المحتوى الرئيسى

أونج سان سوتشي 'الشيطان الأخرس الساكت عن الحق'.. من سجينة سياسية إلى 'جزارة' الروهينجا.. ابنة مؤسس الجيش الحديث.. تسترت على سياسات القمع العسكرية ضد الأقلية المسلمة.. والعالم يطالب بسحب 'نوبل' منها

09/09 05:01

أونج سوتشي ابنة مؤسس جيش ميانمار الحديث

المعارضة التي وصلت إلى سدة الحكم من غياهب السجن

ظلت تحت الإقامة الجبرية طيلة 15 عاما

ترفض إدانة العنف والإبادة العرقية للمسلمين في بلادها

حصلت على جائزة سخاروف لحرية الفكر وجائزة نوبل للسلام و ميدالية الكونجرس الذهبية

تتصدر، أونج سان سوتشي، مستشار الدولة في ميانمار وهو المنصب الذي يعادل رئاسة الوزارء، المشهد السياسي العالمي في الوقت الراهن، وذلك في ظل حملة الإبادة الجماعية التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في ميانمار، وبعد أن أعلنت الأمم المتحدة مؤخرًا فرار عشرات الآلاف منهم إلى بنجلاديش هربًا من المجازر التي ترتكبها حكومتها، والتي رفضت حتى إدانتها بأبسط العبارات، الأمر الذي أثار دعوات بسحب جائزة نوبل للسلام منها والتي حصلت عليها عام 1991.

أونج سان سوتشي، المولودة في 19 يونيو عام 1945، وابنة أحد أبطال الاستقلال في بلادها، الجنرال أونج سان، مؤسس جيش ميانمار الحديث، الذي قام بمفاوضات استقلال البلاد عن المملكة المتحدة، واغتيل خلال العملية الانتقالية نحو الاستقلال في يوليو 1947، درست في مدرسة الميثودية الثانوية الإنجليزية ثم غادرت إلى الهند في مطلع الستينات مع أمها داو خين كيا، التي عينت سفيرة لبلادها في نيو دلهي.

وفي الهند، دخلت سوتشي مدرسة يسوع ومريم وتخرجت بعد ذلك في كلية السيدة شيري رام بمرتبة الشرف في علوم السياسة عام 1964، لتطير إلى المملكة المتحدة وتدرس داخل أعرق الجامعات في العام، جامعة أكسفورد، حيث اختارت دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد بجامعة أكسفورد البريطانية لتتخرج منها عام 1969، وحصلت بعد ذلك على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية من جامعة لندن عام 1985 وتم ترشيحها كزميلة فخرية عام 1990.

بعد التخرج ذهبت سوتشي إلى ولاية نيويورك الأمريكية لتستقر هناك وتعمل لدى الأمم المتحدة كمسئولة ميزانية لمدة ثلاث سنوات وكاتبة يومية للأكاديمي، مايكل أريس، الذي أصبح زوجها عام 1971، وظلت بعدها 10 سنوات تتنقل بين المملكة المتحدة والهند ونيويورك.

وبحلول عام 1988، عادت سوتشي إلى ميانمار وطنها الأصلي، لرعاية والدتها المريضة، إلا أن عاصمة بلادها حينئذ رانجون، كانت تشهد اضطرابات سياسية كبيرة، واندلعت مظاهرات مطالبة باصلاحات ديمقراطية، ومناهضة للحكم العسكري بزعامة الديكتاتور الجنرال تي وين، الذي كان زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم.

دفعت المظاهرات الحاشدة والتي اشتهرت باسم "انتفاضة الثمانية الأربع" أو "8888"، الجنرال تي وين إلى تقديم استقالته من الحزب الحاكم في 23 يوليو 1988، لكنه هدد في خطاب الوداع بأن الجيش سوف يقمع هذه المظاهرات، وهو بالفعل ما حدث وقتل الجيش أكثر من 3 آلاف شخص في مناطق متعددة في البلاد، وذلك في الفترة ما بين 8 إلى 12 أغسطس من نفس العام.

وفي 26 أغسطس 1988، قادت سوتشي نصف مليون مواطن في مظاهرة حاشدة في العاصمة، وفي سبتمبر قام الجيش بانقلاب استولى به على السلطة، لتأسس ستوشي حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، وتصبح الأمين العام للحزب، رغم وضعها تحت الإقامة الجبرية.

وفي مايو 1990، دعا الجيش إلى إجراء انتخابات عامة، وفازت سوتشي وحزبها لتقترب من كرسي رئاسة الوزراء، إلا أن السلطة العسكرية حالت دون ذلك ورفضت تسليم الحكم واستمرت في وضعها تحت الإقامة الجبرية، وتم عرض الإفراج عنها مقابل مغادرتها البلاد ولكنها رفضت، ومع ذلك تم الإفراج عنها في 1995.

حينها لم ترغب سوتشي في الخروج من الأراض البورمية والسفر لبريطانيا لزيارة زوجها المريض خوفًا من منعها من العودة بعد ذلك من قبل المجلس العسكري، إلا أنها تحدت قيود السفر المفروضة عليها ووضعت مجددًا تحت الإقامة الجبرية في سبتمبر عام 2000.

وأطلق سراحها بدون شروط في مايو 2002، الا انها سجنت بعد ذلك بسنة تقريبا، عقب مواجهات بين مناصريها ومجموعات تدعمها الحكومة العسكرية وسمح لها بعد ذلك بالعودة الى منزلها، لتوضع عمليا تحت الاقامة الجبرية مجددا، وظلت هناك حتى الافراج عنها في 13 نوفمبر 2010.

حصلت سوتشي على جائزة سخاروف لحرية الفكر عام 1990، ثم جائزة نوبل للسلام عام 1991 من أجل دعمها للنضال اللاعنفوى، كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية فى مجال حرية الفكر، كما قرر مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع منحها ميدالية الكونجرس الذهبية، وهي أرفع تكريم مدني في الولايات المتحدة، والذي جاء تصديقًا على قرار كان قد اتخذه مجلس النواب.

منذ 2010 بدأت عملية تحول تدريجي في البلاد عندما قرر الجيش تسليم السلطة لحكومة يرأسها الجنرال الإصلاحي ثين سين، ليتولى بعدها حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" الذي تتزعمه سوتشي السلطة، في 2015، ثم في مارس 2016، جاس تين كياو على مقعد الرئاسة 2016 ليقود أول حكومة منتخبة ديموقراطيا بعد عقود من الحكم العسكري، وتم حرمان سو كي دستوريا من خوض انتخابات الرئاسة، لكنها أعلنت على الملأ أن الذي سيتولى منصب الرئاسة سيكون ذراعها.

بدأت سوتشي في إثارة الجدل على الساحة الدولية تزامنًا مع اندلاع أحداث شغب ولاية راخين 2012، وهي سلسلة نزاعات مستمرة بين عرقيتي الراخين ومسلمي الروهنجيا شمال ولاية أراكان في ميانمار، والتي أصبحت فيما بعد أزمة انسانية بعد تجددها عام 2015، واندلاع المجازر الجماعية والاضطهاد الديني والعرقي الذي يرتكبه الجيش وحكومة ميانمار في حق الروهينجا، وهو ما سكتت عنه سوتشي وجعلها عرضة لانتقادات واسعة، خاصة بعدما رفضت، في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية، إدانة العنف ضد الروهيجنا، نافية تعرض مسلمي ميانمار لأي تطهير عرقي، ومؤكدة على أن احتقان الأجواء يرجع إلى "مناخ من الخوف" سببه "شعور العالم بتعاظم قوة المسلمين عالميًا".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل