المحتوى الرئيسى

جدل بين خبراء التعليم حول إلغاء الكتاب المدرسي.. المستوى الاجتماعي عائق

09/12 16:01

أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، والتعليم الفنى، عن نية الوزارة إلغاء الكتب المدرسية، وتحويلها إلى رقمية، خلال كلمته التى ألقاها بالجمعية العمومية غير العادية لنقابة المعلمين، وقال الوزير: «الكتب فى الآخر بيتلفّ فيها طعمية وبيتصرف عليها 2 مليار جنيه»، تباينت ردود الفعل ما بين مؤيد ومعارض لما أعلنه الوزير.

تستعرض «التحرير» آراء عدد من أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب والخبراء التربويين بشأن قضية إلغاء الكتاب المدرسى، حيث قال عبد الرحمن البكرى، أمين سر لجنة التعليم بالبرلمان، فى تصريحات صحفية، إن اللجنة ستناقش ما أعلنه الوزير بشأن إلغاء الكتاب المدرسى خلال عامين، والاستعانة بالكتب الرقمية، ومن المقرر أن تناقش اللجنة فور انعقادها كيفية تطبيق ذلك وجدواه، وآليات تدريب المعلمين والطلاب على ذلك، ومن ثم يتسنى للجنة اتخاذ القرار المناسب بعد بحث كل التساؤلات التى تدور حول ما أعلنه الوزير من تصريحات.

الدكتورة ماجدة نصر، عضوة لجنة التعليم بالبرلمان، قالت إن فكرة إلغاء الكتاب الورقى والاستعانة بالكتب الرقمية، هى فكرة عظيمة، لكونها تواكب التكنولوجيا وتطورات العصر التى تعتمد عليها الدول المتقدمة فى نظم التعليم، لكن لا بد من وضع تصور بشأن آلية تنفيذ ذلك.

وأضافت أن الموضوع يحتاج إلى وضع مناهج جديدة، كما أنه سيستغرق الكثير من الوقت حتى تتمكن الوزارة من الإعداد لها بشكل كامل، لا سيما مع الكثافة الكبيرة فى بعض الفصول، فضلًا عن الحاجة إلى تأهيل المعلمين والتلاميذ لمواكبة ذلك النظام.

أما الدكتور كمال مغيث، الكاتب والباحث التربوى، فقال إنه مجرد تصريح للوزير، ولا يمكن قوله إلا على الأقل بعد دراسة المستويات الاجتماعية للتلاميذ، وإمكانية إتاحة أجهزة التابلت لديهم ودخولهم على شبكة الإنترنت، فى حين أن مدارس القرى بعضها لم تصلها الكهرباء، وبالتالى فإنه لا بد من تحديد الميزانية الأولية لإدخال الإنترنت لأكثر من 50 ألف مدرسة فى مصر، وهذه هى الأرضية الأساسية التى يجب أن ينطلق منها التصريح.

وأضاف: «أعتقد أنه تصريح يُضاف إلى كثير من التصريحات البراقة دون أن تعنى فى الواقع أى شيء، تمامًا مثل تصريحاته بشأن الثانوية العامة الجديدة، وإلى الآن لم توضع الأساسيات، وظلت التصريحات أقرب إلى الأمنيات فقط، وتظل المشكلة الأساسية، حول مدى ملاءمة الكتاب الإلكترونى لجميع مراحل التعليم، بمعنى أنه سيتم الاستغناء عن القلم تمامًا، وهل هناك اتجاه لتأهيل التلاميذ لنسيان الورق؟».

وتابع: «أظن أنه كلام غير منطقى، ولا بد أن نعترف بأن الورقية لا تزال لها معنى، فالصحف على سبيل المثال أصبحت ذات مواقع إلكترونية، وبعضها أصبح إلكترونيا تمامًا، لكن هذا لا يلغى أفضلية الصحيفة الورقية لدى القراء».

رامى علام، مدرس، يرى أنه فى حالة الاستغناء عن الكتاب المدرسى والاستعانة بالكتب الرقمية، فإن ذلك لن يجدى نفعًا، والسبب وراء ذلك أن المدارس غير مجهزة لذلك، كما أن كثافة الفصل الواحد تتراوح بين 50 إلى 60 طالبًا، ولتنفيذ هذا النظام يجب توفير أجهزة الحاسب الآلى للطلبة، أو تجهز معامل تستوعب الأعداد الكبيرة فى كل مدرسة.

وأضاف علام أن السبورة الذكية فى مدارس الحكومة معطلة ولم يتم تفعيلها، ناهيك بأن هناك من المدرسين الشبان من هم ملمون بتكنولوجيا الحاسب الآلى والإنترنت، لكن من يكبرونهم سنا لا يجيدون التعامل مع تلك الأجهزة، ولا يواكبون التطور التكنولوجى الراهن، كما أن هناك بعض المدارس الموجودة فى القرى والنجوع ستعانى من ذلك، إذ إنها ستفتقد التجهيزات الخاصة بهذا النظام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل