"هاني ".. ثاني ثلاثة جمعهم حلم العمل وفرقهم الموت في صحراء ليبيا

اتشحت قرية الأنصار التابعة لمركز القوصية، بالسواد حزنا على فقدان ثاني أبنائها خلال 3 أشهر في الهجرة غير الشرعية، بعد أن أعلنت السلطات الليبية العثور على رفات هاني مصطفى عبدالحميد ، البالغ من العمر 23 سنة، والذي كان يعمل فني كهرباء بالقرية ضمن 13 مصريا عثر على جثثهم في صحراء ليبيا.

ورغم عدم إبلاغ والدته بالخبر المشؤوم، إلا أن أهل "هاني" قد علا وجوههم الحزن، فالشاب العشريني الذي قرر فور انتهائه من الخدمة العسكرية السفر إلى ليبيا كسائر أقرانه بالقرية، ولم يتعب كثيرا في البحث عن طريقة للسفر، حيث إن سماسرة الاتجار بالبشر يجوبون الشوارع ويعلمهم القاصي والداني.

جمع "هاني" ما يلزمه من أوراق للسفر ومعه "مؤمن" ابن عمه، وشاب آخر اسمه "أحمد"، غاب الجميع لشهور وانقطعت أخبارهم، حتى جاء خبر العثور على جثة "أحمد" لينزل كالصاعقة على الأسرتين الأخرتين التي اعتبرت ابنيهما في عداد المفقودين.

يقول عبدالغفار أحمد، من أقارب "هاني"، إن الأمل كان يتجدد بين الحين واﻵخر بورود معلومات من أقاربهم المتواجدين بليبيا ومنهم الأخ الشقيق لمؤمن الشاب الذي رافق هاني في رحلته، عن حبس ابنهم وتواتر رواية أخرى تفيد باحتجازه لدى إحدى العصابات لطلب الفدية، إلا أن تلك اﻵمال تبددت بعد إعلان العثور على جثمانه، ليبقى مؤمن ثالث الثلاثة مفقودا.

يقول أحمد الأنصاري، من سكان القرية، أن هاني هو أصغر إخوته الأربعة، فأخوه الأكبر توفاه الله منذ 5 سنوات، ووالده يعمل في الزراعة، والمنطقة التي يعيش فيها تعد من أفقر المناطق بالقرية ، وأسرته بسيطة جدا، كما أن القرية تصنف ضمن القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية إلى ليبيا، دون أن يسترعي ذلك اهتمام المسؤولين بوزارة القوى العاملة.