المحتوى الرئيسى

هذه الأزمة تهدد بإغلاق 50 ألف مسجد على مستوى الجمهورية

09/08 17:37

في ظاهرة تحدث لأول مرة في «وزارة الأوقاف»، على مدار تاريخها، شهدت العديد من المحافظات غلق المساجد، وخاصة يوم الجمعة؛ لعدم قدرة الوزارة على توفير خطيب لإلقاء «الخطبة»، وإمامة المصلين عقب قرار وقف خطباء المكافأة ومنعهم من إلقاء خطب الجمعة، والاعتماد على الأزهريين.

كما أحال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عددًا كبيرًا من الأئمة إلى عمل إداري بتهمة استغلال «المنابر» في الحديث بـ«الأمور السياسية»، ووفقًا لتقرير وزارة الأوقاف، فإن عدد من تم إحالتهم لـ«عمل إداري»، واستبعادهم من الخطابة، بلغ ما يقرب من 5 آلاف إمام وخطيب، بخلاف خطباء الإخوان المسلمين.

بداية أزمة غلق المساجد كشفت عنها مديرية الأوقاف فى محافظة الشرقية بالإعلان عما تم بالمحافظة من إغلاق 14 من المساجد المقامة فى أماكن مختلفة بالمحافظة، حيث قام الشيخ زكريا الخطيب، باعتباره ممثل وزارة الأوقاف، بإعلان ما قامت به وزارة الأوقاف من تكليف لجنة خاصة تعمل على تقصي الأسباب وراء ما قد تم خلال الأسبوعين الماضيين من إغلاق 14 من المساجد المختلفة بالمحافظة.

وأكد «الخطيب» فى هذا الصدد، أن هذه المساجد تم إغلاقها بسبب عدم وجود أئمة وخطباء من الوزارة فى تلك المساجد، وذلك لإمامة صلاة الجمعة من كل أسبوع، مطالبًا بضرورة تعيين خطباء بصفة رسمية فى هذه المساجد؛ لاستعادة فتح أبوابها أمام المصلين، الكارثة ظهرت أيضًا في محافظة الوادي الجديد، حيث قررت  مديرية الأوقاف غلق عدد كبير من المساجد؛ بسبب إلغاء نظام خطباء المكافأة.

وبلغ عدد المساجد المغلقة في أسبوع واحد، ما يقرب من 5 مساجد في بعض القرى و10 مساجد في قرى ومراكز المحافظة، بسبب عدم وجود أئمة من الأوقاف يقومون بأداء خطبة الجمعة، ورصدت تقارير بمديرية أوقاف «الوادي الجديد» غلق 3 مساجد من إجمالي 6 مساجد بـ«قرية بدخلو» بمركز الداخلة.

وقال الشيخ صلاح فودة، وكيل مديرية الأوقاف بالوادى الجديد، إن عدد الأزهريين المعينين بالمديرية 150 إمامًا وخطيبًا فقط، من بينهم مفتشو مناطق على درجات وظيفية كبيرة موزعين على 550 مسجدًا في ظل اعتماد المديرية على الخطباء من خارج المديرية من غير حملة المؤهلات الأزهرية، والحاصلين على تصاريح بـ«الخطابة»، في المساجد يوم الجمعة؛ لسد العجز الشديد.

المفاجأة كانت داخل وزارة الأوقاف حيث انتفض الدكتور محمد مختار جمعة، ضد الذين كشفوا ظاهرة غلق المساجد، وتم إجبار وكيل أوقاف الشرقية على نفي التقارير الإعلامية التي كشفت غلق المساجد بالمحافظة، نفس الأمر تكرر مع عدد من مديري أوقاف المحافظات، ووفقًا للمعلومات داخل وزارة الأوقاف، فإن الوزير أصدر تعليمات لجميع وكلاء الوزارة بمختلف المحافظات بعدم الحديث نهائيا حول ظاهرة غلق المساجد من عدمه بسبب عدم وجود خطباء لـ«صلاة الجمعة»، على أن يتم تبرير غلق المساجد بأنها مسكنة بأنها «زوايا»، ولا يجوز فيها صلاة الجمعة، أو تبرير الأمر بأسباب أمنية؛ لسيطرة الإخوان والسلفيين على منابر تلك المساجد.

وتشير المعلومات أيضًا، إلى أن غلق المساجد قرار أمني بحت، فالتعليمات الصادرة للوزارة، هي ضرورة قيام أزهري بإلقاء خطبة الجمعة، وخاصة في المساجد الكبرى، وعدم الاستعانة بـ«خطباء المكافأة» بتلك المساجد، كما طالبت التعليمات الأمنية، بإحالة أي إمام مسجد يستغل المنابر في الأمور السياسية، وهو الأمر الذي تسبب في إحالة عدد كبير من الأئمة للعمل الإداري، ما تسبب في قلة عدد الأئمة الأزهريين الذين يحق لهم إلقاء خطبة الجمعة، حيث ذكر تقرير صادر عن وزارة الأوقاف، أن عدد مساجد مصر 115 ألف مسجد وزاوية، وهناك عجز يصل إلى 50% في عدد الأئمة في المساجد، ما يشير إلى حدوث كارثة كبيرة تهدد بغلق ما يقرب من 50 ألف مسجد خلال الفترة المقبلة أثناء صلاة الجمعة لعدم وجود خطيب لإلقاء الخطبة، وأن هناك ما يقرب من 7 آلاف مسجد على مستوى الجمهورية يتم غلقها يوم الجمعة؛ لعدم وجود خطيب لإمامة المصلين، موضحًا أن محافظة الشرقية أكثر محافظات مصر في العجز بعدد المساجد حيث بها 13 ألفا و382 مسجدًا، ويليها البحيرة 9278 مسجدًا، بعدها الدقهلية التي يوجد بها 6705 مساجد، وأقل محافظة في عدد المساجد هي جنوب سيناء، وبها 217 مسجدا.

وأكد أن محافظة القاهرة وحدها فيها أكثر من 6 آلاف مسجد وزاوية، بها عجز، وكشف التقرير عن كارثة كبيرة، وهي لجوء وزارة الأوقاف لخطباء بـ«المكافأة» في حال وجود عجز لديها، إذ يتقاضى درجة الأستاذ الدكتور مبلغ 75 جنيهًا في الخطبة الواحدة، بينما يتقاضى الأستاذ المساعد مبلغ 60 جنيهًا في «الخطبة الواحدة».

أما صاحب المؤهل الحاصل على دراسات شرعية فيتقاضى 40 جنيهًا في الخطبة، بينما مقيم الشعائر يتقاضى 20 جنيهًا.

وأوضح أن بعض «الطلبة الأزاهرة» يؤدون الخطبة بمكافأة تصل إلى 15 جنيها في الخطبة، لكن خريجي مراكز الثقافة الإسلامية التابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يحصلون على 70 جنيهًا للخطبة، بينما المحالون للتقاعد من الأزهر الشريف يتقاضون 200 جنيه في الخطبة.

في السياق ذاته دخلت اللجنة الدينية علي خط الأزمة، وطالب الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وزارة الأوقاف، بزيادة عدد الأئمة والعمال في المساجد، لسد العجز الموجود في عددهم على مستوى الجمهورية.

وقال «العبد»، إن اللجنة أوصت في وقت سابق بزيادة موازنة أجور الأئمة والعمال بالمساجد لزيادة عددهم وسد العجز، مشيرا إلى أن دمياط تعاني عجزا في الأئمة بنحو 1500 إمام.

وتابع «العبد»: «هناك نقص في عدد العمالة والأئمة بمختلف المساجد على مستوى الجمهورية، ويجب زيادة الأعداد، فهناك مساجد لا يوجد فيها إمام ولا عامل، ولابد من تقديم الخدمة اللازمة للمصلين وتوفير مقومات العمل اللازمة لنشر الدعوة الإسلامية.

وأوضح رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن اللجنة تواصلت مع وزارة الأوقاف من قبل لحل مشكلة خطباء المكافأة وإجراء مسابقات لهم، ليتم سد جزء من العجز في الأئمة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل