انتماءاتهم، هل للثقافة التي تربوا عليها الإنجليزية والأمريكية، أم للثقافة المصرية».

طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، دعا الوزارة إلى مراقبة الأمن الفكري بتلك المدارس عن قرب، أي تأمين الطلاب المصريين فكريا، والتأكد من حفظها قيم المواطنة والهوية المصرية، فتلك المدارس على أرض مصرية، وتعمل تحت مظلة «التعليم»، ولا تهتم فقط بتحديد المصروفات.

«كي جي 1» بـ400 ألف جنيه

مصروفات المدارس الدولية للعام الدراسي الجديد وصلت إلى رقم قياسي، ونستعرض بعضها: «مدرسة كايرو أمريكان كوليدج بالمعادى، بلغت مصروفاتها لـKG1 نحو 400 ألف جنيه، مدرسة بيسك بالشيخ زايد، المملوكة لرجل الأعمال أحمد عز، رغم عدم حصولها على ترخيص حتى الآن وصلت إلى 350 ألف جنيه، ومدرسة مالفرن كوليدج 280 ألف جنيه، والمدرسة الدولية المصرية 65 ألف جنيه، ومدرسة الألسن الدولية 85 ألف جنيه، بريتش كولومبيا الدولية 89 ألف جنيه، المدرسة الكندية الدولية 103 آلاف جنيه، المدرسة البريطانية الدولية 161 ألف جنيه، مدرسة الشويفات الدولية 135 ألف جنيه، والمدرسة الأمريكية الدولية 170 ألف جنيه».

أولياء أمور يشتكون: فصلوا أبناءنا والزيادة 66%

الزيادات أسفرت عن مشاحنات بين أولياء الأمور ومسئولين بعدد من تلم المدارس، وهو ما حدث في المدرسة الأوروبية الألمانية في التجمع الخامس، حيث اعتدى أولياء الأمور على العاملين بها، وحطم أحدهم، يدعى مدحت شلبي، زجاج أحد أبواب المدرسة، بعدما أقرت زيادة المصروفات بنسبة 66%، وفصل الطلاب الذين لم يسددوا أقساط المصروفات.

"شلبي" تحدث في مداخلة مع قناة «dmc» عن تلك الأزمة، مشيرًا إلى أنه وعدد من أولياء الأمور خاضوا مفاوضات مع المدرسة منذ 4 أشهر، بسبب تلك الزيادة، إلا أنها لم تستجب للنسبة التي  أقرتها الوزارة.

وأضاف شلبي، أنه كان متوجهًا إلى المدرسة لحضور اجتماع في المدرسة مع لجنة من التعليم لمناقشة الأمر، إلا أنه فوجىء بعدم سماح العاملين بالمدرسة له بالدخول، ووصل الأمر إلى حدوث مشادات ومشاجرات وهو ما دفعه لتحطيم زجاج أحد أبواب المدرسة.

المدارس الـ 10 المستثناة من القرار:-

1- المدرسة الإنجليزية الحديثة نسبة الزيادة عن العام الماضي 24%.

2- مدارس نرمين إسماعيل 2 بالقاهرة الجديدة 27%، بالإضافة إلى زيادة مصروفات النشاط بقيمة 1622 جنية.

3- مدارس نرمين إسماعيل 3 شرق مدينة نصر زيادة 22.5%.

4- المدرسة الأمريكية الدولية بالشيخ زايد 30%.

5- المدرسة الأمريكية الدولية بالقاهرة الجديدة 20%.

6- مدرسة فيكتوريا كولدج بالاسكندرية القسم البريطاني 24%.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل