المحتوى الرئيسى

طرده والدها فانتظرها 10 سنوات.. «بليغ ووردة» قصة حبيبين أسعدت الملايين

09/12 12:40

تبعث الموسيقى على مسامع العاشقين شعورًا يلهب المشاعر ويذيب الوجدان شوقًا إلى الحبيب، فما بالك من صنُاع الموسيقى أنفسهم حينما يتحولون إلى عُشّاق تكتوي قلوبهم بنار الحب، فتتولد بداخلهم دوافع الإبداع، ومن ثم تخرج إلى النور أغنية يتحاكى بها العاشقون، دون أن يعلموا أنها في الأساس نتاج تجربة معاناة اكتوى صاحبها بنار الحب، وأراد أن يوجه إلى محبوبته رسالة باللغة التي يفهمها، وهي الموسيقى، لترد عليه الأخرى بأحاسيس غنائية تأخذها الآهات إلى أماكن أخرى عن تلك التي يصل إليها الجمهور.

بليغ ووردة، قصة ثنائي استفاد الفن من عشقهما، إذ أبدع الأول في ألحانه وكلماته، وتجلّت الثانية بنشوة الحب على المسرح لتطرب الجمهور بأروع المقامات، ووراء ذلك قصة طويلة لم تُكتب لها نهاية سعيدة كما توقع أهل الوسط الفني.

في منزل الموسيقار الراحل محمد فوزي، التقى بليغ حمدي ووردة للمرة الأولى، وكان ذلك بمطلع الستينيات، واتفقا على أن يلحن "بليغ" لها أغنية "يا نخلتين في العلالي"، ثم غادر الملحن المكان وقلبه متعلق بملامح تلك "الوردة" التي تفتحت أمامه بثغرها الباسم وصوتها الساحر، إذ دقّ قلبه لها وهو في الثلاثين من عمره بعد فشل تجربته الأولى في الزواج، من فتاة سكندرية تدعى "أمنية طحيمر"، استمر زواجهما لمدة عام واحد، بينما كان عمر "وردة" حينها 21 عامًا.

والحقيقة أن شرارة الحب التي انطلقت لم تكن نتاج هذا اللقاء، على الأقل من جانب وردة، التي كانت قد ارتبطت وجدانيًا ببليغ حمدي وهي في السادسة عشرة من عمرها بعد تلحينه أغنية "تخونوه"، في فيلم "الوسادة الخالية"، وعرفت أن اسمه بليغ حمدي، وترقبت مقابلته عند مجيئها لمصر.

تملك الحب من قلب الملحن وسارع بطلب يد وردة للزواج، ولكن المفاجأة كانت في طرد والدها له من بيته رافضًا زواجهما، فغادر بليغ متألمًا لا تشغله إهانته، بل ذلك الألم الذي ستشعر به حبيبته، وعاد لمنزله ليكتب وسط دموعه: "وعملت إيه فينا السنين.. فرقتنا.. لا.. غيرتنا.. لا.. ولا دوبت فينا الحنين.. لا الزمان.. ولا المكان.. قدروا يخلوا حبنا .. دا يبقى كان"، ثم ألقى بالورقة في درج مكتبه مقسمًا ألا تغنيها سوى صاحبة العيون التي عشقها حتى الثمالة.

ولم يكن أمام هذا العاشق العظيم الذي لحن لكوكب الشرق أغاني: "الحب كله، وسيرة الحب، وأنساك"، سوى إرسال رسائل غير مباشرة لمعشوقته البعيدة، فقالت له أم كلثوم مازحة: "أنت بتشتغلني كوبري للبنت اللي بتحبها؟".

الحلم يتحقق بعد 10 سنوات

تزوجت وردة من الضابط جمال قصري، واعتزلت الغناء، وظل بليغ بانتظارها رافضًا الزواج من أخرى، إلى أن نجح وقابلها بعد 10 أعوام، في عيد استقلال الجزائر بعدما بلغ الـ٤٠ عامًا وبلغت هي ٣١ عامًا، وحينها طلبت الطلاق من زوجها الضابط الذي أجبرها على اعتزال الغناء، وعادت للفن وبليغ.

وفي منزل الراقصة نجوى فؤاد تم الزواج بين وردة وبليغ حمدي، واستمر لمدة 6 سنوات، كرّس خلالها "بليغ" ألحانه لزوجته، ومن أهم ما غنت وردة لبليغ حمدي "العيون السود" و"خليك هنا" و"حنين" و"حكايتي مع الزمان" و"دندنة" و "وماله" و"لو سألوك" و"اسمعوني".

كان شغف بليغ حمدي بالموسيقى كفيلًا كي ينسيه يوم عقد قرانه على المطربة وردة، لذا شعرت الأخيرة بأن الموسيقى "ضرتها" التي لن تطيق على تحملها لأكثر من 6 أعوام، كما أنها هي شخصيًا لم تحب أبدًا أن تتحمل ذنب إبعاد بليغ عن الموسيقى، فتم الطلاق بين الاثنين.

ورغم حدوث الطلاق بينهما إلا أن حبال الحب والمودة ظلت بينهما، فعندما اُتهم بليغ في قضية مقتل الفنانة المغربية "سميرة مليان"، ذهبت "وردة" إلى وزير الداخلية آنذاك "زكي بدر"، عام 1984، لتتوسط لخروج بليغ من السجن وهددته بالاعتصام أمام السجن إذا تم سجن بليغ يوما واحدا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل