المحتوى الرئيسى

بريطانيا.. الدولة المفضلة لأبناء البحيرة

09/09 21:00

واشتهرت محافظة البحيرة برحلات الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا وأيضا بتصدير شبابها للخارج، ويأتي ذلك نظرًا لبعدها عن أنظار الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافى المتميز على ساحل البحر التوسط وقربها من الدول الأوروبية، وفى مقدمتها إيطاليا وبريطانيا وتعد قرى «العيون» بمركز إيتاى البارود وكوم زمان بركز الدلنجات وشابور وكفر مجاهد بمركز كوم حمادة من أشهر القرى بمحافظة البحيرة المصدرة لأبنائها للهجرة غير الشرعية لدول إيطاليا واليونان وبريطانيا لتحقيق الثراء السريع وقد اكتسبت قرية كوم زمران شهرة واسعة على مستوى المحافظة، بل ذاع صيتها على مستوى المحافظات المعروف عنها سفر أبنائها بطرق غير شرعية ويرجع ذلك لعدة أسباب يعرفها الدانى والقاصى ويغفلها المسئولون وهى الفقر الشديد الذى تعيشه أسر هؤلاء الشباب، فيزداد حلمهم للسفر وبالذات عندما ينجح شباب القرية فى السفر والنجاح فى الخارج وتحقيق الثراء من وراء هذا السفر ورغم أن أهالى الشباب يعلمون أن أولادهم قد فقدوا حياتهم بسبب هذه المغامرة، فإن الفقر يجعلهم لا يتوقفون كثيراً مرددين مقولة: «هى موتة واحدة ما تفرقش».

البعض يرى أن سفر هؤلاء الشباب للخارج بهذه الطريقة يفقدهم الانتماء لوطنهم ويصبحون خطراً على الأمن القومى، فهناك من سافر وفشل فى الحصول على فرصة عمل وكان فى انتظار الموت أو الانضمام للجماعات الإرهابية والمقاتلة فى صفوفها والكارثة التى قد لا يعلمها الكثيرون أن بريطانيا أصبحت أكبر مأوى لشباب البحيرة وبالذات أبناء الجماعة الإرهابية الذين ما زالوا يعيشون بمصر ولذلك يقومون بتسفير أولادهم عن طريق البحر ويكون فى انتظارهم قيادات الجماعة التى تقوم بتوفير الملاذ الآمن للشباب والأطفال الذين يتم تسفيرهم فى سن 15 عاماً وذلك ليتم تجهيزهم بالعلم والمال ضمن صفوف جديدة فى المستقبل فى محاربة الدولة المصرية وهناك كثير من الطرق التى يتم سفر الأطفال والشباب لدول أوروبا عن طريق السياحة وكسر الفيزا والعمل هناك فى مزارع العنب والمزارع السمكية وكذلك مجال المعمار، حيث لجأ الشباب للطرق غير الشرعية للهجرة عن طريق البحر فى بداية عام 2000، وبالاتفاق مع سماسرة الهجرة لتسفيرهم مقابل الحصول على مبلغ مالى يصل إلى 50 ألف جنيه يقوم الشاب بدفع جزء منه والتوقيع على إيصالات أمانة هو وأسرته ويقوم بتسديدها فور وصوله إلى دول أوروبا وتعد مدينتا رشيد وإدكو من أهم المدن التى استخدمها سماسرة الهجرة غير الشرعية فى تسفير المهاجرين عبر ساحل البحر المتوسط بعيداً عن أعين رجال حرس الحدود عن طريق تخزين المهاجرين بالقرى والمناطق المجاورة للبحر انتظاراً لميعاد الرحلة ووصول المركب لنقلهم على مسافة 10 كيلومترات فى عرض البحر.

وتعد قرية برج رشيد بمحافظة البحيرة إحدى أهم المناطق لانطلاق رحلات الهجرة غير الشرعية فى السنوات الماضية نظراً لوجودها على ساحل البحر المتوسط بالإضافة لعمل جميع مواطنيها بمهنة الصيد وقربها من بوغاز رشيد حيث يتم تخزين المهاجرين بالمناطق والمزارع القريبة من ساحل البحر المتوسط لتسهيل انتقالهم عبر مراكب الصيد الصغيرة للوصول إلى المركب المخصص للرحلة فى عرض البحر عن طريق نقلهم على مراحل متتالية حتى لا يلاحقهم رجال حرس الحدود.

ويقول جمال بلال المحامى: إن السبب فى تزايد هذه الظاهرة الخطيرة هو غلاء المعيشة وفقد الثقة بين الشباب فى إصلاح الأمور بالدولة وعدم وجود فرصة عمل حقيقية بالدولة والتفكير العقيم لمؤسسات الدولة فى مساعدة الشباب لإقامة المشاريع مقارنة عند سفره فى الخارج، فالشاب إذا أراد إقامة مشروع بالخارج، فلا يصدم بالروتين الذى يجده هنا، فلا ضرائب ولا وحدات محلية فاسدة، بل توفر له الحكومات الأوروبية المكان المناسب وتخلق له فرصة تعليم إن كان صغيراً وكذا فرصة عمل، ولكن عندنا نجد أن المؤسسات الحكومية تكون الطريق إلى الفشل، فمثلًا إذا أراد شاب أن يحصل على قرض لإقامة مشروع، فعليه إحضار الضامن، بالإضافة إلى تقديم ضمانات أخرى تصل إلى المنزل الذى يقيم فيه، وناهيك عن كمية الأوراق التى تطلب منه من تأمينات وضرائب ورخص وخلافه من الأوراق التى تجعله يفضل الانتحار حتى ولو عن طريق السفر للخارج بطريق غير مشروع ويكون فى نهاية حياته، فإذا نجح فى الوصول إلى إحدى الدول يكون فى انتظاره، إما فرصة العمل أو إحدى الجماعات التى تصدر الإرهاب لنا بأيدى أبنائنا وهناك من الأسباب التى أدت إلى استحالة حل هذه الكارثة وهى سفر أبنائنا هى انتشار الفساد وسرقة المال العام على حساب الشباب والشعب المصرى الفقير، خاصة مع تزايد أعداد الخريجين، وعدم وجود استثمارات جديدة وبيع القطاع العام ومسلسل السلب والنهب المنظم الذى كان يرتكبه النظام السابق ورموزه، وما زال مستمرًا حتى الآن ولا عجب فى اندفاع هؤلاء الشباب نحو الموت والانتحار لأن الحياة لديهم أصبحت تتساوى مع الموت، فلا فرق، خاصة مع تردى الأحوال الاقتصادية والمادية والاجتماعية فى مصر عامة وبعض المحافظات الفقيرة خاصة، مثل المنوفية التى تعد من أفقر محافظات مصر ويهاجر عشرات الآلاف من أبنائها إلى إيطاليا وفرنسا وبريطانيا بصفة خاصة، وإلى أوروبا عامة هربًا من الفقر وبحثًا عن الحياة الكريمة والآدمية بالخارج، وقد التقت الوفد ببعض الأهالى والشباب الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفًا على أبنائهم المسافرين بالخارج والذين يريدون سفرهم ليلحقوا بذويهم لتحقيق الرفاهية وحلم الثراء السريع.

يقول الحاج محمد. ع. ب، 63 سنة: عندى من الأبناء خمسة، منهم من حصل على مؤهل عال وآخر متوسط وآخر لم يحصل على أى مؤهل، كيف لى أنفق عليهم ولا يوجد عمل أو أى مشروع ينفقون منه، الأرض أصبحت لا تؤتى ثمارها، فأنا أملك 10 قراريط ماذا أفعل بها مع غلاء الأسعار، وإذا اقترضت كم أقترض، فكان الحل هو سفر أبنائى للخارج يعنى هى إيه (موتة واحدة وعيشة واحدة) بس نعيش بكرامة ونلاقى لقمة وهدمة نضيفة. ويشير الحاج محمد: سفرت اثنين وهسفر الباقى يشوفوا حالهم خلاص أنا كفاية على كده اللى يعيش يعيش واللى يموت يموت.

ويضيف أ. محمد. ع. ب: أشقائى بدولة إيطاليا وأنتظر بفارغ الصبر السفر لهم، إما أن أعيش حياة كريمة وإما أن يبتلعنى البحر.

ويقول جورج سعد: هناك من الأسباب التى تجعلنا نحلم بالسفر للخارج وبها نفقد الانتماء لبلدنا وهى عدم توزيع الفرص بين الشباب فى الوظائف وخير دليل الكل يعرفه وهى زرع فكرة توريث الآباء لأبنائهم فى الوظائف التى كانوا يعملون بها، فابن الموظف يصبح مكان أبيه موظفاً وخير مثال وزارة العدل والكهرباء والتأمينات والوحدات المحلية والداخلية فكيف لابن المواطن العادى العيش فى دولة تفرق بين أبنائها. فى الدستور المساواة شىء، والواقع الذى نعيشه شىء آخر.

ويقول محمد رمضان: أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاماً، حصلت على دبلوم تجارة، ساند أحد أعضاء مجلس الشعب بالمركز لأنه وعدنى بفرصة عمل لأننى «حفيت» عشان أشتغل، نجح ونكث بعهده الله عليك لو أنت مكانى هتعمل إيه وجالك واحد وقالك هتسافر بره أنا أعرف أشخاصاً ينتمون لجماعة الإخوان يقومون بتسفير أبنائهم فى سن 15 سنة وينتظرهم هناك أشخاص ويوفرون لهم الملاذ الآمن ومن تعليم ومصاريف دراسة وعائلات ولو كانت سنى صغيرة والله كنت عملت زى ما الناس بتعمل كتير، وسافرت إلى إحدى العائلات التى تطلب تبنى الأطفال وبالذات فى سن 15 عاماً.

ويشير الحاج شعبان الشرقاوى، إلى أن قرى شابور وكوم زمران والعيون تعتبر فى خط واحد ويكون الفرصة الأكبر للسفر لقربها من مدينتى رشيد وكفر الشيخ، وهناك أسر تبيع أولادها الصغار وهم فى بطون أمهاتهم وتأتى لهم دعوات، بل هناك من يقوم بإثبات الولادة فى البلاد الأوروبية التى يريد السفر إليها بمساندة بعض الأسر الأوروبية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل