المحتوى الرئيسى

السقف الواطى | المصري اليوم

09/09 07:16

مازال الناس بالرغم من وجود هموم بحجم الجبال يتابعون مباريات التصفيات المؤدية إلى مونديال موسكو فى صيف 2018. هذه الحالة من الشغف والترقب ليست جديدة.. عشناها عمرنا كله مع كل أجيال اللاعبين ابتداء من جيل صالح سليم وحمادة إمام مروراً بجيل الخطيب وحسن شحاتة وصولاً لجيل محمد صلاح والننى. يعيش الناس الحالة الكروية بكل تفاصيلها ويمنحون أنفسهم للانفعال الشديد ويطلقون العنان للأدرينالين مع كل هجمة ضائعة على مرمى الخصوم أو مع أى هجمة مخيفة على مرمانا. يفعل الناس هذا وهم يعلمون جيداً أننا لن نحقق شيئاً فى كأس العالم لو وصلنا للنهائيات، ويعلمون أيضاً أننا باعتبارنا من فرق المستوى الرابع لن يكون لنا نصيب فى الغالب للصعود إلى الأدوار التالية، وأن القوى الكروية الكبرى قد يفصل بينها فى تحديد المراكز أيها أصاب مرمانا بأهداف أكثر!.. ومع كل هذا فإن الأمل مستمر على مدى الدهر.

قد يكون هذا التعلق عائدا إلى منافسة من نوع آخر لا تقوم بيننا وبين ألمانيا أو البرازيل أو إسبانيا وإيطاليا، وإنما المنافسة هنا قد تكون بيننا وبين القوى الكتيانة التى وصلت مثلنا بدعاء الوالدين، منافسة مع الفرق الآسيوية والأفريقية التى تصدرت مجموعاتها فى التصفيات مثلنا ونالت شرف الوصول للنهائيات. ورغم أننا فى الغالب لن نلتقى مع هذه المنتخبات فى المباريات الثلاث الخاصة بالدور الأول التى سنلعبها إذا ما وصلنا، فكل منها سيكون قابعاً فى مجموعة مع فرق أكبر منه، إلا أن نوع المنافسة المقصودة هو المجد الذى ستزهو به جماهير الفرق الضعيفة على بعضها البعض عندما ينجح أحدها فى التعادل بدون أهداف فى مباراته الأولى، بينما شقيقه فى مجموعة أخرى قد استقبل مرماه نصف دستة أهداف!.. منافسة قوامها مَن منا تلقّى علقة أقل سخونة من الآخر!.. آه والله هذا هو الغرض من الوصول لكأس العالم.. أن تعيّر الجماهير العربية بعضها بعضاً بمن خرج مثخناً بجراح أقل. هذا وقد تقيم الجماهير الأفراح والليالى الملاح لو نجح فريقها فى إحراز هدف فى إحدى المباريات.. هذا الهدف تتم إذاعته لسنوات طويلة متتالية كل ليلة خصوصاً لو تم إحرازه فى مرمى فريق كبير. ولنا أسوة فى هدف مجدى عبدالغنى الذى أحرزه من ضربة جزاء فى مرمى هولندا عام 90. فى هذه البطولة كان فريقنا هو أسوأ فريق بلا منازع، فلم يحاول القيام بهجمة منظمة طيلة ثلاث مباريات لعبها ضد هولندا وأيرلندا ثم إنجلترا، ومع ذلك فإن الهدف الذى أحرزناه من ضربة جزاء مازال يشار إليه بأنه إنجاز عظيم، وكأن ضربات الجزاء تضيع فى العادة لولا لاعبنا الفذ الذى حقق المعجزة وأحرز واحدة!.. هذه واحدة من آيات الوهم التى نعيشها، وهم تصديق الكذبة التى راجت على نطاق واسع أن جول مجدى عبدالغنى هو الجول الوحيد الذى أحرزناه فى المونديال، والحقيقة أن اللاعب المصرى عبدالرحمن فوزى أحرز هدفين فى كأس العالم عام 34 فى مباراتنا ضد المجر التى انتهت بفوز المجر بأربعة أهداف لهدفين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل