المحتوى الرئيسى

4 حكايات عن «عربات الرزق» في الدقهلية: أبوكريم بائع حمص.. بِرجْل واحدة

09/10 21:19

منذ أيام، قررت الحكومة إطلاق مشروع «شارع مصر» فى منطقة «النزهة» بالقاهرة، القائم على تجميع المشروعات الشبابية الصغيرة، من عربات لبيع المأكولات والمشروبات وغيرها، فى مكان واحد، يمثل «سوق شبابية جامعة».

ولقى المشروع ترحيبًا كبيرًا بين الأوساط الشبابية، معتبرين إياه «طوق النجاة» من ملاحقة الحكم المحلى، ومباحث التموين، وغيرهما من الجهات الحكومية. وبعيدا عن العاصمة، يوجد العديد من المشروعات المشابهة فى المحافظات، التى نفذها شباب آمنوا بأنه «محدش بياكلها بالساهل» وأنه «إن فاتك الميرى.. افتح لك مشروع».

هل يواجه هؤلاء الشباب أى مشكلات؟، ما قصص مشروعاتهم بالتفصيل؟، ما الذى يطمحون إليه ويسعون لتحقيقه؟.. أسئلة تحاول أن تجيب عنها «الدستور» فى جولة ولقاءات مع أصحاب هذه المشروعات فى ١٢ محافظة، منها الدقهلية.

حلم «البشمهندس» ينتهى على «عربية بليلة»: «عاوز أجوِّز إخواتى البنات»

أجبرته قسوة الحياة، ورحيل والده المفاجئ على ترك دراسته، رغم تفوقه وضياع حلمه بأن يصبح «مهندسًا»، وذلك من أجل الإنفاق على شقيقاته البنات، ليلجأ لبيع حمص الشام والبليلة داخل أكبر الأسواق الشعبية بمدينة «المنصورة».

أحمد شعبان سيد، روى رحلة كفاحه، بدءًا من تركه دراسة الهندسة، حتى عمله كبائع للحمص والبليلة، فيقول: «أنا أكبر إخواتى، ولدىَّ ٤ بنات، والدتى ست مريضة محتاجة علاج، اضطررت لترك الدراسة علشان أصرف على إخواتى البنات، منهن اثنتان مخطوبتان». ويضيف شعبان: «نفسى أكمل تعليمى بس أعمل إيه؟ مين هيصرف على إخواتى الصغيرين، والاتنين اللى على وش جواز، نفسى أجوز إخواتى علشان ربنا يباركلى، سترهم أهم حاجة عندى، حتى لو على حساب مستقبلى، رغم أن الشغلانة صعبة بسبب تضييق شرطة المرافق».

أبوكريم بائع حمص.. وبِرجْل واحدة

لم تمنعه إعاقته من تحقيق حلمه من أجل السعى وراء قوت يومه، رغم تعرضه لبتر ساقه اليسرى، ما أرغمه على تركيب طرف صناعى يساعده على التحرك، ليبدأ ممارسة عمله الشاق فى بيع البليلة والحمص بواسطة عربته الصغيرة المحمولة على تروسيكل.

أحمد رمضان، أو «أبوكريم»، كما يحب أن يناديه الناس، شاب ثلاثينى تمكن من التغلب على الإعاقة ليبدأ عمله ليلًا مرتديًا بدلة كاملة، وتعلو رأسه قبعة، ليكون صاحب مظهر مختلف فى الشارع، يجذب إليه المارة بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة.

يقول «أبوكريم»: «أحصل على معاش نظير إعاقتى من التضامن الاجتماعى قدره ٤٠٠ جنيه شهريًا، وتقدمت للعمل بالحكومة بنسبة الـ٥٪، لكننى فشلت، فقررت بدء مشروعى الخاص»، مضيفًا: «حريص على إرضاء زبائنى، ونظافة سيارتى».

طرطير: سميت مشروعى على دلع مراتى.. وحسام: محدش بياكلها بالساهل

يقول مسعد محمد طرطير، ابن مدينة «المنصورة»، الذى لم يبلغ من العمر ٢٦ عامًا، إنه لم يخجل من النزول إلى العمل رغم اعتراض بعض أفراد أسرته، خاصة أن أشقاءه يعملون فى وظائف مرموقة.

ويشير إلى أنه عمل بمطعم إحدى القرى السياحية بمدينة الغردقة، ومع تدهور السياحة بعد ثورة ٢٥ يناير، ترك العمل وجلس عاطلًا، حتى شجعته زوجته على دخول مشروع يواجهون به أعباء الحياة.

طرطير أكد أنه واجه إحباطًا شديدًا عند بداية عمله بالمشروع: «كان هناك من يقول لى ما ينفعش تقف كده فى الشارع، شوف لك مشروع تانى، لكنى صممت على البدء بعد تشجيع زوجتى، وعلشان كده سميته على اسم دلعها». «بطوطة بيك» مطعم متنقل لبيع ساندوتشات الفراخ، والهوت دوج، والكفتة، والسلطات، وغيرها، يبدأ العمل فى الرابعة عصرًا، ويستمر حتى الواحدة مساءً، حسبما يؤكده طرطير، الذى يضيف: «نفسى نعمل منطقة مثل (شارع مصر) فى القاهرة، وحلمى أن أصل بمشروعى إلى مثل سلسلة عربات (حلال جايز) التى توجد بأمريكا»، مطالبًا الدولة بدعم وتشجيع وتقنين مثل هذه المشروعات.

حسام شاب آخر من مدينة «المنصورة» قرر كسر قيود البطالة بعد تخرجه فى كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، فبدأ فى العمل كبائع للساندوتشات على دراجة صنع صندوقها من الخشب، وزينها بألوان زاهية، ووضع عليها شعار: «محدش بياكلها بالساهل».

الشاب الثلاثينى بدأ حياته بالعمل فى السياحة، بعد أن فشل فى الحصول على وظيفة حكومية، فخطط لإقامة مشروع مختلف سعى من خلاله لتوفير قوت يومه.

ويقول إنه صنع سيارة «تروسيكل» بصندوق كبير لبيع الوجبات الساخنة، وهو ما شاهده فى فيلم «همام فى أمستردام»، مضيفًا: «من هنا بدأت فى تصنيع السيارة والسير بها فى شوارع المنصورة، وحاول البعض إحباطى ووصفى بأننى بائع متجول، لكن زوجتى ساعدتنى ودعمتنى معنويًا، وبعد فترة وجدت إقبالًا كبيرًا على سيارتى، واستطعت توفير متطلبات المعيشة».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل