المحتوى الرئيسى

«حميات العباسية»: حشرات فى الغرف.. وأطباء يختفون بعد العاشرة صباحاً

09/12 10:29

بأجساد قد تتعدى حرارتها الـ40 درجة مئوية، يهرع أهالى المرضى إلى مستشفى حميات العباسية، سعياً وراء إنقاذ ذويهم، فالمستشفى الذى يقع بمنطقة امتداد رمسيس بمحافظة القاهرة هو الملجأ الأشهر والأقدم لكل مريض تظهر عليه أعراض «الحمى»، التى قد تكون بداية لتدهور صحى أكبر.

وأول ما تقع عليه عيناك بمجرد الدخول إلى المستشفى الذى يقع على مساحة 128885 متراً مربعاً هو تلك المبانى الأفقية التى تتناثر بين حدائق خضراء واسعة تملؤها الأشجار والورود، المساحة الواسعة التى يتمتع بها ساعدت فى أن يكون هناك بعد مكانى بين العنابر وبعضها البعض، داخل كل عنبر منها توجد حكاية لمريض مع المستشفى الذى يعود تاريخ تشغيله لعام 1893.. «الوطن» تجولت بين تلك العنابر واستمعت إلى المرضى وذويهم. توأم لا يتعدى عمرهما الثلاثة أعوام يرقدان فى إحدى الغرف لتلقى العلاج بالمستشفى بعد أن ارتفعت درجة حرارتهما بشكل مفاجئ، «أحمد عبده»، والد الطفلين فور وصوله إلى المستشفى طلب حجز غرفة منفصلة لكل منهما، وبالفعل قال إنه دفع مقابل ذلك، إلا أنه فوجئ بعد ذلك بأن المستشفى يقول له إنه لا توجد أماكن فارغة، وإن الطفلين سيظلان معاً فى نفس الغرفة، لم يكن أمام الأب إلا أن يقبل بذلك، ولكنه فوجئ بأن التكييف الموجود بالغرفة معطل، يقول الأب: «الدكتور نفسه قال لازم يبقى فيه تكييف، لأن المروحة اللى هنا بتشتغل شوية وبتقف شوية، وهما مش مستحملين الحر، وبرغم إنى اشتكيت كتير إلا إن محدش معبرنا»، وينهى حديثه قائلاً: «الأزمة الأكبر إننا ما بنشوفش الدكاترة غير 10 الصبح وبعدها كلهم بيختفوا».

«وفاء»: «صحيت لقيت النمل هجم على رجلى ودلقت محلول ملح عليها ومسحت الأوضة بمطهر»

«مصابة بحمرة وبالتهاب فى الغشاء الخلوى»، جاءت «وفاء فوزى»، إلى مستشفى الحميات لتلقى العلاج، وتروى السيدة الأربعينية مشاهداتها عبر تلك الفترة، قائلة: «كنت فاكرة إن مستشفى زى دى الدكاترة بيبقوا رايحين جايين على المرضى عشان يتابعوهم لكن اللى بيحصل إننا بنشوفهم مرة واحدة الساعة 10 الصبح وخلاص على كده»، وتشير «وفاء» إلى قدمها المصابة وتقول: «النظافة هنا سيئة جداً أنا كذا مرة أصحى ألاقى جيش نمل على رجلى دى، ده غير الصراصير اللى بتهجم على الغرف بالليل، مبلاقيش قدامى غير إنى أغير الملاية بتاعة السرير بنفسى، ودلقت محلول ملح على رجلى، واشتريت مطهر عشان نمسح بيه الأوضة».

حالة فزع أصيب بها المرضى وذووهم عندما ارتفعت درجة حرارة فتاة عشرينية تدعى «آية» كانت محجوزة معهم لتلقى العلاج ثم تدهورت الحالة بسبب عدم إسعافها حتى أصيبت الفتاة بتشنجات حرارية تبعها ما يشبه الشلل النصفى.

«أحمد»: «المروحة بتشتغل شوية وتعطل شوية».. و«إيمان»: الممرضة رفضت إسعاف ابنتى ونقلتها بتاكسى إلى الدمرداش

«الوطن» تواصلت مع والدة الفتاة، التى أكدت أنها قدمت شكوى إلى مدير المستشفى فى طاقم التمريض بعد أن رفضت إحدى الممرضات أن تأتى لقياس درجة حرارة ابنتها مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية، وتروى إيمان طه فهمى، والدة الفتاة آية حسين أحمد السيد، تفاصيل ما حدث مع ابنتها قائلة: «أنا محجوزة مع البنت لاحظت إنها سخنت قوى طلبت من الممرضة تيجى بسرعة عشان تقيس لها الحرارة فقالت لى خدى انتى قيسى بالترمومتر وهاتيه فطلبت منها تيجى بنفسها لأنى مبفهمش فى الترمومتر راحت قالت لى خلاص هاتى البنت نفسها قلت لها بس هى تعبانة ومش قادرة، فرفضت برضه إنها تيجى ولما رجعت للبنت لقيت جسمها كله اتشنج وبدأ بقها يتعوج ونص جسمها كله كأنه اتشل، أهالى المرضى شالوها معايا وجرينا على الاستقبال وهناك إدوها خافض وحولونى على مستشفى الدمرداش ولما طلبت عربية إسعاف قالوا لى مفيش فأخدتها فى تاكسى».

قطعة قماش صغيرة وضعت حول يديها، ثم قيدت بها فى السرير الذى ترقد عليه داخل غرفة بعنبر 8 فى المستشفى، السيدة التى يبدو على ملامحها أنها تجاوزت الثمانين عاماً أثار وجودها تساؤلات كثيرة من قبل المرضى وذويهم، فهى لا تشعر بأى شىء يدور حولها، حتى إنها لا تقوى على الأكل والشرب، فتقوم إحدى الممرضات بإعطائها بعض العصائر مستخدمة سرنجة صغيرة، تقول واحدة من أهالى المرضى «الست دى اسمها عائشة ومحدش بيسأل عنها وإحنا مستغربين إزاى قاعدة كده لوحدها من غير عناية طبية لازمة لواحدة فى سنها وحالتها، خصوصاً أن الممرضة بتدخل لها مرة الصبح ومرة بالليل، يعنى لو حصلها حاجة محدش هيحس».

«الوطن» تواصلت مع الدكتور أحمد عبدالفتاح، مدير مستشفى حميات العباسية، ولكنه رفض التعليق وطلب الحصول على تصريح من المتحدث باسم وزارة الصحة أولاً، وهو ما حاولت الجريدة الحصول عليه ولكن لم يتسن لنا ذلك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل