المحتوى الرئيسى

أمازيغ المغرب يُريدون التواصل مع أمازيغ مصر | المصري اليوم

09/09 02:37

الدكتور موحى الناجى، هو أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها فى جامعة فاس بالمملكة المغربية. ولكن التاريخ الاجتماعى للقارة الأفريقية سيذكره كداعية سِلمى لقضايا أبناء شعبه من الأمازيغ، الذين يعيشون فى بُلدان الشمال الأفريقى، من موريتانيا مروراً بالمغرب على شاطئ الأطلنطى، والجزائر وتونس وليبيا ومصر، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

فمن هم أولئك الأمازيغ الذين يُدافع عنهم موحى الناجى وتلاميذه من الأمازيغ والعرب، وعلى رأسهم حسناء مغربية عربية مُسلمة هى السيدة يُسرا بيطاش، وزوجته العربية الوفية فاطمة صديقى؟

والأمازيغ هم السكان الأصليون فى شمال أفريقيا، وهم الذين وفد عليهم موسى بن نُصير حاملاً راية الإسلام، فصدّقه بعض الأمازيغ ممن كانوا على السواحل، ولكن قاومه بعضهم الآخر، خاصة فى المناطق الجبلية الوعرة. ودامت تلك المُقاومة لما يقرب من عشرين عاماً بقيادة إحدى النساء الأمازيغيات التى أطلق عليها المؤرخون العرب لقب «الكاهنة»، حيث لم تكن ثقافة العرب الصحراوية الذكورية منذ بلقيس ملكة سبأ فى اليمن، أن تحكم امرأة أو تقود الرجال. ولكن هكذا كانت ولاتزال الثقافة الأمازيغية، حيث تجعل للمرأة مكانة مساوية تماماً للرجال، إن لم تكن أفضل قليلاً!

وضمن الحوارات والمناقشات فى الاحتفالية السنوية الثالثة عشرة للثقافة الأمازيغية، ورد ذكر أمازيغ مصر عدة مرات. واتضح أن ثمة ما يقرب من مليون أمازيغى يعيشون فى الواحات المصرية بالصحراء الغربية، يتركز نصفهم تقريباً فى واحة سيوة، أكبر تلك الواحات، والتى ذكرها الكاتب الروائى المُبدع بهاء طاهر، فى رواية بديعة تحوّلت فى شهر رمضان الماضى (يونيو 2017) إلى مسلسل تليفزيونى بعنوان «واحة الغروب»، والتى تعلّم من شاهدوها الكثير عن عادات وتقاليد سُكان تلك الواحة، والتى يبدو أنها أشعلت خيال وحُب استطلاع الكثيرين، منذ قُدماء المصريين. وحينما غزا الإسكندر الأكبر مصر، قُبيل الميلاد بعدة قرون، حرص على زيارة واحة سيوة، ليُشاور آلهتها فيما إذا كان يستمر فى فتوحاته شرقاً إلى بلاد فارس والهند. وقد ترك كل من مرّ بتلك الواحة العجيبة اسماً وأثراً طلباً للخلود. ومن عجائب تلك الواحة وجود ينابيع تتدفق منها مياه دافئة. وقد نتج عن تدفق مياه تلك الينابيع بُحيرة كُبرى، نمت حولها غابات كثيفة من النخيل والزيتون، الذى يُعتبر بلحه وزيته الثروة الرئيسية لسُكان سيوة.

ولأن أمازيغ المغرب الكبير (المملكة المغربية والجزائر وتونس وليبيا) حريصون على التواصل مع بعضهم البعض، وعلى الحِفاظ على تراثهم وأسلوب حياتهم، فإن من حضر منهم المهرجان الدولى للثقافة الأمازيغية سألونى عن إمكانية التواصل مع أشقائهم من أمازيغ مصر فى سيوة.. بل سأل بعضهم عن إمكانية عقد المهرجان السنوى للثقافة الأمازيغية فى واحة سيوة المصرية، فوعدتهم بأن أستطلع الأمر مع من أستطيع التواصل معه من القيادات المحلية السيوية.

فأرجو أن يقرأ السيد اللواء علاء أبوزيد محافظ مرسى مطروح، هذا المقال، وأن يفيدنا بإمكانية تنظيم مهرجان للثقافة الأمازيغية فى واحة سيوة المصرية. وللعلم فإن المهرجان الأمازيغى الذى يُعقد فى المغرب سنوياً يجتذب آلاف السُياح من الأمازيغ الذين يعيشون فى أوروبا والأمريكتين، ونعرض فيه مُنتجات ومصنوعات ومأكولات أمازيغية تعكس ثراء وتنوع الثقافة الأمازيغية الموُغلة فى القِدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل