المحتوى الرئيسى

الوزير العبء! | المصري اليوم

09/10 09:07

قال المهندس شريف إسماعيل إن تقدير الدولة للمدرسين عميق، لأنهم يشكلون وعى الطلاب فى كل مرحلة من مراحل الدراسة.. وأنا أصدقه من حيث المبدأ، لأننا لم نسمع منه شيئاً يناقض هذا الكلام!

وقال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، إن الدولة إذا أرادت النجاح فى مسيرتها، فلا بديل عن الاعتماد على المدرسين، لأنهم أدواتها فى تقديم تعليم جيد للطلاب.. وأنا لا أصدقه!!

لا أصدقه لأن كلاماً مناقضاً صدر عنه فى حق المدرسين أنفسهم، قبل كلامه الجيد هذا عنهم بأيام، وليس هذا الكلام الجيد إلا اعتذاراً مُبطناً منه عن فتنة أثارها بين المدرسين، وكادت تكلفه منصبه!

أصدق المهندس إسماعيل، لأنه لم يحدث أن شتم نصف المدرسين من قبل، كما فعل وزيره شوقى، وإنْ كنت أنتظر من رئيس الوزراء أن يقدم لنا بالدليل العملى، ما يشير إلى أن تقدير الدولة للمدرسين عميق.. ولن أطالبه هنا بشىء سوى أن يسعى، بكل جهده، إلى تطبيق المواد الثلاث الخاصة بالتعليم فى الدستور.. إننا مبدئياً، ومؤقتاً، نريد أن نرى المواد الثلاث فاعلة فى حياة كل مدرس!

ولا أصدق الوزير، لأنه هو نفسه مَنْ سب نصف المدرسين مرة واحدة، ووصفهم بما لا يليق أن يصدر عن متعلم فى حقهم، فضلاً عن أن يكون هذا المتعلم هو الوزير المسؤول عن التعليم فى البلد!

والحقيقة أنى لا أعرف كيف يمكن له أن يقدم أى شىء للتعليم، إذا كان هذا هو رأيه فى نصف عدد مُدرسيه؟!.. كيف نتوقع منه أن يقدم شيئاً حقيقياً للتعليم فى المستقبل، إذا كان هذا هو رأيه الحقيقى فى نصف مليون مدرس تقريباً؟!

سوف يرد واحد ويقول إن الرجل اعتذر، وسوف أقول إنى أعرف طبعاً، ويعرف غيرى، أنه اعتذر عن كلام لا نعرف كيف يمكن أن يخرج عن وزير فى الحكومة.. ولكن علينا أن ننتبه إلى أن اعتذاره لا يعنى أنه غير رأيه.. إنه فقط سحب رأيه، واحتفظ به لنفسه، وفى داخله، وسوف يظل كل مدرس يعرف بينه وبين نفسه أن رأى وزيره فيه ليس هو الرأى الذى يشجعه، كمدرس، على أن يقدم للطالب أى شىء جاد فى مدرسته!

وإذا كان فى الدولة جهة تغار بجد على التعليم فى البلد، فالأمل فى أن تنصح صاحب القرار بالبحث عن رجل آخر يتولى أمر وزارة التعليم، لأن هذا هو رأى الوزير الحالى فى نصف المدرسين، ولأنه لن يغير رأيه بسهولة، ولن يبدله فى يوم وليلة، ولأنه بدلاً من أن يبحث عن وسيلة يطور بها من وضعية المدرس، ومن حالته، ومن هوانه على الناس، فإنه وصف المدرسين بأن نصفهم كذا.. وكذا!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل