أهالي «مباشر» بالشرقية: «مش لاقيين نقطة مياه من يوم العيد» (صور)

«مش لاقيين نقطة مياه تبل ريقنا».. كان هذا لسان حال العشرات من أهالي قرية «مباشر» التابعة لمركز الإبراهيمية في الشرقية، تعليقًا على أزمة انقطاع مياه الشرب عنهم منذ وقفة عيد الأضحى وحتى الآن.

«المياه بقالها أكتر من 10 أيام مقطوعة عننا، ومش لاقيين حد يهتم بينا».. جملة بدأ بها عبدالرحمن عطية، طالب بالمرحلة الثانوية حديثه لـ«التحرير»، مشيرًا إلى أن أغلب أهالي القرية يذهبون بصفة يومية إلى أحد الأهالي ويُدعى سامح صابر لقضاء احتياجاتهم من الطلمبة الحبشية الخاصة به.

وأضاف عبدالرحمن أن أغلب الأهالي اعتادوا على انقطاع المياه لفترات طويلة، ويستعينون بطلمبة «سامح» لغسيل أوانيهم، وحين سؤاله عن مصدر المياه النظيفة واستخدامها للشرب، أجاب: «بنشتريها والله يا أستاذ».

الانقطاع المتكرر للمياه صنع تجارة مُثمرة للبعض، وفق ما تقوله زينب محمد يونس، ربة منزل: «بنشتري جركن المياه بخمسة جنيه من واحد هنا في البلد اسمه أحمد عبدالدايم.. عنده طلُمبة وخزانات وبيفلتر المياه ويبيعها بالجراكن».

«والله يا بني متعودين على كده».. قالتها متحسرة الحاجة سنية صابر خلف، والتي ناهزت الثمانين عامًا من عمرها، شاكيةً ما يتعرضون له من إهمال: «بقينا متعودين إن المياه لما تقطع وتقعد 3 شهور وترجع تاني.. متعودين إن الغسيل من مياه الطلُمبة والشرب من محل أحمد عبدالدايم».

لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لتامر حسان، عامل زراعي، والذي علق على الأزمة بقوله: «الشكوى لغير الله مذلة، ومحدش هيقدر يعمل حاجة.. إحنا خلاص اتعودنا على كدة وطالما المياه قطعت يبقى قدامها شهرين تلاتة على ما تييجي».

والتقط أحمد يحيى عبدالسلام، أحد الأهالي، طرف الحديث، وأوضح أن مياه الحنفيات غير صالحة للشرب: «مبنشربش ولا بنطبخ منها خالص، وبالكتير أوي بنغسل منها المواعين.. أساسًا لو حضرتك فتحت الحنفية هتشم فيها ريحة صدى حديد وصرف صحي».

وتابع عبدالسلام: «10% من أهل البلد يا إما عندهم فلتر يا إما بيشتروا المياه من العربيات اللي بتلف، والباقي دول ربنا معاهم مش لاقيين حتى اللقمة ياكلوها، وطبيعي يعنى إنهم يشربوا المياه حتى لو طين».

من جانبه، نفى اللواء أيمن عبدالقادر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، ما قاله الأهالي، قائلا: «محصلش الكلام دا.. شركة مختار كانوا بيغيروا بعض التوصيلات في خط ديرب نجم واتقطعت المياه حوالي 6 ساعات بس».