المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| حوار لـ"خيري شلبي": لم أهتم بـ"نوبل" وسيدة الغناء عندي ليست أم كلثوم

09/09 16:02

يطل صوته الذي تقتُر منه شيخوخة تتوارى أمام شباب حديثه، يحكي عن قلمه الذي نقل مشاعر كل المصريين وعبر عن آلامهم قبل احلامهم، ويستعيد ذكريات طولة لا تعرف السكون، ويتحدث عن علاقة مع أديب عشقه وتبادل معه الحب، لتبقى تجربة الأديب "خيري شلبي" كاشفة لحياة مصري عرف جيدا كيف يتحدث عن رفقائه من أبناء أمته.

لم يرتضٍ الكاتب الكبير خيري شلبي بعدة ألقاب تُليت على مسامعه من قبيل "مؤرخ المهمشين" و"صاحب الوتد" وـ"صانع الدهشة"، ليستعيض عن كل ذلك بلقب "الكاتب المبدع"، لأنه كتب عن المهمشين وحكا عن الريف المصري ونقل صخب المدينة وتحدث عن الحياة المصرية بكافة مظاهرها الاجتماعية والسياسية والفكرية والفولكلورية.

العلاقة بين الأديب العالمي نجيب محفوظ والكاتب الكبير خيري شلبي كان لها طابع خاص، فالأخير قال عن صاحب "نوبل"، في حوار إذاعي نادر، إنه سيظل مؤثرا في الرواية العربية لفترة طويلة، فهو لم يترك شاردة ولا واردة في الشكل الفني للرواية إلا وجربه، ولم يترخ صغيرة ولا كبيرة في تاريخ مصر الاجتماعي غلا وغطاها بفن مليء بالحياة والصدق والقدرة على اكتشاف الجوهر السليم لها، ليرد عليه "محفوظ" بعبارة تعكس مدى تقديره لأدبه قائلا: "كيف أكتب عن القرية ولدينا خيري شلبي".

عالم "عم خيري"، شكله تنقله بين مهن مختلفة لا يخجل أن يذكرها على رؤوس الأشهاد، فقد اشتغل، في صباه، نجارا وتعلم حرفة "الحدادة" وكان مكوجيا قبل أن يكون بائعا سرّيحا، غير أنه لم يصمد في أي من تلك المهن طويلا، عدا مهنة "الخيّاط" التي قضى فيها شطرا طويلا من طفولته، ليطّلع، من كل ذلك، على حقيقة الشعب المصري وكشفت له المخفي من أسراره، فضلا عن احتكاكه بطبقة "الأنفار الزراعيين" وعمال التراحيل التي كانت سببا في تعلقه بـ"الفولكلور المصري" والقراءة فيه.

لم يفرح الأديب خيري شلبي، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله الرابعة، بترشيحه من قبل إحدى المؤسسات الثقافية الكندية للحصول على جائزة نوبل في الأدب، لاعتقاده في أن المشوار لا يزال طويلا بالنسبة له ولكثير من أدباء جيله لكون تلك الجائزة ليست سهلة إلى هذا الحد، ولم يحصل عليها سوى نجيب محفوظ الذي اعتبره "شلبي" صاحب موقف ريادي وإنتاج ضخم يقارن بأكبر كتّاب العالم، فضلا عن أن "نوبل" باتت موظفة لخدمة السياسة الأمريكية لحضصول بعض الكتاب عليها دون جدارة بها، من أمثال الأديب التركي "أورخان باموق" الذي يعكس حصول بعض الكتّاب عليها لمجرد تغطية مسائل سياسية أو الدخول في توازنات لا ينبغي دخول جائزة نوبل فيها.

رحلة طويلة قضاها "خيري شلبي" مع كتابة السيناريو إبان ظهور التليفزيون، وشارك في الكتابة الدرامية لبرنامج "حياتي" التليفزيوني، وكتب قصصا لما يعادل 1000 مسلسلا إذاعيا من إخراج إسلام فارس وعادل جلال وأمين بسيوني، غير أنه رأى، مبكرا، أن كتابة السيناريو ليس طريقه المحبب، لأنه مرتبط بشركاء كثيرين منهم المخرج والممثل الذي يطالبه، أحيانا، بتغيير الحوار ليتمكن من إلقائه، بعكس الرواية التي يعيد من خلالها بناء العالم من جديد.

"سيدة الغناء عندي هي فيروز"، رد قاطع للأديب خيري شلبي على سؤال حول المغني الذي يحب الاستماع إليه، ولا مانع من أن يحب "أم كلثوم القديمة" التي غنت من ألحان "زكريا أحمد" وـ"السنباطي" قبل أن تتحول لمؤسسة ذات نفوذ كبير، ويعشق "العندليب" لاعتباره أنه ممثل مطربي جيله، ويهوى حنان صوت "صباح" بنغمات بليغ حمدي ومحمود الشريف.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل