المحتوى الرئيسى

من المضايقات إلى الطرد.. كيف تأثر مراسلي «بي إن سبورت» بأزمة قطر؟

09/11 16:24

تعاني واحدة من أكبر مالكي الحقوق الرياضية في العالم "بي إن سبورت" من مشكلة كبيرة في الأونة الأخيرة وهي كونها قطرية وذلك كما استعرضت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقريرها اليوم.

وأنفقت "بي إن" مليارات الدولارات من أجل ضمان الحصول على حقوق أبرز الأحداث الرياضية وبشكل أكبر في عالم كرة القدم خلال السنوات الماضية، ولكنها عانت في الشهور الثلاث الأخيرة من الأزمة الدبلوماسية بين قطر ومجموعة من الدول العربية تترأسها السعودية أدت إلى قطع العلاقات مع الدول الغنية بالبترول والتي ستحتضن المونديال في عام 2022.

وبالنسبة لبي إن التي يتم تمويلها من قبل الحكومة القطرية، أثرت تلك الأزمة بشكل واضح على أعمالها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يتواجد ملابيين من المشتركيين في خدماتها.

وقررت الإمارات حجب بث المحطة القطرية لمدة 6 أسابيع قبل أن تعيده من جديد، كما يتعرض مراسلو القناة لمضايقات في الملاعب ويصل الأمر إلى طردهم منها من قبل السلطات، كما قررت المملكة العربية السعودية إغلاق جميع المنافذ الخاصة بالشركة القطرية في البلاد وعدم السماح بالترويج لأنشطتها.

ومن جانبه قال المستشار العالم للشركة صوفي جوردان إنه ما تتعرض له المحطة القطرية أمر غير مسبوق، فعلى أرض الواقع تمتلك المحطة نحو 5,000 موظف في جميع أنحاء العالم ويتم تشغيل القناة في 43 دولة بما فيها الولايات المتحدة.

وعانت "بي إن" في الأونة الأخيرة من منع فريقها الإنتاج الخاص بها من دخول الدول الداعمة لمقاطعة قطر، وهو ما يحرمهم من أداء عملهم بشكل كامل خاصة أن المحطة القطرية هي المسؤولة بشكل كامل عن نقل الأحداث الرياضية في القارة الأسيوية لسكان منطقة الشرق الأوسط.

ومع تفاقم الأزمة بدأت وكالة لاجاردير التدخل من أجل ضمان بث المباريات الهامة في تصفيات كأس العالم ومباريات دوري أبطال آسيا في الدول التي تملك بي إن الحقوق فيها.

وأوضح جوردان أن السعودية وضعت كل عائق ممكن لمنع قيام القناة بعملها، وبدأت تلك الأزمة في شهر يونيو الماضي عندما قررت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر بإتهامها بدعم الإرهاب والإخلال باستقرار المنطقة، ووضعت تلك الدول مجموعة من الطلبات لإعادة العلاقات إلى طبيعتها من جديد.

ومن بين تلك الطلبات هو إغلاق قناة الجزيرة التي يتم تمويلها هي الأخرى من قبل الحكومة القطرية، وعن ذلك الأمر قال جين كينينمونت نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الدولية شاتام هاوس، أن الطلبات كبيرة للغاية ومن المستحيل أن يتم الموافقة عليها.

ومؤخرًا تعرض فريق "بي إن" لمضايقات في السعودية أثناء مباراتها أمام اليابان في التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا والتي فازت بها السعودية بهدف نظيف وحجز مقعدها في روسيا العام المقبل.

وتعرض مراسل القناة القطرية للطرد من ملعب المباراة في جدة قبل أن يتم استجوابه من قبل السلطات السعودية والسماح له بدخول الملعب من جديد قبل دقائق من بداية المباراة.

ووفقًا للمراسل حسن الهاشمي، أخذت السلطات السعودية بعض من معداته، وفي ملاعب أخرى قرر بعض اللاعبون والمدربون مقاطعة الحوارات مع المحطة ومطالبة مراسليها بنزع شعار القناة من على الميكروفونات.

وأوضح جوردان أن الأزمة تظهر في كل مباراة يتواجد فيها طرف سعودي أو مصري أو إماراتي، مشيرًا إلى أنه يعمل في المجال منذ 20 عامًا ولم يصادف مثل تلك التصرفات من قبل.

وحاولت الصحيفة الأمريكية الحصول على تعليق من الاتحاد السعودي لكرة القدم عن هذا الأمر، إلا أن الأخير لم يرد.

وتعد "بي إن" من أبرز الواجهات الت تحاول قطر من خلالها استخدام الرياضة للترويج لنفسها إقليميًا وعالميًا، حيث أنفقت الحكومة القطرية مليارات الدولارات للحصول على حقوق أبرز الفعاليات في العالم من دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني والدوري الإنجليزي بداية من الحصول على حقوق بث مونديال جنوب إفريقيا 2010.

وفي الوقت الذي قالت فيه الشيخة موزة عقب منح قطر تنظيم مونديال 2022 بأن تنظيم المونديال في قطر من شأنه يجمع الشرق الأسوط بأكمله من الدوحة إلى دمشق.

ولكن التطورات الأخيرة أثبتت عكس ذلك، وذلك بعد أن منعت دول الجوار قطر من استخدام أراضيها أو جوها أو مياهها الإقليمية في أي شيء، الأمر الذي يؤثر على استعدادات قطر لتنظيم المونديال.

وبدوره قال رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2022 حسن الثوادي بأن تلك المقاطعة أثرت بشكل كبير على الاستعدادات، حيث تعاني قطر من العمل الموردين في الخارج لمواد البناء، وباتت قطر تبحث عن طرق بديلة لتوصيل تلك الموارد إلى أراضيها.

وبالنسبة لبي إن، فإنها تعاني من المشكلة بشكل أسبوعي، وذلك عندما طلب من مراسلها نزع شعار القناة أثناء تغطيته لقاء الذهاب في ربع نهائي دوري أبطال أسيا بين الهلال السعودي والعين الإماراتي، ومن المنتظر أن يتكرر نفس الأمر اليوم في لقاء الإياب، وحاولت الصحيفة الأمريكية التواصل مع الاتحاد السعودي والإماراتي لكرة القدم للحصول على رد عن هذا الأمر ولكن دون جدوى.

وتعد بي إن هي الناقل الوحيد لتلك المباراة في الشرق الأوسط، ومع إندلاع الأزمة ظهر ناقل غير شرعي في السعودية لنقل المباراة تحت مسمى "Be-outQ" ولا تزال بي إن تبحث عن اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذا الأمر.

وتحظى بي إن بدعم من شركاءها في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، حيث قال المسؤول عن بث الدوري الإنجليزي ريتشارد مولنار أن هدفه الرئيسي هو حماية الحقوق والاستثمارات الخاصة بالشركاء للحفاظ على مستقبل الكرة الإنجليزية.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل