المحتوى الرئيسى

ماذا جنت قطر من ارتمائها فى أحضان إيران؟ - برلمانى

09/09 10:00

أدت علاقات قطر المتنامية مع إيران فى الأيام المائة الماضية إلى خسائر ليس لها حدود على المستوى الاستراتيجى لقطر، فى الوقت الذى يرى فيه صناع القرار بطهران أن الدوحة ليست سوى ورقة للتحقيق مكاسب بعيدة المدى فى المنطقة العربية، وقبل أزمة قطر مع جيرانها العرب لم يكن يتوقع أكثر الإيرانيين تفاؤلا أن يكون للحرس الثورى جنودًا على أراضٍ خليجية بفضل قطر، فسياسة الإمارة جعلت الأمر سهلاً ومتاحًا وتمادت فى أزمتها بأن سلمت الإيرانيين مفاتيح الإمارة.. ويستعرض التقرير أبرز الخسائر التى تكبدتها قطر من علاقاتها الإيرانية.

عايرت إيران قطر، وطالبتها برد الجميل فى أقرب وقت لأنها فتحت أجواءها الجوية أمام طيرانها فى الوقت الذى أغلقت فيه كل الدول العربية مجالاتها الجوية فى مواجهة طائرات الدوحة.

وفى يوم الثلاثاء 4 يوليو  طالب مسئول إيرانى كبير الدوحة بحفظ الجميل وتذكر دائما أن إيران فتحت أجواءها الجوية أمام الطيران القطرى من دون مقابل مادى رغم الثروة الطائلة التى تتمتع بها الإمارة الخليجية التى تعد أضخم منتج ومصدر للغاز الطبيعى المسال فى العالم، والتى يبلغ احتياطيها النقدى بالإضافة إلى رؤوس الأموال قرب التريليون دولار.

وقال رحمت إله مه أبادى، المدير التنفيذى للمطارات والملاحة الجوية الإيرانية، إن على إيران تذكير الدوحة بضرورة حفظ الجميل لفتح أجوائها أمام قطر، بعد يوم الخامس من يونيو الماضى إذ قررت مجموعة من الدول العربية مطالبة قطر بالكف عن تمويلها الإرهاب ونشر العنف فى الإقليم.

وتابع علی عابدزاده فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية "إيسنا" أن للطیران التجاری والمدنی فی العالم یمر عبر منظمة إیكاو التابعة للأمم المتحدة، مدعيا أن المنظمة طالبت إیران بالتعاون مع دولة قطر بعد الحظر الجوی الذی فرض علیها من جانب الدول العربیة.

ما إن أعلنت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر بيانها الشهير على خلفية سلوك الدوحة الداعم للجماعات المتطرفة، إلا وسارعت قطر بطلب البضائع الإيرانية تحت ذريعة حاجتها للغذاء، لكن تنظيم الحمدين (مصطلح يشار به إلى والد الأمير تميم حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق) كان يستهدف إقناع العرب بأن قطر لا حاجة لها بمحيطيها العربى والخليجى.

وبالرغم من التحذيرات المتتالية التى أدلى بها أطباء وخبراء تغذية حول عدم صلاحية أغلب المنتجات الإيرانية التى تصدرها طهران إلى الدول العربية، إلا إن السلطات القطرية وعلى رأسها الأمير تميم بن حمد آل ثانى، أصرت على مواصلة استيراد البضائع من إيران لتعويض النقص الحاد الذى تعرضت له الإمارة بعد الأزمة العربية على خلفية المطالبة بوقف الإرهاب الممول من الدوحة.

وفى يوم الأربعاء 30 أغسطس أعدم النظام القطرى 10 أطنان من الخضروات والفاكهة الفاسدة التى وردتها إيران إلى قطر، بعد الجسرين البحرى والجوى الذى اتفقت طهران والدوحة على إقامتهما بين البلدين بعد العاصفة السياسية التى هزت عرش تميم فى الأشهر الأخيرة.

وأتلفت السلطات القطرية أطنانا من الخضر والفاكهة الإيرانية فى الدوحة بعد الكشف عن عينات عشوائية وارتفاع المواد الكيماوية بها بشكل كبير، بعد تحذيرات متعددة من أن المنتجات الإيرانية بها مواد مسرطنة.

فى يوم الاثنين 3 يوليو أى بعد نحو شهر من اندلاع الأزمة القطرية ـ العربية وقعت مجموعة "توتال" الفرنسية التى تقود كونسورتيوم مع شركة "سى إن بى سى أى" الصينية اتفاقا، بقيمة 4,8 مليارات دولار لتطوير حقل بارس الجنوبى للغاز فى إيران، لتكون بذلك أول شركة غربية فى هذا القطاع تعود إلى ايران بعد توقيع الاتفاق النووى الذى تم التوصل إلى صيغته الناهئية نهار الرابع عشر من يوليو 2015.

Comments

عاجل