المحتوى الرئيسى

أحمد الطاهري يكتب: مصر بين الأمم

09/10 19:40

بين مفهوم الدولة ومفهوم الأمة هناك تعريفات سياسية جامدة.. ليس كل الدول التى حظيت بالمقومات الجغرافية والقانونية والسيادية والسكانية يمكن تصنيفها ضمن الأمم.. لكن فى المقابل تجد أن كل أمة تحمل فى روحها دولة وطنية بإمتياز.

باختصار هى مسألة «خلق وطنى» فريد يتمتع به أبناء الأمم وفكر مشبع بإبداع «الانتماء «.. فهؤلاء البشر هم الذين اخترعوه.. وجعلوه نصًا مقدسًا.. يمضى معهم من الحياة إلى الممات.. مهما تقلبت الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية فى فترات الرخاء وفى الأيام الصعبة ستجد فكرًا يستدعى الحضارة وخلقًا مدفوعًا بالانتماء.. معادلة فريدة تحمل لأصحابها فخرًا مستمدًا من تاريخ يشكل كنزًا خاصًا يشعر كل فرد أنه مالكه.. ظهر شديد البأس قادر على هزيمة التحدى مهما بلغ عنفوانه.

وعندما أنظر إلى بلدى مصر، أعرق أمة فى التاريخ وأقدم دولة فى الإنسانية.. تلك الرقعة الجغرافية الأصيلة التى جاءت قبل كل شىء.. جاءت قبل التاريخ نفسه.. قبل الأديان.. قبل السياسة.. قبل الحروب.. قبل الصراع.. قبل المؤامرة، أراها بعين المتدبر لواقع الدولة والباحث فى مستقبل الأمة.

فكرة البحث فى مستقبل الأمة المصرية بين الأمم ليست فى تقديرى دربًا من دروب الرفاهية.. فالأمة هى التى تصدت للدفاع عن الدولة عندما كانت على وشك الانهيار وكان إبداع ثورة يونيو والتى خلقت مشروعًا واضح المعالم تقوم مرتكزاته على مقومات شخصية مصر الحضارية التى لا تقبل بانحصار تأثيرها داخل محيطها الجغرافى ولا يتخطى أمنها القومى حدودها المباشرة ولا ينفع تعيش يومًا بيومه.

الآن نقف بعد سنوات من ثورة يونيو ونرى أين كانت مصر فى إقليمها وكيف أصبحت؟ كيف نجحت فى حصار من أرادوا فرض الحصار عليها؟ كيف استعادت ثبات مؤسساتها؟ كيف رغم قسوة الظرف الاقتصادى تصر على الإصلاح؟

باختصار تجاوزت الدولة المصرية النظر تحت القدم.. المستقبل له محددات.. القرار الوطنى المستقل عنوان عريض يرسم كل خطوة فى منهجنا فى التعاطى مع العالم الخارجى الذى أدارت مصر توازناته بحرفية ودقة، رغم العشوائية التى تسيطر على السياسة الدولية والفوضى التى تضرب إقليمها، وهى رؤية تُحسب للإدارة السياسية لهذا البلد، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى ومؤسسات الدولة القوية الفاعلة فى هذا الملف.

ولكن.. جاء الآن الوقت الذى يجب أن تتصدى فيه الدولة لكى تحمى الأمة المصرية من التفكك وتبدل المفاهيم واستعادة شموخها الحضارى ونسقها الفكرى ومنظومة القيم التى لم تتبدل على مدار تاريخ مصر.. مصر التى مصرت كل شىء وفق ما تقبله هى وما تريده هى بقدرة فائقة على صهر كل شىء وتركيعه أمام كبريائها.

ولعل هذا الفهم وهذا الإدراك كان جسر التفاهم الذى جمعنى مع الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور، لتأسيس إصدار فكرى وبحثى طموح وهو مشروع «النادى الدولى» الذى توشك نسخته التجريبية على الانطلاق.. ولذلك كان الاستقرار على العنوان الشارح لهذا المشروع وهو «العالم يمر من هنا».. بيت تفكير معنى بالسياسة الخارجية المصرية ومحددات الأمن القومى المصرى يعمل على مدار الساعة، له يد طولى فى كل بقعة تمثل دائرة اهتمام لمصر مهمتها تقديم القراءات الصحيحة وتقديرات المواقف السليمة.. قناة تواصل فاعلة مع العالم الذى تعيش مصر بينه وتؤثر فيه وتتأثر به.. منبر قادر على التعاطى مع أكبر مراكز الأبحاث العالمية ليتحدث بلغة المعلومة الصحيحة والمنطق المستقيم بما يمكنه من شرح وجهة النظر المصرية والدفاع عنها والقيام بحملات مضادة إذا تطلب الأمر.. النادى الدولى والذى سيكون له إصدار إلكترونى باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية نقدم مظلة تجمع كبار الباحثين فى مصر والعالم لنقدم للقارئ خدمة جدير بها.. ولا نملك إلا الجهد والفكر والهدف الواضح والانتماء المعلن.. ونسأل الله التوفيق.

قام المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، مساء اليوم الأحد، بتفقد مركز شباب الجزيرة؛ لمتابعة سير العمل بالمركز والأنشطة والخدمات المقدمة لأعضاء المركز ورواده. شملت جولة الوزير بالمركز زيارة ...

Comments

عاجل