«جمال» يبيع ويخزن ويصنع فى «متر واحد»

علاقة امتدت لأكثر من 25 عاماً، بين «جمال» و«الكشك الصغير» الذى يفتح بيته، «ماسمهوش كشك، دا مكان أكل عيشى، ورشتى الصغيرة اللى فاتح منها بيتى»، أدوات لصنع «كرانيش» الأسقف فى المنازل، يعرفها العاملون فى السوق بأسماء متعددة، «سنتين وخرصانة» و«سنتين ورقبة جمل» و«مسطرين» و«كتان ملفوف»، يشرح جمال محمد، الصنايعى الخمسينى، بعضاً من بضائعه، وهو ينتظر زبوناً جديداً قد يأتيه فى وقت متأخر من مساء ليلة صيفية، «مابحبش حد يقول عليه كشك.. دا ورشة متكاملة، وبينى وبينها عِشرة سنين»، قالها «جمال» الذى قضى من عمره 51 عاماً، نصفها فى بيع تلك المواد وصنعها، وكان من قبلها عاملاً داخل إحدى الورش بسوق «العدد» بسور مجرى العيون، لكنه لم يرغب فى استكمال بقية حياته عاملاً بورشة: «قلت مابدهاش يا جمال، وعملت الكشك ده بإيديا ودهنته، وبقيت أصنع عليه وأبيع فى سوق العدد».

لا تقل «كشك» وقل «ورشة»

زبائن «جمال» كثيرون، فأسعاره أقل من منافسيه، مستوى جودته أفضل كثيراً، حتى بعد تغيير مكانه لم يتأثر عدد زبائنه، عندما قرر الخروج من سور مجرى العيون والوقوف بشارع قيس بن سعد بالملك الصالح، بعدما امتلأ المكان القديم بالباعة: «خرجت من هناك من 5 سنين، وجيت وقفت هنا، نقلت كل حاجة، حتى الورشة الصغيرة كمان، وسبت ورقة هناك لزباينى بقولهم فيها على مكانى الجديد»، مشيراً إلى أن أغلبهم يأتون له خصيصاً من أماكن مختلفة: «ده رزق ابنى وبنتى اللى فى ابتدائى، بجرى عليهم وعلى أمهم وربنا كارمنى بيهم».