قواعد حديثة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم

حينما يبدأ الحديث عن ارتفاع ضغط الدم تظل هناك ثوابت معروفة للجميع منذ أمد طويل: ضغط الدم الطبيعى للإنسان العادى يدور حول رقمين ١٢٠/٨٠. مائة وعشرون هو الرقم الذى يعبر عن قيمة الضغط فى الشرايين عند انقباض عضلة القلب أما الثمانون فهو الرقم المقابل عند انبساطها. الحقيقة الثانية أن علاج ارتفاع ضغط الدم يستوجب علاجا مدى الحياة بمعنى أن الإنسان إذا ما بدأ يتعاطى الأدوية فإنه سيستمر عليها بقية حياته دونما انقطاع. فهل تظل تلك ثوابت علمية لا تتغير؟

الواقع أن تراكم الخبرات ومرور الزمن قد يحدث فى الأمر أمرا.

يدور الحديث الآن فى الأوساط العلمية عن ضرورة مراجعة تلك الأرقام للوقوف على حقائق ربما اعتبرناها جديدة نتيجة العديد من الأبحاث التى تستمر لفترات طويلة وتجرى على أعداد أكبر من البشر.

فى ظل تلك الملاحظات العلمية قد تتغير بعض تلك الثوابت كالتالى:

• أصبح الاعتقاد أميل إلى أن الإنسان الطبيعى يمكن أن يسجل ضغطه أرقام ١٤٠/٩٠ دون أن يضطر للعلاج اعتبارا بأنه مريض بارتفاع الضغط بينما يجب على مريض السكر أو أمراض الكلى المزمنة أن يحتفظ بأرقام ضغط الدم لديه ١٣٠/٨٠ نظرا لأنه أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين أكثر من غيره.

•  أصبح الاعتقاد أن كبر السن قد تقبل معه أرقام مختلفة للضغط: بعد الستين تقبل أرقام ١٥٠/٩٠ على أنها قياسات طبيعية للضغط لكن يظل مريض السكر مطالب بقياسات أقل.

•  تظل هناك دراسة مهمة نشرتها الدورية العلمية British Medicol Journor عام ٢٠١٤ تشير إلى أن علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية لا يسجل نجاحا حقيقيا إلا بعد أن يصل القياس إلى أعلى من ١٦٠.

•  ما الذى يجب أن يفعله الإنسان إذن قبل الإقدام على تناول أدوية سيظل يعانى من وطأتها لسنوات؟

١ــ يجب التأكد من دقة التشخيص أولا فضغط الشرايين يختلف مع كل دفقة للدم عند انقباض عضلة القلب من البطين الأيسر إلى شريان الأورطى. استخدام طريقة قياس ضغط الدم على مدار ٢٤ ــ ٤٨ ساعة هى بلاشك الأكثر دقة فى تحديد التغيرات التى حدثت فى قياسات ضغط الدم تحت ظروف مختلفة فالمعروف أن قياسات ضغط الدم تختلف مع الانفعال والضغوط النفسية وأنها فى الصباح الباكر عند الاستيقاظ غيرها بعد الخروج من الحمام وتناول الإفطار. هى أيضا مختلفة بعد التدخين. كما أن هناك نسبة لا يستهان بها من البشر العاديين يعانون من ظاهرة البالطو الأبيض أو ارتفاع ضغط الدم بما قد يصل إلى ارتفاع ١٠ من قياس ضغط الدم السيستولى لمجرد الوجود فى عيادة طبيب أو مستشفى إعادة قياس الضغط أيضا فى ظروف مختلفة مفيد لذا يجب أن تفكر فى اقتناء جهاز جيد لقياس الضغط فى المنزل. أيضا أن تتعلم جيدا قياسه فى ظروف صحية وأوقات مواتية وأن تراعى الشروط الواجبة كأن تكون جالسا بصورة مريحة لك وأن تحكم وضع لفافة الجهاز حول ذراعك وأن يبدو ذراعك مستندا إلى وسادة أو ذراع كرسى تجلس عليه فى مستوى القلب تقريبا.

من الأفضل أيضا أن تسجل قياسات ضغطك وأنت لا تعانى من أى ضغط: يحسن ألا تكون مصابا بالإمساك وألا تقيس ضغطك قبل زيارة الحمام صباحا وأن تنتظر على الأقل نصف الساعة بعد تدخين سيجارة قبل أن تعمد لقياس الضغط.

٢ــ ابدأ بمراجعة أسلوب حياتك قبل أن تقرر مع طبيبك البدء فى تناول علاج للضغط متى لم يكن القياس بالفعل يشير إلى ارتفاع يمثل خطرا جسيما إذا لم يعالج.

هناك بعض الأطباء من الحكماء يلجئون على مدى ستة أشهر قبل قرار العلاج بالأدوية إلى مراجعة نمط حياة الإنسان لإعادة ترتيب الأوراق:

طعام يحتوى نسبة أقل من ملح الطعام بنسب متوازنة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الجيدة. الكثير من الخضراوات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة (مثل العيش البلدى بالردة وأنواع سيريال الإفطار الغنية بالألياف والمضاف إليها أحيانا بعض من الكالسيوم والفيتامينات) منتجات الألبان قليلة الدسم. واستخدام الزيوت الجيد مثل زيت الزيتون والذرة والكانولا. الأسماك يجب أن تأتى قبل اللحوم والدواجن.