المحتوى الرئيسى

كومينات 'وطنية' في روج افا

09/10 10:02

لا عزاء لمن اتهم الكرد بالعنصرية والعمل على تهجير العرب وتغيير الواقع الديموغرافي في منطقة روج افا بالشمال السوري، فها هي انتخابات الكومينات تؤكد الاتجاه الصحيح الذي يسلكه أهالي تلك المنطقة، من خلال اختيار المجموعات والأشخاص الذين سيسيرون أمورهم ويراقبون أحوالهم المعيشية والتنموية والأمنية، وذلك بعد موجة كبيرة من الأكاذيب التي طالت الانتخابات هذه نفسها والتي وصلت إلى حد وصفها بانتخابات بعض الأنظمة العربية التي تنتهي بنتيجة نعم بنسبة 99.99%.

والكومينات لمن لا يعرفها هي عبارة عن لجان مهمتها إدارة المنطقة الإدارية المحددة لها، وذلك لمختلف النواحي، الاقتصادية والتنموية والأمنية والتربوية، بمعنى أن أهل كل ناحية سيديرون منطقتهم بأنفسهم، لتتشكل لجنة عليا من الكومينات للتنسيق فيما بينها، مرتبطة بإدارة عليا لاقتسام الثروات وتأمين الاحتياجات الخاصة والعاجلة.

وحسب التوزيع الديموغرافي في سوريا وفي منطقة الشمال تحديدا، فإن هذه اللجان ستكون متنوعة الأعراق والطوائف، فالتداخل كبير جدا في العديد من النواحي والبلدات والقرى والمدن، بحيث يجعل من المستحيل تكوين كومين واحد من لون عرقي أو طائفي واحد، حتى إن التقسيم الإداري للجان راعى هذا الأمر حسب النسبة والتناسب لكل الأعراق والطوائف المسيحية والإسلامية، باختصار الجميع ممثل وصوت الجميع موجود.

ليست كومينات سوريا الأولى من نوعها في العالم، فالأمر تاريخي ويعود إلى ربما الى بدايات التكوين البشري، عندما قرر الإنسان العيش بجماعات منفصلة يدير بعض أبنائها الأمور الحياتية اليومية، وفي منطقة الشرق الأوسط ظهرت في العام 500 تقريبا في منطقة شرق كردستان وتحديدا في مدينة همدان على يد "مازدك"، ثم أتت تجربة أخرى على يد الإسماعيليين عام 1081 على يد حسن صباح، ثم مع القرامطة عام 870 إلى عام 1070، ثم في العام 1420 على يد الشيخ بدر الدين، اما في اوروبا فقد شهدت دول أوروبية عديدة تجربة الكومينات كاليونان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وكانت آخر التجارب التجربة الروسية الاشتراكية عام 1917، بالإضافة إلى أن حركة التحرر الفكري والعمالي التي اجتاحت أوروبا في العام 1969 كانت تهدف لإقامة نظام الكومينات كحل جذري لمشاكل الشعب والحصول على الحقوق الكاملة.

وقد ينبري البعض للقول إن هذه الانتخابات فرضت من القوى الكردية المسيطرة على الأرض، ويتناسى في الوقت نفسه بأن هذه القوى الكردية نفسها قامت بتسليم المناطق التي حررتها هي من تنظيم داعش الإرهابي، إلى مجالس محلية لإدارتها، كمجلس مدينة الطبقة والرقة ومنبج، ورغم الإمكانات المحدودة لغياب الأموال اللازمة لإنعاش هذه المناطق إلا أن التجربة ناجحة جدا، وعكست روح الأخوة بين الشعوب بشكل حقيقي ومباشر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل