المحتوى الرئيسى

«سَليم» ولدى.. فى حضرة صاحب أنبياء الله

09/08 22:24

يصعب الحديث عن الراحل الكبير.. أعظم زاهد وأكرم من عرفتهم فى بلاط صاحبة الجلالة.. الأستاذ أحمد بهجت ــ عليه رحمة الله ورضوانه.. دون ذكر (دار الشروق) ومؤسسها الراحل العظيم البشوش المتواضع الذى تشرفت بمعرفته وصحبته مع شخصيات عظيمة وجليلة مثل الأستاذ أحمد بهجت.. الراحل محمد المعلم والد المهندس إبراهيم المعلم الذى أرى فيه نفس سمت والده وكرم أخلاقه وبشاشته وحبه وتفانيه لوطنه، وإصراره رغم العقبات أن تظل دار الشروق منارة فى عالم النشر بمصر والعالم العربى رغم ما يعانيه عالم النشر وتوزيع الكتب فى مصر من صعوبات تكاد تعصف به، وهو ما نلاحظه من خلال تعثر مؤسسات قومية كبرى وتراجع ملحوظ فى طباعة ونشر الكتب سواء كانت سياسية او أدبية أو دينية أو اجتماعية.. رغم الدعم الكبير الذى تقدمه الدولة لتلك المؤسسات.. ورغم ذلك نجد دار الشروق وإبراهيم المعلم حريصًا كل الحرص على طباعة الجديد من إنتاج كبار الكتاب الراحل منهم والحالى، وأيضا على طباعة المتميز من مؤلفات الشباب.. أدعو الله أن تستمر دار الشروق فى أداء رسالة مؤسسها محمد المعلم الذى ثابر ونجح فى النهوض أكثر من مرة رغم ما تعرَّض له من صعوبات.. وأعود لأستاذنا العظيم أحمد بهجت الذى تشرفت فى بداية حياتى ورغم صغر سنى وقتها بأن أكون فى معيته وفى صومعته أو محراب كتاباته، وهى غرفة مكتبه فى منزله الكائن بمصر الجديدة، وكم كانت تبهرنى بساطته فى التعامل مع أصدقائه، رغم تنوّع مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والحياتية، وكم كان حريصًا كل الحرص على الترحيب بهم يوميا، وكم كانوا يحبون بعضهم بإخلاص وود متبادل (ومنهم المهندس إبراهيم المعلم) الذى كان يرحب به الأستاذ ويحتفى به وكم كانت جلساتنا معهم مليئة بالنوادر والفكاهة والثقافة أيضا.. وكان إبراهيم المعلم حريصًا على متابعة ما يكتبه الأستاذ أحمد بهجت من مؤلفات جديدة وحتى منها صندوق الدنيا لتجميعها فى كتاب، وطبعا أشهر ما طبعته دار الشروق له (كتاب أنبياء الله) الذى صدر منه عشرات الطبعات حتى الآن.. وكان الأستاذ أحمد بهجت يخصص جزءا من وقته اليومى أو الليلى ــ إن صدق التعبير ــ لكتابة برنامجه المتميز والإذاعى الأشهر (كلمتين وبس)، وكانت تستغرق منه وقتًا أكبر من مقاله اليومى (صندوق الدنيا)، العلامة المميزة فى الصفحة الثانية بالأهرام، والتى كنا نحرص جميعا على قراءتها يوميا، سواء فى مصر أو فى العالم العربى.

وكان الأستاذ بهجت يحرص على أن تكون مواكبةً للأحداث اليومية وإذا كان بصدد رحلة الحج أو العمرة فى شهر رمضان والتى كان يحرص عليها بشكل كبير (على نفقته الخاصة)، وكان يرفض أى دعوات سواء كانت رسمية أو شخصية (وأشهد على ذلك؛ حيث كان يرفض أداء الحج أو العمرة إلا على نفقته الخاصة سواء بمفرده أو بصحبة المرحومة ثناء فتح الله زوجته وأحد ابنيه خالد ومحمد بهجت، وقد تشرفت بصحبته فى حج وعمرة منذ أكثر من 25 سنة)، هكذا كان حتى وفاته ــ عليه رحمة الله..

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل