المحتوى الرئيسى

الدبلوماسية المصرية.. «ضربة معلم» للأزمات الخارجية

09/10 10:07

خاضت الحكومة المصرية معترك دبلوماسي خلال الفترة الأخيرة في اثنين من القضايا التي طرأت على القاهرة، جمعها الغموض وانعكست بظلالها على العلاقات الخارجية، خاصة مع شريكين كبيرين في حجم روسيا وبريطانيا؛ وكلاهما اتخذ مسارا مغاير في السياسة تجاه القاهرة.

روسيا.. الشريك الاستراتيجي لمصر؛ تأثرت العلاقات الثنائية بعد حادث الطائرة التي وقعت في سيناء وما نتج عنه من توترات في العلاقات أخذت منحنى أخير بعد لقاءات الرئيس المصري ونظيره بوتين على هامش قمة البريكس، اعادت في الأفق حلول لعودة السياحة الروسية.

أما إيطاليا.. الشريك الكبير في قلب أوروبا، فضربت قضية مقتل طالبها جوليو ريجيني الذي وقع في القاهرة، العلاقات بين لندن والقاهرة، وما تبعها من انعكاسات وقلاقل على الدبلوماسية الثنائية.

يقول ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنه يجري العمل حاليا على استكمال إجراءات عودة الرحلات السياحية الروسية إلى مصر بعد ما يزيد عن عام من توقفها، إثر سقوط طائرة موسكو في صحراء سيناء المصرية، والتي من المتوقع أن تستكمل نهاية الشهر الجاري.

وسقطت الطائرة الروسية، والتي تحمل اسم "إيرباص 321" في رحلتها رقم 9268، في 31 أكتوبر 2015، بعد أن أقلعت من شرم الشيخ متجهة إلى مطار سان بطرسبورج بروسيا، وعلى متنها 224 راكبًا، كان من بينهم 217 مسافرًا، و7 من أفراد طاقم الطائرة، والذين قتلوا جميعا، على بعد 100 كيلو متر من جنوب مدينة العريش.

وأسفر سقوط الطائرة عن توقف تام في حركة السياحة الروسية داخل مصر، وتكبدها خسائر اقتصادية كبيرة جدا، وفي تصريحات المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، تراجعت مدخلات السياحة بعد مرور نحو 5 أشهر على حادث الطائرة بنحو 1.3 مليار دولار.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى وجود زيارات متبادلة بين القاهرة وموسكو على مستوى الخبراء في الطيران المدني والسياحة والأمن، لبحث كافة إجراءات عودة السياحة الروسية إلى القاهرة.

وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر وروسيا علاقات استراتيجية بدرجة كبيرة ويوجد الكثير من التعاون في هذا المجال.

وأضاف بيومي، لـ "الدستور"، أن حادث الطائرة الروسية كان ضربة إرهابية هدفها تحطيم العلاقات بين مصر وروسيا، منوها في الوقت ذاته بأهمية المخاوف الروسية فيما يتعلق بإجراءات التفتيش والتأمين في المطارات المصرية خوفا على أرواح موطنيها.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدبلوماسية المصرية والوفود التي تبادلها الجانبان أثرت بشكل كبير في الأزمة حتى وصلت إلى مرحلة الحل تقريبا.

وتساعد على ذلك أيضا الارتقاء بالمنظومة الأمنية في المطارات المصرية بعد الحادثة والتي حصلت على أكثر من شهادة جودة، وإشادة من عدد من الدول والمنظمات الأجنبية.

وعلى مستوى الأزمة الإيطالية، فالأمور تسير نحو الأفضل نوعا ما في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، خلال تواجده بالقاهرة.

وكشف أنجيلينو ألفانو، وزير الخارجية الإيطالي، عن لقاء مشرتك ما بين محققين إيطاليين ومصريين بشأن قضية ريجيني خلال الشهر الجاري، مشددا على الشراكة بين مصر وإيطاليا، وحرص كل منهما على استمرار علاقته بالآخر بشكل جيد.

وقال ألفانو، إن قرار عودة السفير الإيطالي للقاهرة "جامباولو كانتيني"، بعد فترة طويلة من سحبه، دليل على حرص إيطاليا على استمرار علاقتها مع مصر، باعتبارها أهم شركاءها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأضاف أنه من مهام السفير الإيطالي في القاهرة رعاية مصالح 6 آلاف مواطن إيطالي يقيمون في مصر، وتنسيق الجهود بشأن كشف ملابسات مقتل جوليو ريجيني.

ومن المتوقع أن يبدأ السفير الإيطالي الجديد في تسلم مهام عمله في القاهرة يوم 14 سبتمبر الجاري.

وتابع وزير الخارجية الإيطالي: النيابة العامة في القاهرة وروما حريصتان على استمرار التعاون في التحقيقات التي تجرى بشأن مقتل ريجيني.

وعن هذا التطور، رأى السفير جمال بيومي، أن الدبلوماسية المصرية استعادت عافيتها التي تأثرت قليلا خلال فترات ما بعد الثورة.

كما أشاد بيومي، بالجهود الي يبذلها سامح شكري، وزير الخارجية، والوفود الدبلوماسية المصرية، للوصول إلى حل بشأن توتر العلاقات مع مصر على خلفية مقتل الباحث الإيطالي.

وقتل الطالب الإيطالي بجامعة كامبريدج، جوليو ريجيني، في 25 يناير من عام 2016، في ذكرى الثورة، في ظروف غامضة، وحتى الآن ما زال التحقيق ساريا بشأن مقتله، الذي أحدث أزمة كبيرة في العلاقات بين مصر وإيطاليا.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن عودة السفير الإيطالي إلى القاهرة لممارسة عمله أتى نتيجة الجهود المصرية المبذولة على مدار الفترة السابقة نحو إعادة العلاقات بين القاهرة وروما إلى طبيعتها.

يذكر أن سامح شكري، وزير الخارجية المصري، التقى خلال زيارة لواشنطن بوزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، لتباحث الأزمة، وتم التوافق على أن ترسل مصر الملفات القضائية المتعلقة بالتحقيقات في مقتل ريجيني إلى المدعي العام في روما.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل