المحتوى الرئيسى

نقدم لكم صوت فيلم "الكنز" الشيخ إيهاب يونس - E3lam.Org

09/07 12:44

شاركها Facebook Twitter Google +

يا مالكًا قدري، وقدرك ليس يدركه سواك، إن جئت بابك عاجزًا أنا لست أملك إلا ذاك، يا خالقي حبي لذاتك، ليس يعلم سواك”، كلمات “حَضَرَت” عفاريت جمهور “الست”، ذلك الذي يجلس مسحورًا صامتًا عاجزًا عن الحركة إلا من التحليق في السماء، مع ذلك الصوت الذي ظهر “على غفلة”، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليستعيد مجد الإنشاد الديني، لعهده، وبصورته الحديثة، ليتجاوز الفيديو الخاص به، حاجز الأربعة ملايين مشاهدة خلال يومين فقط، هما اليومان الكافيان أيضًا لأن يسحر فيهما جمهور فيلم “الكنز”، ويخطف الأنظار من أبطاله، ليخرج المشاهدون متسائلين “مين اللي بيغني أغاني الكنز؟” -إنه الشيخ إيهاب يونس-:

في بهتيم تلك المدينة الواقعة داخل نطاق حي شرق شبرا الخيمة أحد أحياء محافظة القليوبية، دوت صرخات الطفل الكفيف “إيهاب”، الذي خطى خطواته الأولى للكتاب، وهو في الثالثة من عمره، ويكتشف شيخه صوته “تذكرة السماء”، وموهبته في الحفظ حيث أتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، ولم تغفل أسرته أيضًا عن “حلاوة” صوته، فتباهوا به، وطلبوا من ابنهم قراءة القرآن الكريم في المناسبات، لكن كبر الطفل الصغير، ووصل للصف الإعدادي بموهبة دون علم، وهو الأمر الذي أدركته والدته مبكرًا، فألحقته بالمركز النموذجي للمكفوفين، لمدة أربعة أشهر ليتعلم قراءة القرآن بطريقة برايل، وهو في الصف الثاني الإعدادي الأزهري، ما جعله يتعلم أصول القراءة، وتنمية صوته، ما شجعه على أن يطلب من مدرس التربية الموسيقية الغناء، بعدما سمع صوته، وأعجبه، فتعهد بتدريسه للموسيقى، ليصبح نجم الحفلات المدرسية، وهو يشدو بأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب، قبل أن يلتحق بكلية الأزهر الشريف، ويتخرج من كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية عام 2006.

لهيبة صوته، اقترح عليه الكثيرون، تجربة الإنشاد الديني، فهو الفن التراثي، الذي يليق بأزهريته وحفظه للقرآن الكريم، ففتحوا له بابًا جديدًا عليه، فعكف على الاستماع لكبار المنشدين أمثال الشيخ علي محمود والفشني، وتقليدهم، إلى أن قرر الاشتراك في إذاعة القرآن الكريم، كواحدٍ من بطانة الشيخ ممدوح عبد الجليل، الذي صدمه، بأنه “مينفعش طبلة ولا طار”، ليعود لمنزله، والظلام يحيط بروحه، إلا أن من لمس صوته أرواحهم، رفضوا قرار الشيخ، وتوسطوا للموهبة التي آمنوا بها، فوافق على ضمه لبطانته، ليسجل “يونس”، كل كلمة يقولها شيخه وكأنها تراثًا خالدًا يجب توثيقه، إلى أن أصبح أكثر أعضاء البطانة بحثًا وتجديدًا فيها، بالرغم من أنه أصغرهم سنًا، ليرفرف قلبه فرحًا بقبلة خاطفة للشيخ على رأسه، بعدما تعهده تعهدًا أبويًا جعله يتعلق به تعلقًا شديدًا تسبب له في حالة مرضية نفسية بعد وفاته.

في دربه الذي اختاره، بطابعه المنفرد، بالجلباب الأزهري، وهالة النور المحيطة به، النابعة من ضياء روحه، التي أبت الخضوع لظلام عينه، غنى الشيخ إيهاب يونس في الحفلات بجانب المنشد والشيخ محمود عبد الله الذي كان يعمل في ذلك الوقت قائد فرقة الإنشاد بدار الأوبرا المصرية، حتى قرر “يونس”، الانفراد بموهبته، ليصيغها كما يريد، بعدما تشبع منتهلًا من مواهب شيوخ الإنشاد، ويبدأ في 2007 أولى الخطوات في مشواره الحقيقي، حيث كون فرقته الخاصة للإنشاد الديني، ليلمع نجمه في سماء الإنشاد ويُعرف باسم “مداح النبي”، ويبدأ جولاته في الوطن العربي والغربي، ينشد على مسامع الشرق والغرب غناءً تراثيًا ظن البعض لفترة أنه “قَدِمَ.

كانت أولى حفلاته خارج مصر عام 2009، في سوريا العاشق أهلها للإنشاد، الذي لا ينقطع عن شوارعهم ومناسباتهم حزنًا وفرحًا، ليلتقي هناك بالشيخ حمزة شكور رئيس رابطة المنشدين في سوريا، بالإضافة إلى عدد آخر من المنشدين السورين الذين التقاهم خلال الـ 40 يوما التي قضاها هناك، ولعل تلك كانت بذرة فكرته بإنشاء مدرسة الإنشاد الدينى التابعة لنقابة الإنشاد الدينى، وهو حاليًا مدير لها ويعمل بها، وكانت أيضًا انطلاقته عالميًا، حيث بعدها بعام واحد في 2010 أحيا حفلًا في المركز الثقافي الإسباني في سوريا بعدها أحيا العديد من الحفلات في بيروت وفرنسا وبلجيكا.

بعد ما يقارب من 16 عامًا من الإنشاد الصوفي، الممزوج بموسيقى الجاز، أصبح للمنشد بصير الروح، جمهورًا كبيرًا يحجز مقعده إلى السماء، إما في ساقية الصاوي، أو دار الأوبرا، أو غيرها من أماكن تواجده في المحافظات، إلا أن معجبًا من نوع خاص، كان يتابعه في صمت لمدة 3 سنوات، عبر فيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي، كي يدرس إمكانية ضمه لمشروعه الفني، إلى أن قرر أخيرًا طلب مقابلة إيهاب يونس، من صديق الشيخ الذي يعتبره “حتة منه”، علي الهلباوي، والذي أوصله به بالفعل ليظهر في الفيديو الأشهر له ضمن جولات حفلات مشروع “المولد والميلاد”، التي أقامتها فرقة “كايرو ستيبس” الألمانية، بشهر ديسمبر الماضي.

نقلة جديدة في حياة الشيخ أحدثها الموسيقي المصري وعازف العود باسم درويش، بعد ضم لمشروع فريقه “كايرو ستيبس”، الذي كونه منذ 14 عامًا، مع الموسيقي الألماني ماتياس فراي، والمايسترو سباستيان مولير، بعدما أخبره أن يحضر له في دار الأوبرا قبل أحد عروض الفريق، ليجلس معه، ويدربه في بروفا لم تتعدى 15 دقيقة، يدخل بعدها دون تحضير على المسرح، ويظهر على الجمهور، الذي لم يفهم سبب وقوفه لمدة 5 دقائق كاملة، استمعوا فيها إلى مقطوعة موسيقية طويلة مزجت بين الكلاسيكية والجاز، اختتمها صوت المزمار الأرميني “الدودوك” ذو الروحانية الغريبة، ومن بعدها انطلق صوت يشدو بـ”يا مالكًا قدري، وقدرك ليس يدركه سواك”، وسط ذهول الجميع، وسبحت أرواحهم على ترانيم الأنشودة التراثية، ويذيع صيت الشيخ الكفيف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل