المحتوى الرئيسى

"الوضع فظيع وغير إنساني بمخيمات المهاجرين في ليبيا"

09/08 16:11

قبل بضعة أيام عادت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، جوان ليو، من ليبيا. تمكنت هناك من زيارة أماكن إيواء المهاجرين. ما رأته هناك أصابها بصدمة كبيرة، وفي مؤتمرها الصحفي في بروكسل بدا أنها ى تزال تعاني من تأثير تلك الصدمة. قالت ليو للصحفيين، إن الأوضاع فى المخيمات التي أقامتها الحكومة الليبية والانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان هي أسوأ ما شاهدته هناك، حيث يتعرض السجناء للضرب بالعصي حتى يتراجعوا عن الأبواب.

منظمة أوكسفام الانسانية تدعو الاتحاد الأوروبي إلى عدم منع المهاجرين المعرضين للخطر من مغادرة ليبيا تجاه القارة الأوروبية، فما المخاطر التي يتعرضون لها في ليبيا، خصوصا في ظل استمرار عدم الاستقرار السياسي. (10.08.2017)

تقرير دولي يحذر من أن 80 بالمئة من المهاجرات النيجيريات اللائي يتم نقلهن لإيطاليا خلال رحلة طويلة عبر النيجر وليبيا، هن "ضحايا محتملة" للإتجار بهن كبائعات هوى. (22.07.2017)

بحسب ليو، فإن الرجال والنساء والأطفال هناك جاثمون على الأرض في غرف مظلمة ومزدحمة. وتتعرض النساء، وخاصة الحوامل منهن، للاغتصاب المنظم ويتعرض أزواجهن للضرب. وتقول الطبيبة المتأثرة بشدة: "هذا ما قالوه لي. كانوا يستطيعون التكلم بالهمس فقط، وكانوا يتوسلون أن نخرجهم من هناك. لم أستطع أن أفعل شيئاً سوى الاستماع". 

أتى شاب من غامبيا إلى قسم الرعاية لأطباء بلا حدود في المستشفى، وكان يعاني من الجوع في المخيم حتى أصيب بسوء التغذية، ولذلك كان لابد من معاجته في المستشفى. وتصف ليو حالته بالقول: "لم يستطع أن ينظر إلى وجهي، الدموع كانت تسيل على خديه عندما كان يتحدث. تساءلت في نفسي، عما أفعله هنا؟ سنعالج هذا الرجل، ثم يجب عليه أن يعود للمخيم ليعاني من الجوع مرة أخرى!".

رئيسة منظمة أطباء بلا حدود جوان ليو شعرت بـ"الصدمة" إزاء ما شاهدته في مخيمات المهاجرين في ليبيا

الميليشيات الليبية تعامل المهاجرين كـ "بضائع"

وفقاً لمشاهدات موظفي "أطباء بلا حدود"، المهاجرون الموجودون في هذا المخيم هم الذين تعترض قوات خفر السواحل الليبية قواربهم. لكن يتم القبض على الناس بشكل تعسفي في شوارع طرابلس أيضاً، ويُجرّون من البيوت والسيارات ليتم نقلهم إلى السجون.

وغالباً ما تحرس الميليشيات هذه المخيمات الرهيبة، بدون أن يتم تسجيل الأشخاص الموجودين فيها. لا توجد إدارة، ولا أحد يعرف ماذا يجري للناس. هناك حوالي 40 مخيما من هذه المخيمات "الرسمية". ويقول جان-بيتر ستيليما من "أطباء بلا حدود" إن عدد الميليشيات التي لا تزال تتعامل "بوحشية" غير معلوم، ويضيف "نحن نشعر بعدم الارتياح، لأننا نحافظ على صحة هؤلاء الناس، فقط لتتمكن الميليشيات من استغلالهم بشكل أكبر، من خلال بيعهم لمهربي البشر!. هم يحصلون على مبلغ معين من الحكومة مقابل كل شخص، ويجنون المال من خلال ذلك".

وبحسب ستيلما فإنه لا توجد حكومة حقيقية تسيطر على أي شيء. ويعتقد أنه سيكون من الأفضل أن يتعاون خفر السواحل، الذي يتلقى التدريب و التمويل من الاتحاد الأوروبي، مع الميليشيات في المخيمات. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، فإن الحكومة في روما تدفع المال مباشرة إلى الميليشيات لإيقاف هؤلاء المهاجرين!.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

هل الاتحاد الأوروبي شريك لهؤلاء السجانين؟

وقد أثارت أوضاع المهاجرين في ليبيا غضب رئيسة "أطباء بلا حدود"، فوجهت رسالة مفتوحة إلى حكومات دول الاتحاد الأوربي متهمة أوروبا بالتواطؤ مع الميليشيات وتجار البشر. وقالت ليو للاتحاد الأوروبي "هذا هو نجاحكم المزعوم"، وأضافت "يعرفون أنكم تتركون هؤلاء الناس للمجرمين. قولوا لي كيف يمكن أن نقبل بهذا؟ لا يجب أن نترك الناس في الفخ الليبي، علينا إيجاد مخرج، لا يجوز أن نجبرهم على العودة إلى ليبيا".

بحسب ليو فإنه يجب أن تكون هناك طرق شرعية إلى أوروبا لإنهاء الوضع الفظيع الذي لا يصدق في المخيمات، كما أنه لا يمكن اعتبار ليبيا شريكاً عادياً في المفاوضات. وتضيف "هذه المخيمات هي بالنسبة لي مصانع لانتاج المعاناة. هذه صناعة للمعاناة، لا أستطيع أن أصدق أن أية حكومة أوروبية تريد المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر  في هذه الصناعة".

وقال المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود"، أريان هينكامب، في جوابه على سؤال لـ DW في بروكسل، إن البلدان التي يأتي منها المهاجرون في أفريقيا لا تملك في كثير من الأحيان الوسائل ولا الإرادة لتحمل مسؤولية مواطنيها، وأضاف: "من الواضح بالنسبة لي أنه لا ينبغي على الناس أن يسافروا إلى ليبيا، ويجب علينا وعلى الحكومات أن تفعل كل شيء لمنع هؤلاء الناس من المغادرة والمعاناة من هذا الوضع".

المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود": يجب منع الناس من الذهاب إلى ليبيا في سعيهم للوصول إلى أوروبا

وقد سمع المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود أيضاً قصصاً مشابهة لما سمعته زميلته جوان ليو في المخيمات الليبية، وقال: "تحدثت مع مهاجرين قالوا لي إن جميع أصدقائهم انفصلوا عنهم وذهبوا إلى أوروبا. ورغم أنهم قد سمعوا عن قصص الرعب، إلا أنهم قالوا إن ذلك لن يحدث لهم". ووفقا لهينكامب، فإن الرحلة إلى ليبيا خطأ "مجنون" يرتكبه مهاجرون لديهم معلومات مغلوطة عن الرحلة إلى اوروبا. والآن في ليبيا يقف أولئك الناس أمام طريق مسدود ميؤوس منه حيث إن الطريق إلى أوروبا مغلق.

لكن المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي والتى تلقت أيضاً رسالة احتجاج من "أطباء بلا حدود"، ترفضت اتهامات المنظمة ورئيستها جوان ليو. وقالت بأنه من المعروف أن الظروف في المخيمات قاسية. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الحكومة الليبية والأمم المتحدة على تحسين هذه المخيمات، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه لا يجوز أن يكون هناك حديث عن أي نوع من الشراكة أو التواطؤ من قبل الاتحاد الاوروبي.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أيضاً قد وصفت الوضع في ليبيا بأنه غير إنساني، وذلك خلال قمة للاتحاد الأوروبي مع دول أفريقية حول اللاجئين عقدت في باريس مؤخرا. وأعلنت ميركل في باريس أن إغلاق طريق اللجوء عبر البحر الابيض المتوسط إلى ايطاليا لا يزال الخيار الصحيح. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قد وعد في القمة نفسها بتحسين في الأوضاع، لكنه اعترف أيضاً أن حكومته ليست لها سلطة على كامل الأراضي الليبية.

برنرد ريغرت/ محي الدين حسين

تعتزم بلغاريا نشر قوات خاصة على حدودها مع تركيا لمنع عبور اللاجئين، الأمر الذي تسبب في انتقادات لبلغاريا وجهتها مؤسسة برو أزول المعنية بشؤون اللاجئين.

تعتبر ليبيا بوابة مئات الآلاف من الراغبين في العبور نحو إيطاليا، التي وافقت حكومتها مؤخرا على مهمة بحرية في المياه الليبية لاعتراض الزوارق المهاجرة وإعادة المهاجرين إلى ليبيا.

تقرير صدر مؤخرا عن منظمة "أوكسفام" ذكر أن غالبية المهاجرات الأفريقيات يتعرضن للاغتصاب والعمل القسري، مشيرا إلى أن المعاناة هي جزء من الحياة اليومية للكثير من المهاجرين.

من بنود اتفاق اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي أن تعيد أوروبا المهاجرين الذين وصلوا عبر تركيا إلى الجزر اليونانية بشكل غير شرعي لتركيا مرة أخرى. وكثيراً ما هدد الرئيس التركي اردوغان بإلغاء الاتفاقية، بعد كل خلاف سياسي مع الاتحاد الأوروبي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل