المحتوى الرئيسى

«كنز سيوة».. علاج الأمراض الجلدية في ¾ ساعة.. وأباجورة طبية تزيل الربو

09/09 21:35

كلما تجولت في سيوة كلما اكتشفت الخير الذي يغمرهذه الواحة والتي تبعد قرابة الـ800 كيلو متر عن القاهرة، فتتميز الواحة بالتمور والزيتون، عن غيرها من سائر المدن في ربوع مصر، إلا أن خير سيوة لا يتوقف، فكل حقبة يتكشف خير جديد، وهو ما قد كان مع "كنز الملح"، والذي تم الكشف عنه خلال السنوات القليلة الماضية، وأيضًا يمتاز ملح سيوة عن غيره لاستخداماته الكثيرة بخلاف الاستخدام التقليدي للملح في الطعام.

4 بحيرات على مساحة 11 الف فدان

قال أحمد عمار، أحد المشرفين على أحد محاجر الملح، إنه يوجد بسيوة 4 بحيرات على مساحة 11 ألف فدان لاستخراج الملح، وهذه البحيرات في الأساس هي بحيرات للصرف الزراعي والتي امتلأت بالملح عند جفاف المياه منها، واعتاد الأهالي بسيوة قبل العيد الكبير الذهاب إلى البحيرات، للحصول على كتل من الملح لتخزينها في المنزل، وهو عرف متبع لدى كل بيت سيوي، وأهل سيوة لا يشترون الملح، وفي الماضي وقبل دخول عصر الثلاجات، كان يتم تقطيع لحوم الأضاحي وتعلق في غرفة محاطة بالملح لحفظ اللحوم.

إنتاج 15 الف طن يوميًا

بعد 2012، وفقًا لعمار، تم اكتشاف محاجر أو بحيرات الملح، والحفر يتم على عمق ما بين 3 إلى 5 أمتار، وقّدر الإنتاج اليومي من الملح بـ1500 طن، وكل بحيرة من الـ4 بحيرات مقسمة لعدد كبير من المساحات الصغيرة والمؤجرة لعدد من أبناء سيوة أوالشركات الصغيرة للحفر.

وعن كيفية تخصيص قطعة للحفر بها بمحاجر الملح، أفاد بأن إدرة المحاجر تعطي تصاريح بخروج الملح، نظير إيجار لفترات وبدون تمليك، موضحًا أن القطاع الغربي بسيوة يخرج الملح في صورة كتل كبيرة، بينما القطاع الشرقي يخرجه في صورة ملح عادي.

الملح يدخل في مئات الصناعات

وعبر عمار عن حزنه، كون الملح المستخرج من قبل الأفراد أو الشركات يتم تصديره لأوربا "خام"، وذلك لكون الملح يدخل في مئات الصناعات، لكن في سيوة يستخدم لتصنيع الأباجورات والانتيكات، وما دون ذلك فمصيره التصدير، ولفت إلى إحياء للأمل في الاستفادة من الملح الخام، بدخول القوات المسلحة على الخط، وتشييد مصنع مخصص للصناعات وتعظيم القيمة من الملح المستخرج من المحاجر، معتبرًا أن هذا المصنع لا يكفي، وصناعة الملح تحتاج الكثير والكثير، ولكنه ثمن من خطوة القوات المسلحة، كبداية.

"فوائده سحرية على الجسم.. ويعالج الصدفية والأمراض الجلدية وحب الشباب"، كان هذا تأكيد عمران عن الفائدة العلاجية، جراء" الغطس" في بحيرات الملح، قائلاً: "3 أيام غطس في بحيرة الملح لمدة ¾ ساعة يوميًا.. تشفي أي واحد مريض بأمراض جلدية"، موضحًا أن محاجر الملح يقصدها عددًا من المواطنين للشفاء من الأمراض الجلدية، حيث أن الملح الخام والذي يغمر ماء البحيرات يعد "حمام سباحة" يغلب عليه اللون المائل للأخضر، وهو ما أرجعه عمران لشدة وكثافة الملح.

الجسم يطفو على سطح الماء بشكل غير مألوف

وبعد أكثر من ساعتين من الانتظار، حضر أحد المواطنين للغطس بأحد البحيرات التي تبعد قرابة الـ200 متر عن البحيرة التي يشرف عليها أحمد عمران، والتقته "التحرير" عقب، خروجه من البحيرة، وكان يطفو على سطح الماء بشكل غير مألوف.

وبمجرد أن نظر الرجل إلينا، خرج من البحيرة، وتحدث معنا بعد معرفة هويتنا، وقال إنه ياسر بديوي، من أبناء سيوة، ولديه "حبوب" في جسده، فضلًا عن كونه يعاني من بعض الفطيرات، وهو ما كان دافعه للغطس بمحاجر الملح نص ساعة، للشفاء، لافتًا إلى أنه بعد خروجه "ينشف جيدًا" من الملح، ويذهب للاستحمام بمنزله.

الحبوب بتقع تاني يوم لوحدها

وعن عدد مرات حضوره للشفاء، كيفما يرجو، قال: "خلاص كده.. ولو فيه حبوب لسه.. مرة كمان بالكتير.. والحبوب بتقع تاني يوم لوحدها"، مؤكدًا أن هذه ليست المرة الأولى للعلاج من الأمراض الجلدية بمحاجر الملح، ولكن هذا الأمر يعلمه ويتداوى به أهالي سيوة للعلاج من الأمراض الجلدية بالمجان، بخلاف حضور من هم من خارج سيوة للعلاج.

​كتلة الملح أعلى من كتلة الإنسان

وجه "بديوي"، بعض النصائح لمن يرغب في نزول بحر الملح، بأنه عند خفض رأسه في بحر الملح، فممنوع نهائيًا عليه فتح أعينه، لانه قد يحتاج لساعات لفتح أعينه مرة أخرى لأن مياه المالح تفوق مياه البحر العادي بعشرات المرات من حيث شدة تأثير الملح، وعن السبب في أن يطفو جسده على المياه بشكل غير مألوف، فأرجع هذا الآمر كون كتلة الملح أعلى من كتلة الإنسان والتي تطفو به بهذا الشكل، وهو عكس ما يحدث من المواطنين في السباحة بالبحر العادي أو حمامات السباحة.

لم يقتصر بنا الحال في سيوة لمعرفة استخدامات الملح في الشفاء من الأمراض الجلدية والتصدير فقط، بل انتقلنا لاكتشاف جديد للملح، عبر ورشة تصنيع مصابيح الملح، كما يطلق عليها أهالي سيوة، والتي يحاط بها كتل الملح من كل جانب، والتقينا عيسى عبدالله موسى، صاحب ورشة تصنيع مصابيح الملح، والذي قال في البداية "إن الملح المخصص لتصنيع المصابيح يتم استخراجه من بحيرة بغرب سيوة، وهي بحيرة دهيبة، عن طريق استخدام (العتلة)، ونقل الكتل الملحية بعد استخراجها إلى الورش بـ (الكارو)".

وعن الوقت المحدد لاستخراج الملح المخصص لتصنيع المصابيح، "طول السنة"، كان تأكيد موسى عن أوقات استخراج الملح من بحيرة "دهيبة"، واستكمل حديثه بأن الآمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل يتم ترك الكتل الملحية لمدة 40 يومًا لتجف وتصبح صالحة للاستخدام.

أباجورة الملح لعلاج الامراض التنفسية

وعدّد "موسى" من استخدامه للملح في تصنيع أشكال وطرازات مختلفة، والتي تتنوع ما بين "سراير من الملح بالفنادق مثل فندق جعفر بسيوة والمكونة جميع الأسرة به من الملح، ومصابيح ملحية، وأباجورات، وقوالب طوب، وبناء الكهوف الملحية"، كما لفت إلى الفوائد الصحية لاستخدام الملح في الإضاءة، لاسيما الأباجورات، ففوقًا لحديثه والذي يؤكده بخبرة السنوات في هذا المجال، كونه يعمل بهذه المهنة منذ عام 2005، فأن الملح في الأباجورات يشفي من أمراض "الربو، والأمراض التنفسية، والأمراض الجلدية، والإرهاق".

كغيرها من باقي المهن، التي تعتمد على جذب نوع معين من الزبائن، سواء داخل أو خارج مصر، ترحّم صاحب ورشة تصنيع مصابيح الملح على أيام ما قبل ثورة الـ 25 من يناير، لأن الشغل كان "كويس جدًا" على حد قوله، بينما الآن فحدث ولا حرج، فالطلب على المنتجات في أفضل حالاته لا يتعدى الـ60%.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل